سوريا والديناميكية الاسرائيلية

زينب الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ربما يتبادر الى الذهن لماذا سوريا ؟ وما سر القفزة الاسرائيلية على سوريا ؟
لكن المتتبع للتاريخ الدولي سيرى ترابط كبير ومهم جدا من خلال السياسة السوريا ومستقبل المنطقة وانعكاسه على المستقبل الاسرائيلي وخاصة اذا رجعنا الى المخطط الامريكي للمنطقة منذ اكثر من ثلاثة قرون الذي يصب في مصلحة اسرائيل الطفلة المدللة لامريكا وللسياسة الامريكية
واذا ما عدنا بعقارب الساعة الى الوراء قليلا الى عام 2006 وما الحقته المقاومة اللبنانية لحزب الله من هزيمة وفشل ذريع لاسرائيل مما افقدها توازنها في المنطقة وراجعت جميع حساباتها وخططها الفاشلة0
بعد ذلك بدأت اسرائيل تعد العدة من خلال اعداد دراسات معمقة واستشارة ذوي الخبرة والتكتيك وبما ان سوريا تعتبر من الداعمين والمناصرين للمقاومة في لبنان وسوريا كذلك التوجه والتحرك الدبلوماسي الناجح الذي قام به الرئيس بشار الاسد منذ تسلمه الحكم في 2000 في المنطقة ترك انطباعا حقيقيا الى الايديولوجيا التي تحملها الادارة السورية والتي تنوي تحقيقها في الشرق الاوسط مما يعارض بطبيعة الحال التخطيطات والطموحات الاسرائيلية في المنطقة للمدى البعيد والقريب .

واذا ما بحثنا في الذاكرة السياسية عن اهم التحركات ونوع السياسة التي حققها بشار الاسد للاحظنا انه انجاز متميز وليس بالهين وتحرك شجاع يهدف الى قصم ظهر المخططات الاسرائيلية وذلك باسلوب انتقائي ذكي هادئ مدروس ,حيث من خلال متابعة التغيرات السياسية في المنطقة لاحظنا تغييرا في السياسة الدولية التركيةمنذ اكثر من سبع اعوام وتغيير توجه البوصلة التركية من الاتجاه الامريكي _الاسرائيلي الى الانجذاب للمنطقة العربية وذلك من خلال الزيارات والمباحثات وتقريب وجهات النظر ,
وغير ذلك السعي الجاد لتقريب وجهات النظر والتأكيد على المشتركات بين الحكومة الايرانية والحكومة التركية
0وغير هذا وذاك اللقاء الذي تحقق في سوريا بين الرئيس الايراني احمدي نجاد وقائد المقاومة الاسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الاسد وهذا اللقاء كان قد فجر براكين القلق والتوتر السياسي لدى امريكا واسرائيل حيث ان هذا الثلاثي من شأنه ان يحطم ويمزق جميع المخططات الاسرائيلية _الامريكية ,
هذا كله وغيره من النجاحات التي حققتها الادارة السورية ادى الى ان تتحرك اسرائيل ديناميكيا في كيفية القضاء على الادارة السورية بحيث لو عملت على اسقاط الرئيس فابالتاكيد لن تتمكن من ذلك فتوجهت باسلوب ثعلبي ماكر غير مباشر من النوع الحديث بان توجهت الى مد جسور العلاقة والاتصال بالمعارضة السورية خارج سوريا ثم توجهت الى اعداد جبهة من الحرب الباردة تزينها اقنعة سورية للاسف حيث تم استعمال العديد من المواقع الالكترونية وما يسمى الفيسبوك ليجتمع عليه مجموعة من الشباب للدعوة للتظاهر واثارة الشعب السوري وتحريضه فمنهم من يفهم ما يفعل ومنهم من لا يفهم تداعيات ذلك محليا واقليميا .
وما هي النتيجة لهذا التحرك؟
النتيجة هي صحيح ان هناك من تحرك بشكل عاطفي ولكن هناك من عرف وفهم اللعبة والمخطط فرفض الخروج لا بل تظاهر داعما للسلطة ومؤيدا لها واذا كان فعلا هناك تغييرا يجب ان يحصل في البلاد فممكن عن طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي بدل من نقل البلد الى فوضى عارمة تخدم اسرائيل وامريكا ,واذا تابعنا الاحداث في سوريا قبل ايام للاحظنا الكثير من التساؤلات لا احد يجيب عليها مثلا حالات القنص التي تعرض لها المتظاهرين من مصدر مجهول ثم جثث لعدد من الضباط من الجيش والشرطة لا احد يعلم من فعل ذلك اذا, هذا دليل اخر ان لاسرائيل دخل مباشر لاستهداف السلطة في سوريا بالطريقة التي تقول (اضربك بيدك)حيث وجهت ضربة مباشرة بالصميم للحكومة السورية ,
وهنا اقول لاخوتي السوريين الذين دفعتهم العاطفة او النية في التغيير فعلا ان ينتبهو لخطورة الموقف وتداعياته وبما انه يوجد نية للتغيير فعلا يجب ان ينتظرو ان ينزل هذا التغيير على ارض الواقع واذا لم تجري السلطة التغييرات التي وعدت بها حينذاك يكون لك الحق في التظاهر والتغيير الجذري ان صح التعبير.
[email protected]
لله الامر من قبل ومن بعد

#زينب_الكناني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل