شيراز محمد ألمانيا
الحوار المتمدن-العدد: 3392 - 2011 / 6 / 10 - 15:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خلال متابعة مجرى انتفاضة شباب وجماهير سوريا التحررية منذ 15.03.2011 وحسب تقارير المنظمات الحقوقية المحايدة وشهود عيان على أرض الواقع هناك يتبين بأنه نتيجة ارتكاب السلطة البعثية التوتاليتارية والطائفية والعنصرية وأجهزتها الأمنية الوحشية للعنف وللقتل ضد المنتفضين السلميين دون أية مراعاة لحقوق الانسان وللقوانين الدولية المعنية, قد أودى ذلك حتى الآن الى قتل أكثر من 1300 شخص وجرح آلاف واعتقال أكثر من عشرة آلاف فضلا عن نزوح وهروب عدة آلاف سوريين آخرين الى تركيا ولبنان والأردن. أمام تطبيق هذه الارتكابات والجرائم الوحشية يدعو رئيس تلك السلطة بشار الأسد أحزاب الحركة الوطنية الكوردية على انفراد عن أطراف المعارضة السورية الأخرى الى لقاء خجول ومتأخر جدا، وذلك بغية وضع اسفين بين المعارضة الكوردية والسورية الأخرى ولبث روح اليأس والفتور لدى معنويات الجماهير المنتفضة وبالتالي لاخماد تلك الاحتجاجات الشعبية المتنامية اتساعا وانتشارا في كافة نواحي وأقاليم سوريا بدءا من حوران وانتهاءا بكوردستان سوريا، وذلك لانقاذ نفسها والاستمرار في حمها التسلطي لعقود عديدة أخرى. هكذا في الوقت الذي كانت فيه ولاتزال تلك السلطة منذ عقود عديدة تمارس القمع والنهب والتمييز الطائفي الديني ضد المجتمع السوري بشكل عام وترتكب الاضطهاد والتمييز العنصري القومي ضد الشعب الكوردي بشكل خاص.
هنا يمكن القول بأن مبدأ الحوار هو بشكل عام مهم ومنطقي للوصول الى التفاهم والحلول المناسبة لدى الأزمات والخلافات المتنوعة، ولكن يتطلب ذلك أجواء السلمية والتكافؤ بين الأطراف المتنازعة المدعوة الى الحوار، لا في ظل قتل وتعذيب وتشريد المنتفضين ولا تحت هيمنة بعثية تقليدية مفرطة.
في هذا الاطار هناك كما ذكر تنامي واتساع رقعة الاحتجاجات وروح التضحية لدى المنتفضين للمثابرة والصمود من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك تصعيد جدي لضغوطات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على تلك السلطة وتطبيق عقوبات مالية ورحلاتية على رموزها والسعي المتواصل لرفع الملف السوري الى مجلس الأمن الدولي ومن ثم امكانية تحويل هذا الملف الى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة أولئك الرموز وكذلك يمكن أن يصار الى تدخل دولي عسكري لحماية الجماهير السورية المنتفضة من القمع والنزوح، مما يشكل هذان العاملان الايجابييان مناخا مناسبا وتاؤلا كبيرا ورفع معنويات الجماهير المنتفضة بمواصلة الاحتجاجات وزيادة المشاركات الشعبية فيها دون التوقف حتى يتم اسقاط تلك السلطة التي أصبحت وشيكة الانهيار جدا وسوف تنهار حتما في القريب العاجل, فان هذه الفرصة السانحة التي خلالها تتوفر هذه العوامل الداخلية والأقليمية والدولية معا لصالح انتصار ارداة الجماهير التحررية على ارادة السلطة القمعية الفاسدة تكاد تكون الأولى التي تهيئت للمجتمع السوري المقموع والمضطهد منذ عقود طويلة ويجب أن يتم استثمارها حتى النهاية والنصر.
لذلك فان أية محاولة من النظام السوري تهدف باسم لقاء أو حوار مزعوم منفرد مع أطراف المعارضة الكوردية والسورية الأخرى لتقسيم قوى المعارضة والمنتفضين ولاطالة عمر تكل السلطة يجب أن ترفض حالا، وبأن تتكاتف هذه القوى المعارضة والمنتفضة والاستمرار بالانتفاضة حتى اسقاط تلك السلطة واحداث تغيير ديموقراطي حقيقي في سوريا لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للمجتمع السوري بشكل عام وكذلك لحل المسألة الكوردية ديموقراطيا وفق صيغة فدرالية مشروعة في اطار القوانين والمواثيق الدولية المعنية بشكل خاص.
هنا ولحسن الحظ، فقد بادرت لجنة التنسيق الكوردية المتشكلة من حزب آزادي الكوردي في سوريا، حزب يكيتي الكوردي في سوريا، حزب تيار المستقبل الكوردي في سوريا، الى مقاطعة ذلك اللقاء المدعو من رئيس تلك السلطة بشار الأسد، ومن ثم تتبعها ربما بقية الأحزاب الكوردية أيضا، وليعطي ذلك مثالا موضوعيا منطقيا كرد على مساعي تلك السلطة الدنيئة والفاقدة للشرعية من ناحية، وكذلك ليعزز الاطمئنان وروح التضحية والانتفاض والمثابرة لدى الجماهير السورية المنتفضة من أجل الحرية وضد القمع والاستبداد والنهب والفساد من ناحية أخرى.
شيراز محمد ـ ألمانيا
[email protected]
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟