ضرورة حل القضية الكردية في سورية

فاروق حمو أحمو

الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:15
المحور: القضية الكردية
    

تتحدث الفضائيات العربية يومياً عن التغيير وضرورة إحداثه بشكل ديمقراطي وآت من الداخل ، أي من داخل المجتمعات الوطنية وليس من قبل قوة خارجية قد تكون لها مصالح إقتصادية وسياسية في البلاد. وهذا الكلام صحيح مائة في المائة ولكن التغيير الديمقراطي وحل المشاكل الوطنية العالقة أصبح هاجساً وضرورة شاملة في بلداننا ، وبدون هذا التغيير يكون من الصعب بناء الوطن أو حتى الدفاع عنه. ففي بلد مثل سورية حيث يعاني الشعب الكردي والبالغ تعداده حوالي 3 ملايين إنسان من ظلم وإظطهاد وتمييز واضح ، فمنذ تكوين الجمهورية السورية والشعب الكردي يعاني من التمييز والتنكر لهويته القومية ، فلغته ممنوعة وهناك تعريب لأرضه في المشروع الذي سمي بالحزام العربي( بطول 350 كم وعرض 10ـ15 كم) والذي أفتعله النظام بجلب العشرات من العوائل العربية من مناطق الرقة وحلب وإسكانها في المناطق الكردية بعد طرد الفلاحين الكرد منها ، مما أوجد لحالة بغض ونفور شديدين بين هاتين المجموعتين. كما أن النظام كان قد أصدر أمره في 6/10/1962 بحرمان 150,000 ألف كردي من الجنسية السورية ، وهم الآن يفوق عددهم 200,000 إنسان محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية والمواطنية.
إن إستمرار النظام السوري في تطبيق هذه الإجراءات العنصرية ضد جزء أصيل من الشعب السوري لايخدم البلاد ولقد رأينا ونتيجة لمثل هذه السياسة ومانتجت عنها من إحتقانات تأريخية ماحدث في 12 آذار عام 2004 حينما إنتفض الأكراد في سورية وجرت مواجهات حامية بينهم وبين قوى الأمن ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء.
إذا كان النظام جاداً في الإصلاح وتجنب البلاد خطر الفرقة والإضطرابات فليعمل على حل كل القضايا الديمقراطية وقضية حقوق الإنسان وحقوق الشعب الكردي وغيرهم من أقليات : كالأفليات الدرزية والإيزيدية التي تعاني من عدم الإعتراف الحكومي بها ومن الظلم الإجتماعي كذلك. نتسائل هنا ، ترى عندما نحل كل قضايانا ونحترم مواطنينا ولانطاردهم ونمنعهم من الكلام وحرية التعبير ونشركهم في صنع القرار ، ألا نكون أقوياء في وجه كل تحدي خارجي ؟. على النظام في سورية إحترام شعبه والكف عن إضطهاده ( مثل حالة الأكراد) عندها يمكن للجميع الدفاع عن بلدهم سورية فالعبيد لا يدافعون عن وطن يستعبدون فيه ، فقط الأحرار يدافعون .


وشكراً لكم

فاروق حمو أحمو
نورجين حمو أحمو
نسرين حمو أحمو

ألمانيا الإتحادية

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل