أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بلغيت حميد - لنقوم أسلوب الحركة















المزيد.....

لنقوم أسلوب الحركة


بلغيت حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 09:16
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لنقوم أسلوب الحركة

غالبا ما تتردد فكرة بمثابة قانون يؤطر الفعل النضالي، وهي أن الخطأ ملازم لكل فعل وممارسة سياسية، فإذا كنا نناضل، نفعل، نمارس ميدانيا، ننشط سياسيا ... فإن هذا لا يعني أن لا يتخذ الفاعل مسافة معينة بينه وبين الحدث، ليس بغرض إنتقاد الفعل وجلد الواقع فقط، بل أيضا من أجل تقويم مساره، تصحيح أسلوبه وتسديد خطاه.
إن مرور أزيد من مائة يوم على البروز الميداني لحركة 20فبراير، ربما أن هذا الهامش الزمني كاف لتقييم مسارها الممارساتي والسياسي، فإذا كنا في غير حاجة للتذكير ببعض مزاياها، التي يمكن إجمالها في بلورة شرعية جديدة بآليات حداثية ، حيث صار تقدم أو تراجع أي طرح سياسي قديم أو جديد يقاس بمدى قربه من مطالب الحركة أو ابتعاده عنها، مما يعني أن معرفة إحداثيات أي موقف سياسي يحدد بالنسبة لمعلم 20 فبراير، إلا أن هذا لن يقوى على أن يقوم كأساس لعدم الوقوف على بعض المطبات، التي يمكن معالجتها على مستويين، أولا المعضلة التنظيمية، ثم ثانيا ضبابية وغموض الخطاب السياسي.




-I المعضلة التنظيمية
أمام ما تمر منه المنطقة العربية من ثورات يمكن إدراجها ضمن الموجة الرابعة للديمقراطية إذا ما أتممنا التصنيف الذي وضعه صامويل هينتغتون لموجات الديمقراطية منذ الثورة الفرنسية إلى غاية الثورات الملونة في أوربا الشرقية، سعى بعض الباحثين الى تمييز الثورات العربية عن سابقاتها سواء منها الثورات التحويلية أو التأسيسية، وذلك لكون هذه الثورات قد قطعت العهد مع الأطر النظرية والفلسفية لمفهوم الثورة.
فسواء كان التغيير ناتجا عن تحول جذري وفوري للنظام السياسي في شكل الثورات العنيفة أو عبر تراكم كمي للإصلاحات السياسية في شكل ثورات هادئة فإن هاجس التنظيم والمأسسة ملازم لحركات وقوى الدفع هاته، بيد أن ما يميز قوى التغيير في العالم العربي في المرحلة الراهنة، أنها قوى هلامية، فاقدة لأي أسس تنظيمية أو في أحسن الأحوال تتسم بالهشاشة ، مما جعلها حركات رخوة مترهلة وذات قنوات تواصلية مائعة. ولهذا فإن هذه الحركات من السهل واليسير أن تقوم بعمليات الهدم، لكن من الصعب جدا أن تضطلع وتجابه تحديات البناء، وذلك لأسباب عدة يمكن إجمالها في النقاط التالية:
- 1 تضحى هذه الحركات فاقدة للقدرة على الاستمرارية بمجرد خلق الوضع الاحتجاجي أو الوضع الثوري، وذلك لضعف أو غياب آليات التواصل بين القمة والقاعدة.
- 2 مسار مثل هذه الحركات لا يخرج عن أحد الخيارين، إما أنها تسقط في الفوضى لغياب قنوات تواصلية حقيقية، أو أنها تتخذ مسارا لا ينسجم والمنهجية الديمقراطية، ويتمثل أساسا في شخصنة الحركة في قيادات معينة، وبالتالي إستبعاد فكرة المأسسة.
- 3 يؤدي التسيب التنظيمي إلى سهولة اختراقها من قبل قوى الجر إلى الوراء، سواء في شكل أصولية دينية أو أصولية سلطوية.
- 4 غياب فكرة المأسسة لدى هذه الحركات يفضي حتما إلى انسحاب المشروعية الحداثية التي يشكل الشارع أحد مصادرها لحساب المشروعية الماوضوية التي تجسدها الأنظمة القائمة ومعارضتها التقليدية المتسمة بالانتظارية وفقدان القدرة على الفعل والمبادرة.
- 5 إن اتخاذ شكل تنظيمي معين سيمكن الحركة من خلق فضاءات جديدة للاحتجاج، حيث أنه إلى جانب الشارع، ستجد الحركة روافد مؤسساتية تعطي لاحتجاجاتها طابع الديمومة.

-II سؤال سلامة الخط السياسي
إن بروز الحركات الاحتجاجية ذات العمق الشعبي في العالم العربي، ومن ضمنها حركة 20 فبراير، يمكن اعتباره إضافة نوعية إلى كتلة التنظيمات الكائنة المتماثلة الخصائص ، حيث أن تبايناتها لا تعدو طابعها الشكلاني الصوري، ومن أجل ضمان الاستمرارية لمثل هذه الحركات لا محيد عن تبني الوضوح السياسي والفكري، إذ أنه هو الكفيل بتمييز خطابها الحداثي عن الخطاب الماضوي لباقي القوى التقليدية، وبلوغ سلامة الخط السياسي والنقاء الفكري لهذه الحركات، سيمكنها أولا من تجاوز الطابع الحشدي لبعض التنظيمات المحترفة للعملية الاقتراعية، الأمر الذي حولها إلى كائنات انتخابية، ثم ثانيا، من اتقاء شر الانشقاقات الذي تغذيه الضبابية الفكرية وعدم وضوح الخط السياسي. وبالتالي فإن هذه الحركات عوض أن تعبر عن وحدة خط الشعب، ستضحى كيانات تزكى ظاهرة توالد وتناسل إطارات مشلولة ومكرسة لظاهرة بلقنة المشهد السياسي، ثالثا إن الوضوح السياسي هذا سيمكن الحركة من القدرة على التصرف، وذلك لكونها تمتلك بديلا يمكنه الإسهام في عملية البناء السياسي للمرحلة القادمة، رابعا إن فقدان أرضية سياسية مشتركة سيسجن الحركة في فضاء الممارسة الميدانية وإعداد البرامج العملياتية وصنع الأحداث، دون التمكن من تأطيرها واستثمارها سياسيا. وأخيرا من شأن وحدة الموقف السياسي أن يجنب الحركة مصادرتها من قبل أي من القوى السياسية المتسمة بالركود والجمود والانتظارية القاتلة والعجز عن المبادءة للمطالبة بالتغيير العميق والشامل.
هذه فقط بعض من المؤشرات التي يمكن تعميقها عبر فتح نقاش عمومي موسع، حيث أنه إذا كانت المطالبة بالتغيير من داخل نفس البنية بمقومات دولة ديمقراطية حداثية مدنية والدفع باتجاه تجاوز المجال السياسي شبه المغلق إلى مجال سياسي مفتوح كمنطلقات تؤطر الحركة، فمن اللازم طرح أسلوب التعاطي وطريقة الأجرأة محل تساؤل بشكل ملح وآني.
ومن أجل ألا يكون هذا الطرح محل تأويلات مغرضة، يجب التذكير أن التنظيم لا يقوم بالضرورة على نموذج بيروقراطي صلب تضيق فيه دائرة صنع القرار في الحركة، بل يمكنه أن يتم في شكل تنظيمي مرن وناعم تستجيب لأبسط أسس المأسسة من حيث العمل الجماعي بتوزيع الأدوار والمهام وتوجيه فعل التثقيف السياسي والتنمية السياسية من داخل الحركة وخارجها ثم خلق قنوات للتدوال على المسؤولية تجنبا لشخصنة الحركة، حيث أن غياب هذه المقومات سيرهن فعل الحركة سياسيا ومجتمعيا .
وفيما يخص سلامة الخط السياسي، فلا يعني الأمر وضع قوالب جامدة تقيد مجال التعدد والاختلاف وتذويبهما في بوتقة الرأي الواحد، الموقف الواحد والنظرة الواحدة ، بل من أجل مواجهة النمطية وتدبير الاختلاف و حماية المنطلقات والأسس من أي انزياح أو انحراف.
وبفضل هذين المرتكزين ) التنظيمي والسياسي(، يمكن للحركة أن تحرر قوى الخلق والإبداع والتجديد في رحمها، وستحوز القدرة على سرعة التكيف والتعاطي والاستجابة مع الأحداث المتسارعة في الوقت الراهن.



#بلغيت_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حفاظًا على حقوقك! خطوات تجديد منحة البطالة 6 أشهر 2024 على م ...
- ” مليون و 100.000 دينار عراقي ” رسميا موعد صرف رواتب المتقاع ...
- رسمياا. مجلس الوزراء يعلن موعد انتهاء اجازة عيد الاضحى المبا ...
- خبر صار للجزائريين الحكومة تعلن عن زيادة جديدة لأصحاب المعاش ...
- ناريشكين: يجب التعامل بهدوء مع تصريحات ستولتنبرغ حول الترسان ...
- البرلمان الأوكراني يعلن عن نقص كارثي في العاملين بالقطاع الز ...
- مئات الطلاب يغادرون حفل تخرج جامعة ستانفورد احتجاجا على التع ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر mtess.gov.dz“ الاستعلام عن مع ...
- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر“ قيمة زيادة معاشات المتقاعدين ...
- ” بزيادة 100 ألف دينار ” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بلغيت حميد - لنقوم أسلوب الحركة