أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الوحيدي - الأسد ... السياق العام و الفرصة الأخيرة















المزيد.....

الأسد ... السياق العام و الفرصة الأخيرة


محمد الوحيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 13:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الأسد ...السياق العام و الفرصة الأخيرة
بقلم : محمد الوحيدي
العام 1994 شهد العودة إلى الفصل الأول لمسرحية التوريث الأولى في الجمهورية .
الرواية السورية الرسمية جاءت كما يلي "حادث سيارة قرب مطار دمشق الدولي في 21 كانون الثاني / يناير من العام 1994" وضعت حداً لحياة باسل الأسد النجل الأكبر لحافظ الأسد ، تلك الحادثة التي شكك الكثيرون فيها كانت نقطة تحول دفة الخلافة لصالح بشار الذي تم استدعائه على وجه السرعة من لندن حيث كان يعمل طبيبا بمستشفى ويسترن آي .
في ذات العام 1994 انخرط بشار الأسد في العمل الوطني والجماهيري في العام وأشرف على العديد من الفعاليات السياسية والمهنية، انتسب إلى القوات المسلحة وتدرج في سلك الخدمات الطبية العسكرية إذ كان يحمل في كانون الثاني / يناير 1994 رتبة ملازم أول، ورفع في تموز / يوليو 1994 إلى نقيب، وفي تموز / يوليو 1995 إلى رتبة رائد، وفي تموز / يوليو 1997 إلى رتبة مقدم، وفسرت المصادر السورية ذلك التقدم السريع بأنه نابع من التميز الشامل لبشار في دورة القيادة والأركان والمشروع النهائي الممتاز الذي قدمه خلالها. وأعلن في كانون الثاني / يناير 1999 عن ترقية بشار إلى درجة عقيد ، إشارات واضحة لتهيئة الرأي العام السوري لولي العهد الجديد.
شهد العام 2000 التطور الأبرز في هذا المخطط مع وفاة الرئيس حافظ الأسد في 10 حزيران / يونيو على الفور رُفع بشار وعمره 34 عاماً و10 أشهر إلى رتبة فريق بشكلٍ سريعِ متجاوزاً رتبتين عسكريتين، وذلك بموجب مرسوم تشريعي، وذلك ليتم تمكينه من قيادة الجيش، ثم عينه الرئيس المؤقت عبد الحليم خدام قائداً للجيش والقوات المسلحة في اليوم التالي.
انتخب بعدها أميناً قطرياً للقطر السوري في المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي. في 27 حزيران / يونيو 2000.
حتى تصل الخطة إلى نهايتها المنشودة كان لابد من تعديل دستوري يرتبط بالسن القانونية لمرشح الرئاسة فكانت مهزلة التعديلات الدستورية بين ليلة و ضحاها . أعادت هذه المهزلة إلى الأذهان وصف حبيب كحاله للبرلمان السوري سنة 1947 " نظرت حولي وكان ما رأيته فقط رجالا لا يوحد بينهم شيء ولا يشتركون في أية مبادئ ولا يربطهم تنظيم حزبي وقد وصلوا إلى البرلمان بأساليب خادعة متقنة من انتخابات فوضوية تحت ستار الحرية فكان بعضهم أميا وآخرون أدباء مرموقون وكانت لغة بعضهم الكردية أو الأرمنية ولا يعرف آخرون سوى التركية ،بعضهم ارتدى الطربوش وآخرون اعتمروا الكوفية وكان بعضهم من البادية أو المدينة ولم يزد الأمر عن مسرحية وتمثيل أدوار ".
اتسمت بداية عهد بشار الأسد بما وصفه البعض بالهدوء والتأني انعكاسا لما ألمح إليه في خطاب تنصيبه ببداية عهد جديد من الانفتاح والإصلاح.
التلميحات الذي تضمنها خطاب بشار دفعت شخصيات معارضة وجبهات الانفتاح بقبول دعوة السلطات إلى عقد حلقات نقاش واجتماعات في تطور لم يسبق له مثيل مما دفع البعض إلى إطلاق اسم "ربيع دمشق" على هذه الفترة.
ولكن لم يدم الوضع سوى عدة أشهر حتى عاد لما كان عليه في السابق فقد تم منع انعقاد الاجتماعات وتم اعتقال المعارضين والزج بهم في السجون لعدة سنوات.
خلافاً للاعتقاد الذي كان سائداً بأن الرئيس الجديد سيكون مجرد دمية بيد الحرس القديم لكن بشار أطاح بهذا الحرس وجاء بحرسه الجديد وبينهم شقيقه الأصغر ماهر الأسد وزوج شقيقته آصف شوكت اللذين توليا مناصب قيادية في السلطة.
العام 2005 كان أكثر سخونة حينما اتهم التقرير الذي أعدته لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري شخصيات سورية وأشار إلى تورطها في حادث الاغتيال إلا أن واشنطن خففت من هجومها على دمشق منذ ذلك الحين .
كان الاعتقاد السائد في حينه أن واشنطن تسعى إلى تغيير سياسة سوريا و لا تريد تغيير النظام الحاكم ، لكن ذلك لم يكن دقيقاً و الأحداث التي تعيشها سورية هذه الأيام تشير إلى الخطة الحقيقية التي وضعت في تلك الحقبة .
شهد هذا العام وقوع حالات الانشقاق والعداء بين كبار الشخصيات في السلطة كان أبرزها انشقاق عبد الحليم خدام الذي كان واحدا من الشخصيات المقربة للرئيس حافظ الأسد بل وذراعه الأيمن على مدار عقود حتى وصل به الأمر أن تولى منصب نائب الرئيس.
وعلى الرغم من خطوات الإصلاح الاقتصادي التي حدثت في سورية في عام 2005 لتحرير مناخ الاستثمار والأعمال إلا أن معدلات الفقر والبطالة شهدت ارتفاعا ملحوظا نتيجة لسيطرة الفساد على مناخ الاقتصاد.
وتزامنا مع الاحتفال بالعام العاشر لبشار الأسد في الحكم أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا بعنوان " العقد الضائع". وذكر التقرير أن " الأجهزة الأمنية في سورية تقوم باحتجاز المواطنين بدون أوامر ضبط أو أوامر قضائية وتعذبهم" وأضاف التقرير أن " الرقابة في سوريا مشددة على المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت مثل فيسبوك ويوتيوب والمدونات".
أحداث تونس و مصر و ليبيا من بعدها لم تشكل نقطة تحول في سياسة الرئيس الأسد ، فهو لم يقرأ اللحظة بشكل صحيح .
رأت صحيفة "تشرين" السورية الرسمية ، أن "ما حدث في تونس ومن بعده في مصر أعاد ترتيب الأولويات وأكد بالأدلة القاطعة أن رهانات بعض أنظمة الحكم العربية على الولايات المتحدة لتوفير الحماية والأغطية السياسية لها عند اللزوم ليست خاطئة فحسب بل مشينة أيضاً"، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة لا تهتم إلا بمصالحها وبمصالح "إسرائيل"، ومستعدة لأن ترفس أي تابع لها أو مراهن على استجرار الحماية منها عندما ترى أن هذا التابع لم يعد قادراً على التأثير في توفير الدعم للمصالح الأميركية والإسرائيلية، أو عندما يصبح عبئاً سياسياً وأخلاقياً". ‏
اعتقد النظام أن الحديث عن المؤامرة الأمريكية هو كلمة السر الكفيلة ببقاء النظام ، لكنه لم يجد الوقت لقراءة ما خطه عضو القيادة القومية السابق شبلي العيسمي في كتابه النظام السوري ودوره في تردي الوضع العربي و هنا نقتبس بعض ما قاله " ....عندما يستمر الاضطهاد والإرهاب والعنف يتحول في نفوس المواطنين إلى نقمة مكبوتة تتحين الفرص المؤاتية للتمرد والثورة وحين يتمكن الحاكم من قمعها بالعنف الوحشي يبرز هنا وهناك بعض الأفراد والمجموعات الفدائية التي ترد على العنف بالعنف بعد أن سدت في وجهها كل السبل المشروعة للتعبير عن آرائها وتطلعاتها وتجد هذه الفئات الفدائية كل التعاطف والتأييد من الجماهير المغلوبة على أمرها "
و من حيث انتهينا لم يعي الأسد صاحب الخبرة التي صيغت على عجل أن الأمر قضي و أن الولايات المتحدة قد قرعت أجراس الرحيل هذه المرة و لم تعد تكتفي بإعادة توزيع الأدوار بل تسعى إلى استقدام لاعبين جدد ، و تحديث خرائط المنطقة وفق البيانات الجديدة لجغرافيا المنطقة المستحدثة .
أضاع الأسد فرصتين هامتين على الأقل الأولى عندما رحل العابدين و من بعده مبارك و الثانية في خطابه الأخير .
كان الخيار الأمثل للرئيس الأسد بمجرد سقوط أقرانه أن يبادر إلى حل مجلس الشعب السوري فلا يليق بسورية بكل ما تمثله من تاريخ طويل أن يمثل شعبها مجموعة من المهرجين الذين لا يجيدون سوى التصفيق ، و الدعوة إلى انتخابات برلمانية و رئاسية و أن يضمن نزاهتها و يعلن عدم ترشحه في هذه الانتخابات و التعامل بشرف لضمان حماية نزاهة هذه الانتخابات حتى تكون الكلمة في سورية للسوريين فقط ، و أضاع الفرصة الثانية للإعلان عن ذات الإجراءات في خطابه بمجلس الشعب فجاء الخطاب مخجلاً و مقززاً ، سواء من ناحية ما تضمنه أو من ناحية الابتذال الرخيص الذي أبداه أعضاء مجلس الشعب السوري ، تلك الطريقة كشفت آخر عورات النظام .
اختار الأسد طريق الدم اعتقاداً أنه سينجح فيما فشل فيه الآخرون ، كان عليه اختيار الخروج بشكل يضمن لسورية استقرارها ووحدتها على الطريقة السورية ، لكنه فضل الخروج على الطريقة الأمريكية و هي رحيل النظام بعد أن تغرق البلاد في الفوضى فيسهل عندها تنفيذ أي مخطط معد سلفاً .



#محمد_الوحيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الوحيدي - الأسد ... السياق العام و الفرصة الأخيرة