أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلام الخليلي - اريد قانونا لا كلاما- وعي المراة كيف ننميه














المزيد.....

اريد قانونا لا كلاما- وعي المراة كيف ننميه


سلام الخليلي

الحوار المتمدن-العدد: 1011 - 2004 / 11 / 8 - 08:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إذا كانت المرأة في مجتمعنا...كل امرأة...صغيرة أم كبيرة...متعلمة....عالمة أم ربة بيت...آمنة في معيشتها أم مهددة فعليها أن تقف وقفة جادة من أجل إقرار حقوقها المشروعة...لتصبح هذه الحقوق وثيقة دستورية تحافظ لها على كرامتها وإنسانيتها، هذا من جانب. ومن جانب آخر عليها أن تقف مع نفسها وقفة صادقة...قبل أن يجرفها الطوفان من جديد إلى دوامته...فتعود إلى الغيبوبة التي أصابتها سنوات طوال أفقدتها حماسها الملتهب الذي كانت تشق به طريق الكفاح في الكثير من المجالات التي كانت تحفزها على الدراسة...وعلى العمل...والاستقلال المادي...كتعبير عملي على رفضها للوصاية والإذلال.

ومثل هذه الوقفة الصادقة والحاسمة كفيلة بأن تكشف للمرأة عن الأخطاء التي ارتكبتها بحق نفسها...وسمحت للآخرين أن يرتكبوها في حقها دون أن ترفع صوتها معترضة...دون أن تبذل محاولة جادة تؤكد بها ايجابيتها وصحوتها وكأنها تعلن بهذه اللامبالاة... بهذه السلبية أنها بالفعل مخلوق ضعيف لا يملك من أمر نفسه شيئا، علما بأن هذا المخلوق الضعيف يعطي من موقع قوة وثيقة وإيمان لأن من يعطي يستطيع دائما أن يسترد عطاؤه.

ومن هنا نستطيع بدون شك أن نوضح هذه المؤشرات التي ندينها سواء بالتفريط في مكاسبها أو كشف النقاب عن الحرب المضادة التي تعرضت لها بغرض إعادتها إلى القوقعة التي يسهل فيها حصارها وفرض الوصاية عليها...ومعاملتها كناقصة عقل ودين.وإن ما فرطت فيه...غير واعية إليه فهذه مصيبة أم واعية فهذه مصيبة أكبر...فحقها في التعليم باعتباره ركيزتها الأساسية في إثبات وجودها...ويدل على ذلك ارتفاع نسبة الأمية بين النساء عما كانت عليه في مقابل انخفاضها بين الرجال...واقتران ذلك بعودة ظاهرة الزواج المبكر...وأيضا بعزوف المتعلمات حتى الحاصلات على الشهادات الجامعية عن العمل ليس بعد تجربة وموازنة منطقية ثم اختيار حر للتفرغ...وإنما تحت تأثير تيارات فكرية معينة، استطاعت أن تضلل فكر الكثيرات وأن تدفعهن إلى اعتناق مبدأ العودة إلى البيت...وبنظرة شخصية أزعم أنه لا خوف ولا ضرر من مثل هذه العودة لمن شاءت من النساء بإرادتها الحرة...فذلك يحدث في أكثر بلاد العالم تحضرا دون مساس بكيان المرأة ووضعها المتغير في المجتمع وحقوقها الثابتة والشرعية في القوانين...وإنما الخوف كل الخوف والضرر كل الضرر أن تكون هذه العودة مقترنة عندنا في ذهن المرأة والرجل على السواء بالتخلي عن قضية المساواة في الحقوق.. أسوة بالمساواة في الواجبات.

أما ما ارتكبه الآخرون في حق المرأة فبدايته تصويرها في الكتب المدرسية على أنها الأم المتفرغة التي ينحصر نشاطها داخل جدران البيت...والتي تفرض عليها التضحية فلا تشكو ولا تتذمر لأنها ما خلقت إلا لخدمة أفراد أسرتها فإذا ما كبر الصغار افترضوا في الشريكة حتى لو كانت عاملة، تفرغا كاملا للبيت مهما كلفها ذلك من جهد سرعان ما يؤثر على قدراتها الإنتاجية...ويستغل ضد وجودها في ميادين العمل سلاحا فتاكا...ونهايته إظهارها في وسائل الإعلام من خلال نماذج مستهترة السلوك أو عليلة النفسية فهي إما لعوب تحاول أن تجرف إلى تيارها زوجا ثريا حتى لو كان هذا الزوج لزوجة غيرها...وإما مسيطرة تذل الزوج وتحطم الأبناء وإما عانس كل همها أن تجد رجلا تستظل به بدلا من أن تعيش عمرها في ظل الحيط.

أما المرأة المكافحة...المرأة التي تؤدي واجباتها...وتتمسك بحقوقها...المرأة التي تعرف متى تقول لا...المرأة التي تروض عواطفها انتصارا لمبادئها ومن النادر جدا ما نسمع عنها أو نراها؟

عزيزتي المرأة أتمنى من قلبي أن تطهري فكرك من كل ما علق به من شوائب نتيجة تيارات دخيلة على حياتك العصرية وأن تتمسكي بكل المكاسب السابقة وتعملي على استثمارها، وعليك أن تدركي أن مواقف الإنسان تتحول إلى قوانين تعجز قوى الضلال على إلغائها.

وأنك إذا تعلمت وعملت وتمسكت بكافة الحقوق السمحة فإنه من الصعب على رجل أن يقهرك أو أن يخدعك إنما يقهر الرجل من هذا الموقف الذي اتخذتيه بكل جرأة وشجاعة هذا من جانب ومن جانب آخر فالتمسك بالمطالبة بالقوانين المنصفة، القوانين العصرية التي تنسجم والتطور العلمي الحديث الذي أدى لأن يصبح العالم كله قرية صغيرة في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة.

وبنفس الوقت إنصاف المرأة لتأخذ دورها في المجتمع وبناء الدولة وفي صنع القوانين التي تمس حياتها. وتراعي العادات والتقاليد دون العودة إلى الوراء. هذه القوانين التي تأخذ صفة صمام الأمان لكثيرات ما زلن واقعات تحت تأثير الفقر والجهل...وما زلن محتاجات لظل غدره وبطشه واساءته.

لذلك يا عزيزتي فالمرأة بحاجة ماسة إلى توعية شاملة حتى تصبح مواقفها نفسها هي القانون الذي يحميها وهذه بصراحة مهمتنا نحن النساء.وكذلك بحاجة ماسة إلى توعية شاملة حتى تصبح مواقفها الصامدة والمقنعة هي القانون الذي يحميها وهذه مهمتنا نحن النساء.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حقيقة صرف 8000 دينار زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 ...
- تعيين 50 امرأة بصفة -إمام جامع- يثير جدلا في العراق
- معدلات ارتفاع الرسوم القضائية في قضايا العنف .. رصد بياني من ...
- تقديرات للأمم المتحدة: امرأة تستشهد كل ساعة في غزة
- طريقة عمل الفتة المصرية الأصلية بطعم زمان ومكونات بسيطة ونكه ...
- حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت 8000.. رابط وطريقة ...
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر 2025.. ...
- فرصة لا تعوض.. قدمي الآن على منحة المرأة الماكثة في البيت 20 ...
- “800 د.ج منحـة فــوريـة“ كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكث ...
- «فرصة ذهبية» منحة المرأة 2025 تعلن شروط التسجيل لدعم البنات ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سلام الخليلي - اريد قانونا لا كلاما- وعي المراة كيف ننميه