الفن المتنبىء

ملك بيان

الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 22:43
المحور: الادب والفن
    

في وادي الرافدين كانت الحضارة الأولى إنسانيا تشظي حزب الدعوة الإسلامية العراقي القائد إلى تنظيمات سياسية تعاني الواقع، و وادي النيل في زمن الثورة الإلكترونية العظمى أيضا يعبر عن روح الأصالة المعاصرة؛ فيشظي جماعة (الأخوان المسلمين) في عقر دارهم مصر (هبة النيل والثورة) إلى أحزاب سياسية، بدء بانشقاق حزب (العدالة والحرية) في أيار الماضي إثر انتصار ثورة 25 كانون الأول الماضي على إنقلاب تموز 1952م الذي خلع آخر أحفاد محمدعلي باشا (فاروق) لتخلع ثورة مصر الشعبية تبع ذاك الإنقلاب العسكري الفرعون الأخير (مبارك) وتحاكمه حضوريا، ثم انشقاق (التيار المصري) عن الأخوان ليبراليين وراديكاليين، في تموز المنصرم!.

فجر 27 تموز 2008م توفي المخرج السينمي المصري الفنان يوسف شاهين (1926- 2008). في تونس الشرارة الأولى للثورة العظمى احتفى موقع قرطاج الأثري لأول مرة بعد 47 دورة بأناشيد هذه الثورة، تناغما وأنشودة (ميدان التحرير) الشهير قلب عاصمة مصر الثورة النابض بدم عبيط شبابي، بصوت الفنانة اللبنانية ماجدة حليم الرومي "الشارع لمين؟! الشارع لنا!!" ترددت لتتنبأ بوأد حلم الحرية لتثير جدلا في الأوساط الفنية والثقافية في دار الأوبرا المصرية في القاهرة حول تنبؤ شاهين بالثورة المصرية مبكرا في أعماله الفنية عقب عرض أحد أبرز أفلام شاهين "عودة الابن الضال" الذي أخرجه عام 1976 وضمه لاحقا إلى قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ضم فيلم "عودة الابن الضال" عددا من نجوم السينما المصرية: محمود المليجي وهدى سلطان وشكري سرحان وسهير المرشدي وعلي الشريف وأحمد بدير والوجهان الجديدان آنذاك هشام سليم وأحمد محرز. شاركت ماجدة الرومي في أول ظهور سينمي لها كممثلة في بطولة الفيلم.

دار النقاش بشأن الفيلم بين الحاضرين، الذين بلغ عددهم 200 شخص، حول دور السينما كصناعة وكإبداع وما صوره الفيلم من أحداث وبين ثورة مصر. وربط الكثير منهم بين العديد من الأحداث في الفيلم وبين أحداث تشهدها مصر حاليا وأبدوا تخوفهم من المصير الذي رسمه شاهين في الفيلم المتمثل في سرقة حلم الحرية من قبل من يملكون السلطة والمال. شاهين أنتج الفيلم ليعبر عن حالة الفرح التي أعقبت حرب تشرين 1973 التي كانت مقدمة لدخول مصر في نفق مظلم بسبب انعدام الحرية. شهد العرض حال حنين واضح من لدن معظم الحاضرين خاصة مع صوت ماجدة الرومي تغني "الشارع لمين؟! الشارع لنا!!" (عابرة للأقطار ولزحاف الشعر وضرائره/ موفق مظفر ربيع) التي ترددت خلال الأيام الأولى للثورة المصرية كتعبير عن حلم الحرية ورفض القمع بعد جيل ضال من فيلم يوسف شاهين "عودة الابن الضال".

#ملك_بيان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل