فرج ألله عبد ألحق
الحوار المتمدن-العدد: 3379 - 2011 / 5 / 28 - 02:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد فاجئ شعبنا ألعربي ألفلسطيني في ألخارج كما في ألأراضي ألمحتلة و إسرائيل ألعالم عموماً و إسرائيل خصوصاً بطريقة و نوعية إحياء ذكرى ألنكبة ألفلسطينية،ففي أرض ألمهجر زحف أبناء شعبنا مدعومة بشعوب دول ألطوق،إلى أرض ألآباء و ألأجداد، أما في ألداخل فقد قام شعبنا بإحياء ألمناسبة بمسيرات و وقفات احتجاجية ، مسيرات تجاه ألجدار هاتفين ألشعب يريد إنهاء ألاحتلال و داعمين للمصالحة. لقد كان وجود أعداء ألأمس معاً تحت مظلة ألعلم ألفلسطيني مشهداً رائعا و تعبيراً عن إرادة ألجميع لإنهاء هذه ألمرحلة و طي هذه ألصفحة ألسوداء للأبد.
لم تتصور إسرائيل أن ألشعوب قد تخطت حاجز ألخوف و أن ألأسلاك ألمكهربة، ألمدافع ألرشاشة، قنابل ألغارات ألسامة و لا حتى حقول ألألغام ستحرمهم من حقهم ألمشروع بتقرير ألمصير و ألعودة. كما لم تتعامل دول ألطوق و بالأخص سوريا بهذه ألطريقة من قبل سامحتاً للمسيرة باقتحام ألسياج ألفاصل، أما في ألداخل فقد كان حجم و نبض ألمسيرات و ألوقفات كبير و حماسي. وكانت مشاركة حزبنا واضحة، و كان للبيان ألموزع أكبر ألأثر.
لماذا و في هذه ألمرحلة تتم هذه ألأحداث؟
للإجابة على هذا ألسؤال يجب قراءة ألمتغيرات في ألمنطقة بهدوء و موضوعية، ففي عالمنا ألعربي حصلت ألمتغيرات ألتالية:
أولاً: سقوط ألأنظمة ألعربية ألعميلة لإسرائيل و أمريكا و خروجهم من معسكر ألقوى ألمعادية للشعوب و قواها ألمقاومة.
ثانياً: إن واحد من أهم نتائج تحرير ألجنوب ألبناني و حرب 2006 هو كشف حقيقة مهمة ألآ وهي إن إسرائيل دولة يمكن هزيمتها و أن مقولة ألجيش ألذي لا يهزم هي دعاية مغرضة هدفها تحطيم ألعزائم والمعنويات و إبقاء جدار ألخوف، لذلك نرى أن ألتحركات ألجماهيرية ألأخيرة و على رأسها عبور ألحدود في هضبة ألجولان هو تعبير واضح بأن ألجماهير ألعربية قد تخطت حاجز ألخوف.
ثُالثا:إن رد سوريا على محاولة ألقوى ألإمبريالية تعويض هزيمتها في تونس و مصر كان واضحاً، و ألرد من ألنظام هو لن نسقط وحدنا و إسرائيل ستدفع ثمن حماقتها، و ألطريق بين دمشق و تل أبيب هو ذو اتجاهين، و إذا كانت سوريا غير قادرة على ألحسم ألعسكري أليوم فهي قادرة على وضع إسرائيل في مأزق محلي و دولي، و أن ألعب معها هو لعب في ألنار.
رابعاً: إن أبناء شعبنا في ألوطن خصوصاً و في ألشتات عموماً قد سئموا سياسة ألتفاوض من أجل ألتفاوض،و ألتراجع تحت اسم ما هو معروض و ممكن، و ألسير في مسار له بداية بلا نهاية نتيجته ألأولى فرض أمر واقع ديمغرافي جديد في ألضفة يصبح معه الانسحاب إلى حدود 1967 صعباً، و ترابط ألمدن و ألقرى ببعضها ألبعض معضلة يصعب حلها، مما يجعل إنشاء دولة فلسطينية بحدود 1967 مشكوك بها.
و كما هو واضح من ألسياسة ألإسرائيلية أن سياسة ألاستيطان تهدف فيما تهدف تعطيل أي فرصة ممكنة أو حتى أي حلم لهذه الدولة. هذا جعل ألسلطة تدخل في عملية اكتشفت أنها ليست فقط بدون فائدة بل هي عملية مضرة و مفرطة للحقوق و ألثوابت.
خامساً:إن انتقال ألحراك ألجماهيري من دولة إلى أُخرى أعطى ألشعوب ألعربية عامتاً و ألشعب ألفلسطيني خصوصاً درساً كبيراً مفاده بأن ألشعوب إذا أرادت فإن ألنصر حليفها، و أنه مهما كمرت و عظمت ألمؤامرة فسوف تتكسر على صخرة ألنضال.
انطلاقا من ألمعطيات ألمذكورة فإن شروط ألمواجه قد تغيرت، و أصبح دور ألمقاومة ألحقيقية دوراً رئيسياً ووضعت كل ألمخططات ألامروصهيونية عموماً في مهب ألريح.
أما على ألصعيد ألفلسطيني فإن ما تحقق من إنجازات فيما يتعلق باتفاقية ألمصالحة، تؤدي إلى حشد ألصفوف من أجل إنهاء هذه ألمرحله بنجاح.كذلك إن ضغط ألشارع على ألقيادة قد أوقف مسيرة ألمفاوضات ألتي أخذتنا من تنازل إلى آخر، و أعطت إسرائيل ألفرصة من أجل تطبيق خططها ألرامية إلى تغير ديموغرافية ألضفة، و فرض واقع جديد.
إن اعتراف رأس الهرم في أمريكا بعدم وجود حل قائلاً حدود 1967 لكن، سلامة إسرائيل أولاً، و من ثم تبادل ألأراضي،القدس موحدة تحت ألعلم ألإسرائيلي،بقاء ألمستوطنات، و ألانسحاب من أراضي نحددها إسرائيل، كذلك موقف نتنياهو ألمنادي بيهودية ألدولة، يؤكد صحة موقفنا ألقائل بأن ألحل يأتي من خلال ألنضال فقط ،وأنه من ألغباء ألمراهنة على حيادية ونزاهة أمريكا.
أما نحن الشيوعيين ألفلسطينيين فقد أثبتت هذه ألأحداث صحة موقف حزبنا ألرافضة للمسيرة منذ أوسلو و ألمؤكِدة بأن استعادة ألحقوق لا تتم من خلال اتفاقيات لا تساوي ألحبر ألمستخدم، بل تتم من خلال حشد ألطاقات و ألقوى من أجل حسم ألمعركة لصالح شعبنا.وكما تؤكِد ألأحداث بأن فضح ألمتملقين و ألانتهازيين ألمستجدين على أبواب حكومة دايتون، الذين يلبسون لباساً تقدمياً يجب أن يستمر و بوتيرة متصاعدة من أجل إنهاء دورهم ألانتهازي هذا وتعريتهم أمام ألشعب.
و من هنا تبرز أهمية قرار لجنتنا ألمركزية ألقاضي بسعي حزينا لإنشاء جبهة وطنية عريضة تشمل كل ألقوى ألوطنية ألرافضة لأوسلو و ذيوله، تضع برنامجاً نضالياً واضح ألأهداف و ألمعالم، أساسة ألنضال كافة أشكال ألنضال من أجل استعادة ألحقوق ألوطنية ألمشروعة للشعب ألعربي ألفلسطيني، يأخذ بعين ألاعتبار ألظروف والإمكانيات، دون مزودة أو تردد.
إن 15 أيار من عام 2011 محطة تاريخية في نضالنا من أجل ألحرية يجب ألإستفاده منها،تطويرها و ألبناء عليها.ليكن كل يوم 15 أيار نسارع خطانا ألنضالية،من أجل إتمام مرحلة تحررنا ألوطني.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟