أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 22 - 03:30
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
إلى: د. حياة الخياري*
(1)
ستنفقُ من عمرِها التونسيّ خمسَ سنين
وهي تطرقَ في هدوءٍ وصبرٍ عجيبين
بابي الأربعين.
لتسألَ أما مِن حاء؟
أما مِن باء؟
أما مِن ماء؟
أما مِن ألفٍ؟ أما مِن سين؟
لن أجيبَ على طرْقِها الذي يهدمُ
شيئاً فشيئاً
ويوماً فآخر
أسرارَ حرفي
في حنانٍ غريب،
ولن أناولها كوزَ ماء.
ألأني أكثر عطشاً منها
ومن عجائبها؟
أم لأنّي لا أجيدُ فتحَ بابِ الطلاسم؟
أم لأني أخاف فتحَ بابي الأربعين؟
(2)
ذاتَ يومٍ مُقدّس،
ستفتحُ هذه الحاء التي كحّلتْ
قلبَها بسرِّ الحياة
آخرَ بابٍ: بابي الأربعين.
وستدخلُ لتكتبَ على جدران روحي
أنّها كشفتْ طاءَ الطلاسم والسحر
وتماهتْ مع حرفي الذي قارب الفجر
حتّى تحوّل إلى شمسٍ وبحر.
ستدخلُ لتكشفَ عن كلِّ نون
وستكون سعيدةً، دون شكٍّ، بكشوفاتِها
فلقد عرفت الحرفَ الأعظم،
وكلّمتْهُ كما تشتهي
فردَّ عليها
وردّتْ عليه
وزادتْ فزاد.
ثُمَّ أجلسها قربه.
كيف؟!
وبأيِّ صفة؟
ملكة؟
عارفة؟
ساحرة؟
لا أعرفُ لذلك جواباً أكيدا
كلّ ما أعرفه أنني قد بنيت
لنفسي وحرفي باباً جديدا
لا يُسمّى لكثرةِ أسمائه،
ولا يختفي لشدّةِ أسراره،
ولا يُطْرَقُ لأنّه لا يُرى،
ولن يدخله أحدٌ أبدا!
******************************************
* د. حياة الخياري: كاتبة وباحثة تونسية أنفقتْ خمس سنين لتدرس الحرفَ في الشعر العربي المعاصر عبر أعمال أدونيس، وأديب كمال الدين، وأحمد الشهاوي. ولتنال، عبر بحثها النقدي الكبير، درجةَ الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من جامعة سوسة عام 2011.
********************************************
www.adeebk.com
أديب كمال الدين – أستراليا
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟