أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عويس - ملكيون أكثر من الملك العراقي !














المزيد.....

ملكيون أكثر من الملك العراقي !


خالد عويس

الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 04:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أتساءل –إن كان يحق لي ذلك- هل يمكن توصيف ما تقوم به جماعات متشاكلة في العراق بحق الأبرياء أنه مقاومة و.. مشروعة. وهل يصح أن يصفق بعض المثقفين العرب لأفعال ربما تكتسب بعض مشروعيتها من تلذذ هؤلاء بمناظر الدماء والأشلاء وهم يكسبونها يوما بعد آخر بعدا نضاليا وثوريا ووطنيا يجعل من بعض القتلة أبطالا!!

أتساءل ولربما لا يحق لي حتى التساؤل، فالشأن العراقي يخص أهله مهما ادعى الآخرون ومهما ركبوا موجات القومية العربية حينا وموجات "التأسلم" حينا آخرا، وكم أعجب من إصرار بعض المثقفين العرب على اتخاذ مواقف متشددة تميل إلى الزعم أن ما يجري هناك هو من قبيل "المقاومة" لا الإرهاب.

والحقيقة أنني أعجز تماما عن دعم الاحتلال الأمريكي للعراق، لكن في المقابل ليس بمقدوري أيضا تقريظ نظام صدام حسين كما يفعل بعضهم بطرق ملتوية إذ يعمدون إلى المقارنة بين الاحتلال وصدام، فالمسألة ليست اختيارا بين الاحتلال وصدام، بل في رفع يد "الجميع" عن العراق لينظر في أمره العراقيون فقط.

كيف سيعلّم أبو مصعب الزرقاوي العراقيين المقاومة والجهاد، وكيف سيتسنى له أن يكون ملكيا أكثر الملك لينوب عن العراقيين في شأنهم الخاص، ويعيث في طول البلاد وعرضها فسادا وتقتيلا. أتساءل –إن كان يحق لي- كيف سيعلّم بعض المثقفين العرب شعبا كالشعب العراقي إدارة أموره ومواجهة مشكلاته، وكيف يفرضون وصاية من هذا النوع المستهجن على شعب ابتدع أول قانون في التاريخ؟

ما ذنب 37 طفلا عراقيا ببراءة الأزهار ورقتها ليقرر الزرقاوي إنابة عنهم وعن أسرهم موتهم من أجل "القضية". والقضية بالنسبة للزرقاوي وزمرته لا تتمثل أبدا في إجلاء الأمريكيين عن أرض الرافدين "وهو مطلب مشروع للعراقيين فقط"، وإنما إحالة العراق إلى دولة "طالبانية" أخرى يذبح فيها الشيعة بعد انتهاء مأدبة ذبح "الصليبيين" والعراقيين على حد سواء، والدعوة لقتال الشيعة هي من ابتكار الزرقاوي بوصفهم "خونة وعملاء" على حد قوله!!

للزرقاوي بعض العذر فيما يفعله إذ أنه يتحرك من منطلقات تسودها الهشاشة الفكرية ويغلب عليها طابع التشدد الذي أضحى سرطانا في أوساط أنصاف المتعلمين في معظم أنحاء الشرق الأوسط، دافعا إياهم إلى نبذ أي شكل من أشكال الحوار أو التفكير. وتتغذى الجماعات المتطرفة من هذه الشريحة الجاهلة لأن هذه الجماعات لا تجهد كثيرا في تلقينهم مرئياتها وجرهم بعد ذلك إلى إلغاء عقولهم والتصرف بطرق غاية في البدائية والهمجية.

لكن الذي يدعو للعجب فعلا، ويحار المرء في تفسيره عوضا عن "آليات التفكير" لدى الزرقاوي هو تصدي عدد مقدر من المثقفين العرب للدفاع المحموم عنه وعن عصبته، بل واعتبارهم أن الشهداء العراقيين هم ضحية طبيعية للوجود الأمريكي الذي خلق الزرقاوي وغيره. ولا يرمش لهؤلاء طرف وهم يشاهدون مناظر يقشعر لها بدن الإنسان يوميا والعراقيون يهدهدون أطفالهم ويوارون جثامينهم الثرى. وكأن العراقيين لم تكفهم عذابات عهد صدام الذي انتفع من وجوده هؤلاء المثقفين المشبوهين ودافعوا عنه بكل ما يملكون من قوة.

وتحت ذريعة المقاومة تأبى قوات الاحتلال إلا أن تضاعف آلام "المسيح" العراقي بكل ما أوتيت من قوة. فتلك القوات لا تهتم أبدا بمقتل عشرات الآلاف من العراقيين منذ بدء الحرب وإلى غاية الآن، وتلح حاليا في مضاعفة العدد في سامراء والفلوجة بعدما قتلت المئات في مدن الجنوب. كان الله في عون العراقيين بين مطرقة الأمريكيين وسندان الزرقاوي.

إن العذاب الذي ينبغي أن يعيشه أي إنسان يثقله ضميره لاستشهاد 37 زهرة بريئة من دون ذنب، لابد أن يكون مضاعفا لدى المثقف بوصفه ضميرا لأمته وحاديا لركبها لا مطبلا لجهلتها ومصفقا لحماقات قتلتها. ليس ثمة ما يمكن أن يقال سوى أن بعض دعاة الاستنارة في العالم العربي هم أحوج ما يكونون للاستنارة. متى تتبرأ الثقافة العربية من هؤلاء؟



#خالد_عويس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الذبح- على الطريقة الإسلامية !


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عويس - ملكيون أكثر من الملك العراقي !