رياض كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 1003 - 2004 / 10 / 31 - 09:28
المحور:
الادب والفن
كانت مرآة الغرفة تعكس صورة الخريف وجليسي الصامت الذي كان يحدق بالجدران وكأنه يحدق بذاته .
قلت – هل تنوي البقاء هنا طويلا ؟
قال – سأغادر حينما تنتهي الحرب ...
مرت أعوام طويلة والحرب لم تنته وجليسي لم يغادر ، مازال معكوساً في المرآة يرقب جارتنا العانس وهي تنشر الغسيل أو تعني بأخيها الجندي المبتور الذراعين .
قلت – هل تحدثت معها ؟
قال – رأيتها في السوق تبحث له عن زوج أحذية ... كلما يبكي تشتري له حذاءاً ... انه لا يكف عن البكاء ...
كانت المرآة تعكس صورة السرير والحائط وصورة امرأة في الطريق تجري وخلفها رجل مبتور الذراعين .
قال – سمعت أن الحرب قد انتهت ، سأذهب الليلة .
في تلك الليلة لم أره معكوساً في المرآة يحلم بجارتنا العانس ، لم أصادفه في الطريق حينما سمعت ان الحرب قد انتهت .
#رياض_كاظم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟