من المستفيد من تأجيل الإنتخابات في العراق؟

زينب حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 04:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

شكل تحديد موعد الإنتخابات المرتقبة و آليات إجرائها حلماً لأغلب العراقيين التواقين إلىالخلاص من هذه الدوامة الدموية التي تلف البلاد‘ و ينتظر الكثيرون حلول موعد إجرائها بأمل كبير أن يكون هذا التاريخ علامة مهمة في نضال شعبنا من أجل إقامة نظام ديمقراطي ‘ يستمد شرعيته من خلال صناديق الاقتراع وينهي الاوضاع الاستثنائية إلى الأبد. وتصب دعاوى تأجيل الإنتخابات(رغم النوايا الحسنة للبعض) في صالح الذين يعادون الوضع الحالي والحكومة المؤقتة ‘ من بقايا النظام السابق والسلفيين المتزمتين ‘ العراقيين والقادمين من خلف الحدود على حد سواء ‘وستزيد الوضع خطورة وتعطي هذه القوى المزيد من الوقت لتنظيم أنفسهم من جديد تحت مسميات جديدة بنفس الفكر الصدامي والممارسات الإجرامية السبقة. وتعطي الفرصة لقوات الإحتلال للبقاء فترة أطول.

إن القوى المختلفة التي تريد تأجيل الإنتخابات لاتنظر لمصلحة الشعب العراقي الذي عانى الويلات في ظل النظام السابق ومازالت معاناته مستمرة بسبب الأعمال التي يقوم بها الإرهابيون وإستمرار الإحتلال الذي يستفز وجوده مشاعر كل قطاعات الشعب ‘ إنما تنظر الى مصالحها الخاصة بسبب عدم قدرتها على كسب جماهير الشعب وباتت تلعب لعبة سياسية تتعارض بالنتيجة مع مصلحة شعبنا العراقي فلجأ السيد البا??ي ومن معه الى مغازلة الأحزاب السنية كالحزب الإسلامي وغيره بهدف كسب أصوات المواطنين في المناطق ذات الأغلبية السنية. وبذات الوقت مغازلة لبعض الحكومات العربية التي مارست ضغوطاتها في مؤتمر شرم الشيخ لدوافع باتت معروفة للجميع. أنا لاأريد تصوير الأمر على نحو طائفي إنما منطق الأمور يدل ويشير لذلك .ا

إن العملية السياسية الجارية في بلادنا الآن وذروتها الإنتخابات المقبلة ‘ قد حصلت ‘ كما هو معروف بتوافق الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى الأساسية في المجتمع العراقي ومكوناته القومية والدينية والطائفية المختلفة‘ ذات المصلحة الحقيقية في تغيير النظام والذي حصل للأسف بأياد أجنبية. لذا أعتقد أن عملية تأجيل اللانتخابات ستشكل صدمة كبيرة للجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية بإستقرار الأوضاع وتقريب نهاية الإحتلال.

وأجد في التصريح الصادر عن الإعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي حول الجدل الدائر بشأن تأجيل الإنتخابات موقفاً متزناً من المسألة والتي تتطلب الكثير من الحكمة والتباحث بعيداً عن الكسب الإعلامي وحب الظهور والحملة الإعلامية المبكرة والتي ربما تكون دوافع للبعض ممن لايثقون بقدراتهم على كسب أصوات الناخبين.

زينب حسين الموسوي

مالموالسويد

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات