أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالنبي العكري - أمريكا دولة خارجة على القانون الدولي















المزيد.....

أمريكا دولة خارجة على القانون الدولي


عبدالنبي العكري

الحوار المتمدن-العدد: 227 - 2002 / 8 / 22 - 04:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


 

 
 
في يوم السبت 5/5/2002، أعلن متحدث باسم الخارجية الأمريكي إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة المحكمة الجنائية الدولية والذي سبق أن أنظمت إليها دون التصديق

عليها في 30/ 12/ 2000، خلال عهد الرئيس السابق بيل كلنتون.
وقد كان لذلك وقع الصاعقة على حلفاء الولايات المتحدة الغربيين الذين فوجئوا بذلك، حيث عبر الناطق باسم الخارجية الفرنسية ريغاسوا عن صدمه فرنسا من جراء ذلك محذرا من خطورة الخطوة الامريكية.  ورغم لزوم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الصمت الذي يدل على مدى خضوعه لأمريكا، إلا أن السيدة ماري روبنسون المفوض السامي لحقوق الإنسان عبرت عن موقف واضح بخطورة الموقف الأمريكي ودلالاته.
تأتي هذه الخطوة في سياق تحلل الادارة الأمريكية في عهد اليميني جورج بوش، من التزامات الولايات المتحدة الدولية وخرقها للقانون الدولي والانساني.  وهناك عدة شواهد على ذلك نسوق منها ما يلي:
 
1.         خرق الولايات المتحدة لاتفاقية جنيف لعام 1949 والخاصة بأسرى الحرب ومعاملة المدنيين في النزاعات المسلحة، فباستثناء أميركي واحد اعتبرت الولايات المتحدة أسرى الحرب من طالبان والقاعدة بمثابة إرهابيين ونقلتهم من ميدان المعركة (أفغانستان) الى قاعدة جوننتاموا، وعاملتهم بوحشية فظيعة، وهي تنوي محاكمتهم أمام محاكم عسكرية خاصة لاتتوفر فيها شروط العدالة.  وهذا مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة التي تعتبرهم أسرى حرب، يجب الاحتفاظ بهم ومعاملتهم بانسانية حتى إنتهاء الحرب وتسليمهم الى سلطات بلدهم.  أما المدنيين الأفغان فقد ذهبوا ضحية الحرب الأمريكية الشرسة والتي لم تميز بين المدنيين والعسكريين مستخدمة أسلحة محرمة دوليا مثل القنابل الفراغية.  لقد محيت قرى بأكملها وقتل الألاف، واقتحمت القوات الأمريكية مستشفى في خوست وقتلت الجرحى، وأجهزت على المدنيين الفارين من المدن المحاصرة والقائمة تطول.
2.         إنسحبت الولايات المتحدة من طرف واحد، من اتفاقية ABM للحد من   إنتشار الصواريخ البالستتية مع روسيا، وهي ماضية في خطة ريجن "حرب النجوم".
3.         لم تصدق الادارة الأمريكية على بروتكول كويتو حول الانحباس الحراري، ومن المعروف أن الولايات المتحدة هي الملوث الأول للبيئة العالمية ومنها ظاهرة الانحباس الحراري، والذي تشمل أضراره الكرة الأرضية كلها.
4.         إن الولايات المتحدة والتي تعتبر نفسها بطل حقوق الانسان في العالم لم تصدق على أهم إتفاقيات حقوق الانسان ومنها العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والاتفاقية الدولية لتصفية جميع أشكال التمييز العنصري واتفاقية حقوق الطفل، والاتفاقية الدولية لالغاء عقوبة الاعدام واتفاقية مناهضة التعذيب، والاتفاقية الخاصة بأوضاع اللاجئين، وقد إنسحبت من إتفاقية مناهضة إنتاج الالغام ضد الأفراد، وإتفاقية تصفية الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
 
خرق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية:
إضافة الى عدم تصديقها الاتفاقيات ومعاهدات دولية هامة، فإن الولايات المتحدة تقوم بخرق إتفاقيات ومعاهدات هي طرف فيها أو غير طرف.
فمثلا كشف حادث إحتجاز طائرة التجسس الأمريكية من قبل الصين، عن قيام الولايات المتحدة على امتداد عقود بانتهاك حرمة الاجواء والمياه الأقليمية الصينية المعترف بها دوليا (12 ميل بحري) ولم تستح الولايات المتحدة في ردها على الحادث سوى القول أن ذلك ضروري للامن القومي للولايات المتحدة.  وهذا الخرق تمارسه الولايات المتحدة ضد العديد من الدول.  إن الولايات المتحدة لاتتورع عن التجسس حتى ضد حلفائها مثل فرنسا كما كشفت عن ذلك حادثة طرد دبلوماسيين أمريكين في ظل وزارة بالادور في بداية رئاسة شيراك الأولى. 
وبالنسبة للاتفاقيات التجارية فإن الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها بطلة منظمة التجارة العالمية تقوم ذاتها بخرق بنود هذه الاتفاقية.  لقد إشتكى الاوروبيون واليابانيون مرارا من إستخدامها لحق مكافحة الأغراق للاضرار بالصادرات الاوربية واليابانية للولايات المتحدة.  وقد كسب الاتحاد الاوربي نزاعة مع الولايات المتحدة فيما عرف بالنزاع على صادرات الموز.  أما قضايا التجسس الصناعي الامريكي ضد حلفائها فهي معروفة وقد كشف العديد من فضائحها.
 
العرب أول ضحايا أمريكا:
  إن العرب هم أول ضحايا أمريكا وخرقها للقانون الدولي سواء من خلال اعتداءاتها المباشرة أو من خلال دعمها المطلق للكيان العدواني الصهيوني.  كلنا يتذكر مشروع أيزنهاور المشؤوم والذي أرادت به أمريكا إجهاض المشروع النهضوي العربي الذي قاده عبدالناصر، وعندما حوصر هذا المشروع قامت أمريكا بانزال قواتها في لبنان واحتلته عام 1958.  وفي عهد الرئيس اليميني رونالد ريجن قامت الولايات المتحدة بمحاصرة خليج سرت الليبي واسقطت طائرات ليبية مدافعة عن السيادة الليبية، ثم عمدت الى مهاجمة طرابلس وبنغازي بطائراتها مستهدفة أيضا تصفية الزعيم الليبي معمر القذافي.  كما أن السفن والطائرات الامريكية قصفت مرارا القوات السورية وقوات حزب الله في لبنان بعد إخراجها عنوه من لبنان إثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان في 1982. 
والولايات المتحدة هي القوة الاولى وراء قيام الكيان الصهيوني ونكبة الشعب الفلسطيني ومعاناة الأمة العربية، وبدون الخوض في أسباب ذلك فإن الولايات المتحدة خرقت بذلك القانون الدولي تكرارا، لقد خرقت مبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بدعمها كيانا إستياطنيا عنصريا، ومنذ قيام "دولة اسرائيل" إثر قرار التقسيم في أكتوبر 1947، كانت أول من اعترف بالكيان الصهيوني في 14 مايو 1948 ، بل هي التي أمنت الأغلبية في الامم المتحدة لفوز قرار التقسيم ومنذ ذلك الحين دعمت الولايات المتحدة إسرائيل لعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة وتعطيل الشرعية الدولية، بما في ذلك قرار التقسيم الجائر ذاته.  وأخر فصول هذه المهزلة ماجرى بشأن لجنة تقصي الحقائق في المجازر الاسرائيلية في جنين وغيرها.
 
الولايات المتحدة تعطل الشرعية الدولية:
 بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتفكك المعسكر الاشتراكي، إنفردت الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم.  ومن تجليات هذه الهيمنة مصادرتها للشرعية الدولية المتمثلة بالامم المتحدة ومؤسساتها ووكالاتها.  إنه الى جانب تعطيل قرارات الامم التي لاتعجبها فإنها  قد أحلت نفسها محل الامم المتحدة.  لقد ظهر ذلك جليا في حرب البلقان، حيث حلت قوات حلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة محل قوات الامم المتحدة، وإستمرت الولايات المتحدة حربها ضد الاتحاد اليوغسلافي لتحقيق أهدافها هي وليس مصالح شعوب يوغسلافية. وفي حرب الخليج الثانية قامت أمريكا بقيادة تحالف دولي بديلا لقوات الامم المتحدة، وجرت تلك الحرب لصالح أمريكا وعلى حساب العرب وحتى على حساب حلفائها الغربيين.  وتكرر ذات الشيء في أفغانستان، وهي تقود اليوم حربها ضد ماتدعوه "بالارهاب" دون تخويل من الامم المتحدة وفي خرق لقواعد القانون الدولي.
إن خطر محدقا يحيق بالعالم كله من جراء إنفراد الولايات المتحدة وهيمنتها على السياسة الدولية، وما لم يتشكل تحالف دولي مناهض للولايات المتحدة فإن جميع شعوب العالم بما في ذلك الدول الغربية الحليفة للولايات المتحدة ستعاني الويلات.
 
 


#عبدالنبي_العكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخروج من دوامة الصراعات


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالنبي العكري - أمريكا دولة خارجة على القانون الدولي