أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ادرار نفوسه - شارون والقذافي معا ضد الكوفية














المزيد.....

شارون والقذافي معا ضد الكوفية


ادرار نفوسه

الحوار المتمدن-العدد: 1017 - 2004 / 11 / 14 - 07:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ودعنا المناضل صاحب الكوفية والبزة الكاكي وغادرنا القائد الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات مخلفا سيرة نضالية امتدت لأكثر من أربعة قرون سخرها لقضيته القلبية المركزية المتمثلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة.

عرفات هو من قاد القضية الفلسطينية لتكون قضية عالمية حية في الوجدان البشري. عرفات قاد نضاله من ساحات نضال متعددة، فكان مقاتلا في الميدان الفدائي ونشطا في مخيمات اللاجئين ورفيقا لحركات التحرر وخطيبا على المنابر الدولية ومناورا في كواليس المفاوضات ومتمرسا في الشئون السياسية ورجل دولة في العلاقات الدولية ورئيسا منتخبا للشعب الفلسطيني ليكون شهيدا حيا للقضية الفلسطينية. عرفات هو من حقق نجاحا استراتيجيا في الالتفاف على المحاصرة العربية للنضال الفلسطيني بان نقل بعبقرية النضال إلى داخل فلسطين مما انجح الانتفاضة المباركة المتواصلة. عرفات صار رمزا للثورة الفلسطينية وأبا للشعب الفلسطيني، في الداخل والشتات. قيادية عرفات جاءت ثمرة لاخلاص شخصي متفاني وحصيلة لقدرات شخصية فذة وحصاد لجهود نضالية مشهودة. قيادية عرفات الأدبية لم تكن نتاج انقلاب عسكري أو حكم وراثي، ولم تستمر باسواط المخابرات وقضبان العسكر، انها خيار واختيار عموم شعبه. انه نتاج النضال المشروع والديمقراطية الشرعية.

عرفات لم يكن قياديا عاديا، فهو قائد تحرري من الطراز الأول. عاش وقضى جل حياته الواعية في ساحة النضال، ونجح في مهارة فائقة في تجاوز عشرات المؤامرات التي استهدفت قبر القضية الفلسطينية والنيل من ارتباطه بها. ورغم نزاهته وتقشفه مارس عرفات أخطاء كبيرة، منها شخصنته للقضية في ذاته، ومحاربته وتهميشه لوجود قادة جديرين مشاركين له بحيث أضحى المشهد القيادي الفلسطيني يعج بالضعاف والانتهازيين والفاسدين، ومن ذلك تشجيعه أو سكوته عن فساد المحيطيين به سواء من عائلته أو المقربين منه. وتبقى أثار ومضاعفات اتفاقية اوسلو مثار جدل عن حكمته، بالنظر لما جرته من سلبيات وخيمة على القضية الفلسطينية. حوصر وسجن عرفات في مكتبه برام الله لثلاث سنوات لأنه انسحب من محادثات كامب ديفيد وامتناع على الضغوط الامريكية الاسرائيلية بتشبثه بان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة وبحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وهكذا رضا عرفات بمعاناة السجن والحصار والمرض كثمن لتصحيح جزئي لاوسلو، حتى لا يخون شعبه ولا يبيع قضيتهم!

التفاعل العالمي الرسمي والشعبي الجياش مع حادثة وفاة عرفات دليل على رجحان كافة الايجابيات العرفاتية على السلبيات. التفاعل العالمي في أساسه هو اعادة تعبير عن تعاطف وتأييد لشرعية وعدالة القضية الفلسطينية المتمثلة في حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولة. لقد شاركت معظم دول المنطقة والعالم الإسلامي والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوربي والدول الكبرى بوفود عالية المستوى، تعلو مستوى وزير الخارجية، منهم احد عشر رئيس عربي. التفاعل العالمي الايجابي لم يكن كاملا لخروج زمرة ضيقة منه، رأسها إسرائيل وشلة من المريبين.

غياب الدولة الليبية ورأسها القذافي عن مراسم تشييع جثمان الرئيس عرفات في القاهرة برهان إثبات على أن القذافي من شلة المريبين، وانه رمى نفسه في البوتقة الإسرائيلية. التفسير القريب لسلوك القذافي الشاذ، هو أن القذافي يحقد على عرفات ويشمت في القضية الفلسطينية. أما التفسير الأخر فهو إشهار لتماديه في الانبطاح عسى ربه الجديد عنه يرضى.

الحساسية الكويتية المفهومة ضد عرفات لموقفه المؤيد لاحتلال قوات صدام حسين للكويت، لم تمنع دولة الكويت من إرسال وزير يمثلها في مراسم تشييع عرفات. والخلاف السياسي الجذري السوري الفلسطيني ( الاسد/ عرفات) حول الاستفراد الفلسطيني بالحل السلمي مع إسرائيل، لم يمنع الرئيس السوري بشار الاسد من المشاركة في مراسم التشييع. ولكن الاختلاف بين الاسد والقذافي أن الأول رجل دولة يقود بموضوعية وواقعية والثاني ثوري سابق تحركه غرائزه وأضغاثه.

مرارة الخلاف السوري العرفاتي وصل لحد تسفير وطرد عرفات من دمشق، إلا ذلك لم يدفع سوريا للتنكر للقضية الفلسطينية وطرد الفصائل الفلسطينية منها، بما فيها فتح وحماس والجهاد والشعبية، ومن ذلك بقاء القيادي الفلسطيني الفتحاوي فاروق القدومي (أبو اللطف) فيها. أما النظام الليبي فلقد هجر بالقوة مئات الأسر الفلسطينية الآمنة نحو خيام صحراوية على الحدود المصرية، وقام بإغلاق مقار كل الفصائل الفلسطينية وسلم أسرارها لأعدائها، ومن ذلك طرده لصبري البنا (أبو نضال)، زعيم تنظيم فتح/ المجلس الثوري.

ليبيا غابت عن القضية الفلسطينية بعدم حضور النظام وعدم نقل تلفزيون النظام لمراسم التشييع، ومن حضر كان مجرد احمد قذاف الدم ببدالة صفراء فاقعة اللون، لمعت وسط بدل الحضور الداكنة في تصرف يناقض فطرة الذوق السليم ويعادي مشاعر الحداد الحزين. ربما حضر القذافي لو كان شارون حاضرا، أو ربما حضر القذافي لو صفق عرفات لمشروعه الخيالي الورقي حول دولة اسراطين.

غاب النظام وحضر الشعب الليبي الذي حضر متأثرا مراسم تشييع الرئيس عرفات على تلفزيونات الجزيرة، والبي بي سي، وسي ان ان، وتونس، والجزائر، ومصر، وسوريا، والمنارة، والعالم، والعربية.... وقد يفاجئنا القذافي بمخبولة من افرازاته ليداري سوءة غيابه الفاضح!

بكى الفلسطينيون وحضر العالم لغياب عرفات الحاضر، وغاب القذافي عن الشعب الليبي الحاضر مع القضية الفلسطينية. وغدا ستحضر الدولة الليبية عندما يستعيدها الشعب الليبي من براثن القذافي الغائب، حينها لن ينفع شارون القذافي، وحينها لن يبكي الشعب الليبي القذافي إلا فرحا. والعيد قادم حتما في فلسطين وليبيا وفي كل بقعة تحت الشمس، لأنها حكمة الله وكلمة التاريخ.


ادرار نفوسه
[email protected]
المنفى، 12 نوفمبر 2004



#ادرار_نفوسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا: إنقاذ 66 مهاجرا غير نظامي أثناء محاولتهم عبور المانش ...
- مصر.. والدا الرضيعة السودانية المقتولة بعد هتك عرضها يكشفان ...
- السعودية.. عمليات انقاذ لعالقين بسيول والدفاع المدني يحذر
- الغرب يطلق تحذيرات لتبليسي مع جولة جديدة من الاحتجاجات على ق ...
- فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران ...
- في الذكرى الـ10 لمذبحة أوديسا.. اتهامات لأجهزة استخبارات غرب ...
- ترامب يعلق على أحداث -كولومبيا- وينتقد نعمت شفيق
- نيبينزيا: مجلس الأمن الدولي بات رهينة لسياسة واشنطن بالشرق ا ...
- -مهر-: رئيس جامعة طهران يعين زوجة الرئيس الإيراني في منصبين ...
- ‏مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة ت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ادرار نفوسه - شارون والقذافي معا ضد الكوفية