الحجاب او التيزاب

فاطمة مهدي الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 1029 - 2004 / 11 / 26 - 09:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

حدثتني زينب ان مجهولين خطوا علي سياج دارها (الحجاب او التيزاب) (ماء
النار)
لتهديد السيدات السافرات واجبارهن علي التحجب خوفا من التشويه.
ولا يخفي ان مثل هذه التهديدات تشكل انتهاكا للقوانين والحريات الشخصية،
فمن حق
الاحزاب الدينية فرض ما تشاء علي اعضائها الملتزمين بنظامها الداخلي لكن
لا
سلطة لها علي المجتمع الذي تجري ادارته وفقا لقوانين وتشريعات تسهر الدولة
علي
تنفيذها.
ومثلما يعتبر التحجب خيارا شخصياً فان السفور ايضا قناعة شخصية وهذان
الحقان
تحميهما التشريعات كجزء لا يتجزأ من الحريات.
ومن حق اي حزب سياسي بغض النظر عن طبيعته علمانيا او دينيا الدعوة لارائه
ومنهجه السياسي والفكري في المجتمعات المتحضرة والديمقراطية لكن هذه
الدعوة يجب
ان تكون في اطار القوانين، بمعني استخدام حق الاقناع وعدم القسر الذي هو
يشكل
انتهاكا للتشريعات وتجاوزاً علي الحريات الشخصية كما يتطلب انشاء اجهزة
تأخذ
علي عاتقها اجبار الاخرين علي الالتزام بقضايا معينة بالقوة.
ان محاولات القسر والاجبار وتهميش دور المرأة لا يعني سوي انهيار مقومات
نهضة
المجتمع العراقي وتشكل اخفاقا لقواه السياسية في تبني نظام ديمقراطي
متكامل
فحتي الاطار السياسي للتعددية سيبقي مهددا بالانهيار اذا كانت هناك
انتهاكات
علي الصعيدين الاجتماعي واللفكري.
العراق يحتاج الي النهضة والتنوير واعادة الاعمار ولا يتحقق كل ذلك الا من
خلال
جهود العراقيين نساءاً ورجالا خاصة وان المرأة العراقية قطعت شوطا طويلا
في
مجال التعليم ووصلت الي ارفع المناصب وحملت مؤهلات رفيعة وتحملت اوزار
النظام
السابق باشكال عدة يقرها الجميع فمن العيب انتهاك حقوقها في الاختيار
والعمل
والمساواة.
نحتاج الي صحوة والرجوع الي ما كتبه علماؤنا وشعراؤنا حول المرأة لنقرأ ما
كتبه
الزهاوي والرصافي والجواهري ونعيد قراءة ابن خلدون ورفاعة الطهطاوي وابن
باديس
حول مستلزمات النهضة والتقدم والمدن.
ان التهديد باستخدام العنف ضد النساء ومحاولات انتهاك حقوقهن المنصوص
عليها في
التشريعات العراقية هي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون وواجب أجهزة
الشرطة
والامن محاسبة هؤلاء المنتهكين الذين يحاولون استغلال الوضع الامني
المستقر
لتوجيه السهام ضد النساء العراقيات جميعاً من خلال التستر بالدين

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل