أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس الخالدي - الفلاحة ام عباس.. تجاوز عمري الثمانين عاماً.. ولم اجد من يدافع عن مصالح الكادحين غير الشيوعيين















المزيد.....

الفلاحة ام عباس.. تجاوز عمري الثمانين عاماً.. ولم اجد من يدافع عن مصالح الكادحين غير الشيوعيين


عباس الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 1010 - 2004 / 11 / 7 - 07:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الطريق وعلى الطريق
تعلمنا من الحزب الشيوعي.. حب الاخرين واحترامهم

الفلاحة ام عباس.. تجاوز عمري الثمانين عاماً.. ولم اجد من يدافع عن مصالح الكادحين غير الشيوعيين...

كثيرة هي تلك اللقاءات التي تتم مع العديد من المفكرين والمثقفين والسياسيين وغيرهم من الشرائح ذات التعليم العالي والتي تمتاز عادة بسعة الطروحات وعمقها وايجاد التصورات والمعالجات لكثير من المعضلات والتي تعاني الناس منها هنا وهناك. ولكنها تختلف مع باقي الناس وخاصة البسطاء فهم، حيث تجدهم ومع محدودية المفردات التي يتعاملون بها، انها معبرة بشكل واضح وجلي عن طموحاتهم وامانهيم وقوة ايمانهم والتمسك بثوابت آمنوا بها ووجدوا فيها طريقاً للخلاص من الظلم والقهر والحرمان والاستغلال.
وقد زارت "طريق الشعب" احد البيوتات الفلاحية في ريف بغداد والتقت بالفلاحة صبرية محمد كاظم التميمي التي دخلت العقد الثامن من عمرها. وحين طرقنا الباب استقبلنا احد احفادها وعند معرفته القصد من زيارتنا اخدنا مباشرة الى جدته، التي وجدناها تضع مسبحة سوداء في رقبتها تستخدمها قبل وبعد كل صلاة تؤديها من على كرسيها لان للزمن قوانينه وللمرض فعله. وبعد حرارة الاستقبال. بدأت الفلاحة ام عباس الحديث بالقول بانها تصر على ان تخاطبها الرفيقة ام عباس كونها حصلت على شرف عضوية الحزب في نهاية الستينات من القرن الماضي وعن ذكريات الشقاء والنضال. تقول ام عباس:
"إني فخورة جداً لكوننا من عائلة شيوعية لثلاث اجيال (وتقصد اضافة لها)، المرحوم زوجها (الرفيق صالح علوان الخالدي) ومن ثم اولادهما ومن ثم احفادهما، وهذا التواصل لم يأت من فراغ، انما نتيجة الايمان بمعطيات كثيرة جسدتها الاحداث والوقائع عبر المسيرة النضالية للحزب الشيوعي العراقي وتبنيه لقضايا الكادحين والدفاع عنها.
تنهدت بحسرة وهي تستذكر مرارة السنين التي مضت وتقول:
"لقد كنا فلاحين فقراء نسكن بيوتاً طينية بسيطة، سقوفها من الخشب والسعف وبواري من القصب ولونها اسود فحمي نتيجة استعمال المصابيح النفطية (اللمبة التي هي عبارة عن قنينة زجاجية او معدنية، عجين او تمر تضع فوق الفوهه وتتدلى فتيلة من القطن داخلها لتمتص النفط ومن ثم عملية الاشتعال)والفانوس فيما بعد اضافة الى اشعال الحطب (الشوك والعاقول ومخلفات الحيوانات وغيرها)، داخل الغرفة لفرض التدفئة والطبخ والانارة احياناً اخرى.
وان هذا الاشتعال ينتج عنه كتله كبيرة من الدخان والغازات السامة داخل الغرفة تصل حد الاختناق فلا احد يستطيع ان يقوم بقامته منتصباً اذا اراد جلب شيء ما، فلا بد له من الانحناء، وهذه الغرفة هي للنوم وللطعام وللخزن في آن واحد.
واضافت.. ان سمة عدم الاستقرار هي التي كانت تلازم الفلاحين والكادحين حتى انبثاق ثورة 14 تموز عام 1958 المجيدة.
حيث كنا ننتقل بين عام واخر من هذا المالك للارض (الاقطاعي) الى اخر. وعند هذا الانتقال كان يتوجب علينا تسديد ما بذمتنا الى الملاك السابق حيث لا نملك شيئاً لنسدد، فنضطر الى اخذ ما يسمى بـ (المساعدة) من الاقطاعي الجديد للاقطاعي القديم.
وهذه المساعدة توثق بموجب (كمبيالة) ويوقع عليها الفلاح وعند عدم التسديد يودع الفلاح بالسجن. وهكذا يرتهن الفلاح وعائلته لدى الملاك. اضافة الى ذلك كانت هناك مجموعة من الالتزامات يتوجب على الفلاح تنفيذها للملاك السابق قبل الانتقال للعمل تحت رحمة اقطاعي جديد. منها ردم جدران البيت الطيني وتسويتها مع الارض اذا لم يكن للاقطاعي حاجة بها وكذلك ردم السواقي الصغيرة (الجوه) التي كانت تزرع منها الخضرة كالرقي والبطيخ والطماطة ودفن حصة الملاك من التبن بالتراب حتى لا يؤثر عليها المطر.
وكان بعض الاقطاعيين يعاملون الفلاح بقسوة شديدة هي اسوء من معاملة العبيد والخدم.
ويضاف الى هذا الظلم والطغيان والاسغلال كان هناك الامية والجهل والتخلف. وقد كنا لا نعرف ان نقول لا ولا نستطيع قولها لاننا لا نعرف ماذا ستكون النتيجة.. الى ان بدأت تباشير الوعي الشيوعي تنتشر في الريف شيئاً فشيئاً عن طريق المناضلين الاوائل وبدانا نعرف حجم مظلوميتنا ومن هو ظلمنا (الاقطاعي) ومن يساعده وعرفنا انه مثلما له حق بهذه الارض فنحن لنا ايضاً حق فيها. ومن حقنا ان نأكل جيداً مثل باقي البشر ونتعلم ونستقر ولا احد يقاسمنا انتاج ارضنا.
وهكذا بدأ الوعي الثوري ينتشر وبدأ الارتباط بالحزب واخذت الخلايا تتكون وتتسع شيئاً فشيئاً ورغم بساطة الناس فأن الايمان كان الاقوى والسائد.
وقد ترجم الوعي والفكر الحقيقة الملموسة امام اعيننا عند انبثاق ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 وقيام الزعيم المرحوم عبدالكريم قاسم والحزب الشيوعي باصدار قانون على الفلاحين. وبعدها اصبحنا احراراً وعرفنا الاستقرار وذقنا طعم الحرية واستطعنا ان نقول للظلم لا وندافع عن حقوقنا. هذا ما علمنا اياه الحزب الشيوعي العراقي ولذلك حين اقول لكم اننا نفتخر ونعتز باننا عائلة شيوعية لثلاثة اجيال لان نصف عمرنا الذي مضى قبل ثورة 14 تموز لم يدافع عنا ولم ينصفنا احد ولم يتجرأ احد ان يقول كلمة حق وعدل بوجه الاقطاعيين الا الحزب الشيوعي وقدم من اجل هذا الشهداء والتضحيات الكبيرة.
* وماذا عن عملك الحزبي انذاك..؟
كنت اقوم بعملية الكسب الحزبي ونشر الوعي الشيوعي بين النساء والفلاحين انتقل من قرية الى اخرى تحت غطاء شراء الصوف مرة والحنطة مرة اخرى وزيارة المرضى واستغلال المناسبات الاجتماعية مرات اخرى وحسب الظروف. كما كنت اقوم بنقل البريد الحزبي والادبيات ما بين المدينة والريف لكوني امرأة ريفية فلاحة لا ألفت انتباه رجال الامن والشرطة. وكذلك كنت احضر الاجتماعات الحزبية واجتماعات رابطة المرأة العراقية في المنصور والخضراء والاسكان وغيرها. وكانت معنا الرفيقة ام علي "زكية خليفة" وام عمار وام ثائر وام مسار وام سوزان ود. سميرة الكاظمي والمرحومة والدة الشهيد بحر الخالدي ورفيقات اخريات لا اتذكر اسمائهن والعمل معهن له طعم خاص.
* كيف استطعت الحفاظ على بعض ادبيات الحزب السرية اكثر من 35 سنة؟
تجيب الرفيقة الفلاحة ام عباس: بعد حملة الاعتقالات التي شنها النظام القمعي ضد الرفاق الشيوعيين نهاية السبعينيات ومنهم ولدي اضطرت الى حرق الكثير من الادبيات في التنور وخاصة المنشورات والصحف السرية وبطاقات العضوية واحتفظت بقسم اخر من خلال فتح شفرة في الحائط الطين وسددت الفتحة بالطين ايضاً ولصقتها بالتراب الناعم حتى تمتزج مع باقي الحائط من حيث اللون والنعومة ولا تجلب الانتباه، وكنت بين فترة واخرى من الزمن اتفحصها خوفاً من الرطوبة والارضية واعيدها ثانية ومن ضمن هذه الادبيات التي احتفظ بها لحد الان جريدة طريق الشعب السرية الصادرة 1969 وبيان انتخابات الطلبة وغيرها، وسأهديها الى الحزب في حالة انشاء متحف خاص بالحزب الشيوعي العراقي (ولو ان حشرة التهمت بعض اجزائها). كما اني اهديت تحفة خزفية كرمز لـ ثورة 14 تموز وتحمل وسطها صورة ملونة للشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم احتفظت بها لاكثر من 40 سنة وقد اهديتها هذا العام اثناء الحفل التأبيني المقام على روح الزعيم من قبل القوى الديمقراطية ومحبي الزعيم وكان الاهداء باسم الفلاحة الشيوعية ام عباس وناشدتهم باقامة متحف للزعيم واردت، كشيوعية ان اكون اول المتبرعين.
* وماذا تقولين للاجيال الجديدة؟
اقول لهم اني تجاوزت الثمانين من عمري ولم اجد هناك من يدافع عن حقوق الفقراء والكادحين افضل من الشيوعيين!
وكل ما تسمعونه من ذوي النفوس المريضة والحاقدين على الحزب الشيوعي فانه زور وبهتان وكما يقول المثل الشعبي (العين لا تحب الافضل منها).
* وهل من نصيحة للفلاحين والفلاحات؟
نعم تنصح اخوتي الفلاحين واخواتي الفلاحات بان يكونوا اوفياء للحزب الشيوعي العراقي ولا يكونوا جاحدين وناكري جميل لان الحزب قدم قوافل الشهداء والتضحيات الكبيرة من اجل ان يمتلك الفلاح قطعة ارض زراعية ويكون سيد نفسه فعليهم اعطاء اصواتهم في الانتخابات لمرشحي الحزب الشيوعي لان هؤلاء الشيوعيين خير من يمثلهم ويخدم مصالحهم بعيداً عن الطائفية والعنصرية
ودعنا الرفيقة الفلاحة ام عباس متمنين لها الصحة والعمر المديد ولتشارك رفاقها في الانتخبات القادمة..

طريق الشعب



#عباس_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس الخالدي - الفلاحة ام عباس.. تجاوز عمري الثمانين عاماً.. ولم اجد من يدافع عن مصالح الكادحين غير الشيوعيين