ختان المهاجرات ودعاوى التعذيب الجنسي محاكمة إحدى المهاجرات المتهمة بختان 48 فتاة في فرنسا

لها اون لاين

الحوار المتمدن-العدد: 1009 - 2004 / 11 / 6 - 09:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

باريس: بمناسبة انعقاد المؤتمر الصيفي للجمعية الفرنسية "نساء من اجل القضاء على التعذيب الجنسي للنساء" مؤخرا في مدينة "مونبيلييه" جنوب فرنسا, تم نشر سلسلة إحصاءات عما يسمى ظاهرة الختان في إفريقيا وبعض البلدان العربية.

وبحسب هذه الجمعية؛ يتعرض مليونا امرأة أو طفلة "للختان" كل سنة عبر العالم, ويقدر عدد "المختونات" بـ130 مليون امرأة, يعيش غالبيتهن في بلدان افريقية.

وكشفت التحريات التي قامت بها الجمعية في فرنسا عن تسجيل 30 ألف امرأة كانت تم ختانها سواء داخل فرنسا أم في بلدانهن الأصلية.

وبحسب الدكتور "فيليبي نوروكال" المكلف بتجميع المعلومات عن الظاهرة, فإن ما بين 10 آلاف و20 ألف امرأة يعشن على التراب الفرنسي يمكن أن يتم تصنيفهن في عداد المزمع إجراء الختان لهن.

ويلاحظ أن نوروكال وزملاؤه في جمعية "نساء من اجل القضاء على التعذيب الجنسي للنساء" يعاتبون العرب على استعمال كلمة ختان النساء لوصف الظاهرة, ويدعون أن "التعذيب الجنسي" هو أفضل وصف لها.

وتجرى هذه العمليات ـ بحسب الدكتورة "كايتا اينتوج" ـ في سرية تامة, وتضيف أن ختان البنات في إفريقيا وبعض الدول العربية يتم في سن مبكرة أي قبل بلوغ الطفلة سن الثالثة عموماً, أما في فرنسا فقد تعرضت الغالبية من الفتيات إلى ما تسميه"المقصلة" وهن في زحمة التحضير للزواج.

وتفسر اينتوج تأخير سن الختان بمزاعم حول تخوف الوالدين من اكتشاف أمرهم من خلال الفحوص الصحية التي يستفيد منها الأطفال سواء في دور رعاية الأمومة والطفولة المنتشرة في كل بلدية أم من خلال أعضاء السلك الطبي العامل في المؤسسات التربوية.

وتزعم هند التي وصلت من مصر إلى فرنسا قبل 15 عاماً, أنها لم تكن تعرف أي شيء عما تعرضت له, وتضيف أن والدتها كانت تردد دائماً أن الفتاة يجب أن يتم ختانها وإلا فان جسدها سيبقى نجساً, وأنها لا تصلح لا للزواج ولا للإنجاب!.

وبحسب "الحياة" فقد سردت هند معاناتها بخاصة خلال الدورة الشهرية وأثناء الولادة!، لكنها لم توضح العلاقة بين الختان وكل من الدورة والولادة؟.

وادعت أنها كانت تخاف إلى درجة الموت كلما اقترب زوجها منها, وأنها لم تشعر بأي لذة ولو مرة في حياتها.

وأضافت هند أن ابنتها البكر تعرضت هي الأخرى للختان في سن التاسعة وذلك خلال العطلة المدرسية الصيفية التي تعودت على قضائها في مصر، لكن إيمان ـ وهو اسم ابنتها البكر ـ عندما بلغت الجامعة وقفت في وجه إرادة والديها ومنعتهما من ختان البقية من أخواتها, وهددتهما بالتبليغ عنها.

وبحسب احد المهتمين فإن كلفة الختان في فرنسا تبلغ 1000 دولار في السنوات الأخيرة, ويأتي من يقومون بهذه العملية من البلدان الأفريقية وهم من الشخصيات المحترمة في بلدانهم الأصلية وخصوصاً في القبائل التي يتحدرون منها.

وعلى الرغم من عدم وجود أي أدلة إلا أن الجمعية نشرت تقريرا تضمن اتهامات صريحة لبعض الأطباء الفرنسيين الذين يمارسون هذه الأعمال في مصحاتهم الخاصة مقابل الحصول على مبلغ مالي كبير.

وقد تم التنديد بقانون الصمت الذي يلف هذه الظاهرة سواء عند الضحايا أم الشهود، وتمت الإشارة إلى ضرورة تطوير حملات التوعية في أحياء المهاجرين العرب والأفارقة, واستعمال المساجد لهذا الغرض وبخاصة أن بعض المتاجرين بهذه التقاليد يستخدمون الدين لتبرير أعمالهم.

وبينما تشهد الظاهرة تراجعاً نسبياً في الدول الأفريقية بعد صدور قوانين بمنعها, إلا أنها ما زالت تنتظرها "أيام جميلة" في فرنسا بحسب "إيزابيل جيلات فآي" الباحثة في علم الاجتماع ورئيسة جمعية "التوازنات البشرية", والتي ترى أن مستوى الوعي لدى بعض المهاجرات هو الذي يطرح مشكلات كبيرة, إذ أن المرأة المهاجرة تحاول أن تحافظ على بعض التقاليد أكثر من النساء في البلدان الأصلية.

ولاحظت أنها تنبهت إلى نمو حركة قوية ضد ختان النساء في البلدان الأفريقية والعربية المعنية, في حين ما زالت بعض المهاجرات يقدسن هذه العملية, على رغم أن القانون الفرنسي يعاقب عليها بالسجن حتى 20 سنة, ولا يسلم من العقوبة الشهود أيضاً.

كما أن فرنسا هي البلد الوحيد في أوربا الذي صدرت فيه أحكام بالسجن ضد متورطين في هذه الأعمال, ومست تلك العقوبات الوالدين ومختصين في ختان البنات, وبلغ عدد المحاكمات, التي بدأت عام 1979 نحو 32 قضية.

ويشن أطباء فرنسيون كبار حملة ضد ختان النساء, لكن هناك شخصية متميزة عنهم جميعهم, وهو الطبيب "بيار فولداس" الذي يقوم بإجراء عمليات جراحية للنساء اللواتي تعرضن لهذه الأعمال، اعترف بأنه تعرض لتهديدات كثيرة, وانه عالج حتى الآن نحو 160 امرأة في عيادته جنوب غربي باريس.

وعلى الرغم من كثرة اللغط في هذا الأمر في فرنسا، إلا أن الرأي الشرعي يبقى غائبا عن الساحة لحسم هذا الموضوع، حتى إشعار آخر.

#لها_اون_لاين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات