أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ضي رحمي - العسكر.. والعمال














المزيد.....

العسكر.. والعمال


ضي رحمي

الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 14:37
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


قام الضباط الأحرار في الثالث والعشرون من يوليو من العام 1952 بانقلابهم العسكري الذي عرف تاريخياً باسم "ثورة 52". وترجع نشأة تنظيم الضباط الأحرار لمنتصف الأربيعينيات من القرن الماضي؛ حين بدأت تتكون فئة جديدة واسعة من ضباط الجيش المصريين الصغار الرافضين للسيطرة البريطانية على الجيش المصري والمعادين أيضاً للطبقة الحاكمة في ذاك الوقت، وهكذا اجتذب التنظيم العسكري المتمرد المئات من الضباط.

ولكن لطبيعة تكوين هذا التنظيم وانتمائه للطبقة الوسطى العسكرية، فقد كانوا معادين لحركة الجماهير الأمر الذي كان تدخلهم يعني الفوضى وفقدان السيطرة، وكانوا أيضاً يظاهرون العداء للحركة الحزبية القائمة ورافضين لكل الأشكال الحزبية باعتبارها فشلت في تحقيق التحرر الوطني وأن كل الأحزاب القائمة في هذا الوقت كانت قائمة على الانتهازية والتلاعب بالمصالح.

وهكذا يتضح لنا أن الضباط الأحرار لم تكن لديهم رؤية محددة سواء سياسياً أو اجتماعياً، غير أنهم اظهروا ومنذ البداية عداءاً للديمقراطية، فالديمقراطية كانت تعني أن يعود العسكر للثكنات وأن يسلموا السلطة للمدنيين، وهذا ما لم يكن مطروح لديهم ولا مقبول.

وأول ظهور لديكتاتورية العسكر وفرضهم للسيطرة، كان في تعاملهم مع الحركة العمالية والتي استبشرت خيراً بالثورة ومبادئها الستة التي اعتبروها سبيل الخلاص للعمال الذين طالما دفعوا الثمن من اضطهاد واستغلال طيلة عصور كان المتحكم في العمال رؤوس الاموال الاجنبية وكبار ملاك الاراضى الزراعية و اصحاب المصانع .

وتجلى هذا العداء في تعاملهم مع اضراب عمال غزل "كفر الدوار" فقد أيد عمال كفر الدوار الثورة وخرجوا في مظاهرات تأيد لها ولمبادئها وطافت المظاهرات شوارع مدينة كفر الدوار وداخل مصنع الغزل في نفس الوقت الذي كان العمال يهتفون بسقوط مدير عام الشركة والسكرتير العام للشركة حسين فهمي ـ التركي الجنسية ـ واللذان كانوا من أنصار الملك السابق، وقد استغل أعوان الملك السابق المظاهرات العمالية المطالبة بزيادة أجورهم وإجراء انتخابات نقابية حرة فاندسوا من خارج الشركة بين صفوف العمال وأشعلوا النيران في مكتب الأمن وبعض مكاتب الإدارة في الوقت الذي قام العمال أنفسهم بالحفاظ على المصانع وإطفاء النيران وقد أسفرت تلك المظاهرات والاضطرابات عن مصرع الجندي سيد الجمل وإصابة 50 من رجال الشرطة والعمال.

وهكذا تم القبض على مئات العمال وتشكلت المحاكمة العسكرية برئاسة «عبدالمنعم أمين» أحد الضباط الأحرار ومن كوادر الإخوان المسلمين وأمام آلاف العمال وفي فناء المصنع، نصبت المحاكمة العسكرية واتهم مئات العمال بالقيام بأعمال التخريب والشغب وكان من ضمن المتهمين طفل عمره 11 عاما! وتم النطق بحكم الاعدام على العامل «محمد مصطفى خميس» ابن التسعة عشر ربيعا وتم النطق بذات الحكم على العامل « محمد عبد الرحمن البقري» صاحب السبعة عشر سنة.

وهكذا حقق العسكر عدة أهداف من خلال تعاملهم مع الإضراب. فوصلت رسالته للحركة العمالية بأنه لن يسمح وسيضرب بشدة وعنف كل من يزعزع استقراره أو يقوضه، وفي نفس الوقت وصلت رسالته الثانية لرؤوس الاموال المحلية والعالمية بأن النظام الجديد لن يقوي شوكة العمال على حساب رأس المال، وبدا وكأنه ينفي عن نفسه شبه الانتماء لليسار. ثم واصل الحكام الجدد سد السبل أمام العمال بالسيطرة على النقابات، فتم حل كل النقابات المستقلة واستبدالها بنقابات تابعة للنظام الجديد.



#ضي_رحمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “بزيادة 200% فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تزف ...
- “هتقبض الزيادة امتى” متى موعد زيادة رواتب القطاع الخاص 2024 ...
- بزيادة 100 ألف دينار عراقي سلم رواتب المتقاعدين الجديد 2024 ...
- النيجر: إغلاق مناجم ذهب تديرها شركة صينية بعد حالات نفوق مفا ...
- الحكومة تكسر حاجز 3 آلاف جنيه.. زيادة الحد الأدنى لأجور العا ...
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين قرار إغلاق مكتب الجزيرة: مؤش ...
- “بزيادة 1000 دينار!!”.. سلم رواتب المتقاعدين بالعراق 2024 بع ...
- «الفرحة دخلت كل البيوت».. الشئون الاجتماعية الجزائرية تعلن ع ...
- “بالزيادة الأخيرة” .. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2024 وفق قرار ...
- رابط التسجيل في منحة البطالة للمتزوجات بالجزائر 2024 والشروط ...


المزيد.....

- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ضي رحمي - العسكر.. والعمال