أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داني بن سمحون - مسرح الهواة: غذاء للروح لا مصدر للرزق















المزيد.....

مسرح الهواة: غذاء للروح لا مصدر للرزق


داني بن سمحون

الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:32
المحور: الادب والفن
    


مسرح
في ايلول الماضي كانت فرقة المسرح التابعة لجمعية معًا النقابية، بين 16 فرقة مسرحية شاركت في مهرجان "كل البلاد منصة" لعام 2004، الذي نظمه مسرح "تسافتا" بتل ابيب. فرقة معًا، بارشاد الممثل هشام سليمان من الناصرة فازت بالمرتبة الثالثة، الامر الذي اهّلها للمشاركة في مهرجان المسرح في "بيت جبريئل" على ضفاف بحيرة طبرية نهاية اكتوبر الحالي.
فوز فرقة معًا بالمرتبة الثالثة كان انجازا مفاجئا ومثيرا. ويبدو هذا اذا قارنا بين التجربة الضئيلة للجمعية في الانتاج المسرحي وقلة مواردها وميزانياتها، وبين التجربة والميزانيات الهائلة التي تتمتع بها الجهات الداعمة للفرق الثلاث التي تقاسمت المرتبة الاولى والثانية.
تقاسمت فرقتان المرتبة الاولى، احداها تمثل مركز "فنون المسرح" التابع لبلدية رحوفوت. وينشط هذا المركز منذ 30 عاما وقد خرّج اجيالا من الممثلين والمغنين. المركز الذي شارك في عشرات المهرجانات، يتمتع بميزانية سنوية تفوق المليون شيكل. الفائزة الثانية بالمرتبة الاولى هي فرقة مسرح تابعة لبلدية تل ابيب بارشاد نوعام بن ازار، سبق لها ان فازت بالمرتبة الاولى في مناسبات مختلفة. في المرتبة الثانية فازت فرقة المسرح "بيت فرانكفورت" من حي هدار يوسف بتل ابيب. وقد فازت هذه الفرقة بالمراتب الاولى في مهرجانات مختلفة في الاعوام 2000، 2003 و2004.
خلافا للفرق الاخرى الفائزة، كانت هذه المرة الاولى التي يمثل فيها اعضاء فرقة معًا على منصة، ولعدد قليل منهم كانت تجربة قصيرة جدا في التمثيل. الممثلون هم عمال بناء وشبيبة تجمعوا كفرقة واحدة قبل تسعة اشهر فقط، وكانوا يتدربون على العرض بعد ساعات العمل او الدراسة، مرة اسبوعيا، ثم دخلوا لمراجعات مكثفة في الشهر الاخير قبل العرض.

غذاء للروح

في حديث لمجلة "الصبّار" قال مخرج فرقة "فنون المسرح"، شلومو توليدو، وهو من مؤسسي المركز عام 1973، ومدير دائرة فنون المسرح في بلدية رحوفوت، ان المبادرة للعرض المسرحي في تسافتا، جاءت من ثلاثة مشاركين قدامى في المركز، اعمارهم فوق الستين عاما ويتمتعون بتجربة تفوق العشر سنوات في مجال المسرح الجماهيري. وقد اختار هؤلاء عرضا للمسرحي حانوخ ليفين بعنوان "يعقوبي وليدنتل" وطلبوا من توليدو اخراجه. ارييه بن كنز الف الموسيقى خصيصا للعرض، وقدمها بنفسه بعزف حي ومباشر من على المنصة اثناء العرض.
يقول توليدو: "صحيح انهم فنانون هواة، ولكنهم انصاف محترفين. هذا ما جعلنا نتمكن من انجاز العرض خلال ثلاثة اشهر فقط". واضاف انه في الشهرين الاخيرين عمل الطاقم من مرتين الى اربع مرات اسبوعيا، وعندما اقترب موعد العرض كانوا يتدربون يوميا.

الصبّار: من اين كل هذا الاخلاص في العمل؟ هل يتم هذا دون مقابل مادي؟

توليدو: الممثل الهاوي يكون بطبيعة الحال متطوعا. انه يقدم العمل لانه يحب المسرح. الممثلون الهواة لا يتقاضون مقابلا ماديا، بالعكس فانهم يدفعون للمركز 1800 شيكل سنويا مقابل دروس المسرح ودورات الاثراء التي يتلقونها، وبهدف تغطية تكاليف انتاج العروض. الشبيبة تدفع 1700 شيكل للسنة.
بلدية رحوفوت تدعم وتمول المركز، الذي كما ذكرنا تفوق ميزانيته المليون شيكل. المدخول الاضافي يأتي من رسوم التعليم التي يدفعها الممثلون المشاركون، ومن بيع العروض. وتساعد المدخولات في تغطية جزء من النفقات الكبيرة للمركز، مثل دفع الايجار وفواتير الكهرباء والهاتف، اجور العاملين وتكاليف التسويق والاعلانات. كما انها تمول نفقات انتاج العرض وعرضه بشكل متواصل قدر الامكان. الممثلون لا يتقاضون اي مبلغ، بل يفعلون ذلك مقابل المردود المعنوي.

الصبّار: ما خططكم بالنسبة للعرض؟

توليدو: نسعى لتسويقه خاصة في ثلاثة محاور: الاول دائرة الممثلين واقاربهم واصدقائهم؛ والثاني هواة المسرح في المدينة، والثالث لجان العمال والمصانع والمنظمات الطوعية. للممثلين دور رئيسي في تسويق المسرحية، وكل يجنّد علاقاته لانجاحها.
فرقة مسرح "بيت فرانكفورت" في هدار يوسف التي قدمت عرضا لحانوخ ليفين، فازت بالمرتبة الثانية في مهرجان "تسافتا". المخرجة روز مشيحي حازت على جائزة افضل مخرجة. قدمت الفرقة عرضها لاول مرة في تشرين ثان (نوفمبر) 2003 في المهرجان المحلي بتل ابيب، وفازت بالمرتبة الاولى. كما حازت على اشتراك سنوي مجاني لحضور عروض في مسرح "هكاميري" الذي قدم رعايته للمهرجان. في العام الماضي فازت الفرقة بالمرتبة الثانية في مهرجان "تسافتا" عن عرضها "المرأة العظيمة من الاحلام" عن رواية يهوشواع كنز.
اعضاء الفرقة هم ممثلون هواة، ولكنهم يتمتعون بتجربة مسرحية عمرها خمس او سبع سنوات. اكتسبوا تأهيلهم في اطار دورة دائمة، ينظمها بيت فرانكفورت مرة اسبوعيا، ويدفعون مقابلها 170 شيكلا شهريا. في اعداد العرض الاخير عملت الفرقة ثمانية اشهر، شاركت خلالها في ورشات مسرحية وتلقت دورات نظرية حول النص الذي كتبه المسرحي حانوخ ليفين. تعرض المسرحية في مراكز جماهيرية ومهرجانات، وتقع مسؤولية الترويج للمسرحية بشكل اساسي على عاتق الممثلين. وغني عن الذكر ان هؤلاء لا يتقاضون اي مقابل مادي.

اهمال ثقافي

ازاء الدعم والتشجيع الذي يلاقيه المسرح الجماهيري في الوسط اليهودي، يبرز العدد المحدود لفرق المسرح الجماهيري والاطر الثقافية للشبيبة في الوسط العربي. هذا رغم ان نسبة الشبيبة في المجتمع العربي عالية جدا، ومعظهم لا ينهي تعليمه ويتسرب من المدرسة لينضم لدائرة البطالة والاعمال الموسمية.
الفنان والمخرج فؤاد عوض، مدير مسرح الميدان بحيفا، يعزو صعوبة وضع المسرح العربي الى "غياب الوعي بين السلطات والجمهور. صحيح ان السلطات العربية تعاني شح الميزانيات، ولكن كان من الممكن ان تخصص بعض المال للتوعية لاهمية المسرح".

الصبّار: هل يأتي الاستثمار في مسرح للشبيبة في مرتبة متدنية في سلم الاولويات؟

عوض: اذا كانت هناك مبادرة فانها تأتي من "مجانين يهوون الامر". وليس هؤلاء باقلية، ولكنهم يصطدمون بالمؤسسات التي لا تبدي اهتماما بالاستثمار في المسرح الجماهيري، الامر الذي يحكم بالفشل مسبقا على المبادرة. العديد من الفنانين يسعون لتنظيم فرق من الفنانين الهواة، ولكن مبادرتهم سرعان ما تزول لغياب الاطر الداعمة.
اطر المسرح القليلة الموجودة تابعة للسلطات، وهي تعمل بالتحديد مع الممثلين المحترفين، ومنها مسرح الميدان ومسرح المغار. بعض الممثلين يلجأ لتقديم مسرح وحيد لانه اقل كلفة نسبيا، الامر الذي يعطي العرض نفسا اطول قبل ان ينزل عن المنصة. ولكن هذه الاطر لا تجيب على حاجات الشبيبة. "مسرح الميدان نفسه يواجه صعوبات يومية نابعة من نقص الميزانيات وقلة الجمهور"، يقول عوض. "الجمهور مكون بالاساس من اصدقاء وعائلات الممثلين، والدائرة لا تتسع".
"الوضع الاقتصادي الصعب يؤثر على نسبة الاقبال على مشاهدة العمل المسرحي"، هذا ما تقوله الممثلة سناء لهب التي تقدم مسرحا وحيدا اسمه "جميلة". "العائلات كبيرة، ويصعب تمويل تذاكر للجميع. ولذلك الحل الذي توصلنا اليه هو خفض اسعار العرض الى حد ادنى يعادل 20 شيكلا للشخص. هذا بالكاد يغطي 30 بالمئة من تكاليف انتاج العرض الوحيد، ناهيك عن انه يشكل قطرة في بحر بالنسبة لتكاليف انتاج مسرحية مع عدد اكبر من الممثلين".
مسرح المغار ليس مسرحا جماهيريا بل محترفا تأسس عام 1997، وحسب تعريفه فهو لا يتوجه لشريحة الشبيبة العمالية. تأسس المسرح اعتمادا على فرقة مسرح للصم لا تزال تنشط لليوم، واليها انضمت مع الوقت مجموعة نساء يهوديات وعربيات وممثلون محترفون. في المسرح قاعة تتسع ل300 شخص وله عمال منصة وديكور ومسؤولون عن الازياء. تفوق الميزانية السنوية للمسرح المليون شيكل، معظمها تبرعات من مؤسسات مثل "الوكالة اليهودية" وصناديق مختلفة. بالاضافة لذلك يتمتع المركز بمصادر تمويل مستقلة خاصة به مثل بيع التذاكر للعروض وجباية رسوم المشاركة في دورات المسرح والموسيقى المختلفة.
عدنان طرابشة، مدير المسرح ومن مؤسسيه، حدثنا عن الطريقة الابداعية للوصول الى الجمهور: "الملصقات والاعلان في الصحف لا يأتي بالجمهور لقاعات العروض، لذلك فاننا نطوف بيوت القرية بيتا بيتا ونبيع التذاكر. وهناك ايضا "التذكرة العائلية" التي تباع للعائلات باسعار مخفضة".
على ضوء ما تقدم تبرز اهمية مسرح الهواة الذي تنظمه جمعية معًا. انه يمنح الشبيبة برنامج ثريا وتجربة في المسرح. في هذا الاطار لا يتم ابراز النجم الفرد او ممثل المستقبل الواعد، بل يجري التركيز على الوعي والنشاط الاجتماعي والعمل الجماعي. فرقة مسرح معًا تعمل في اطار اوسع هو "اتحاد الشبيبة العمالية"، الذي يشكل عنوانا للشبيبة العمالية ولطلاب الثانوية. في مواجهة الضغوطات الاجتماعية التي تفرض مبدأ الفائدة المادية وخدمة المصلحة الشخصية، يقترح اطار الشبيبة العمالية ومسرح معًا الجماهيري اطارا اجتماعيا لتوسيع الآفاق، للابداع الثقافي ومن اجل التغيير الاجتماعي.



#داني_بن_سمحون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركات التأمين تسيطر على صناديق التقاعد
- عمال القوى البشرية: العبيد الجدد
- من نهب توفيرات العمال الفلسطينيين
- حكومات يمين ويسار اوروبية تضرب العمال
- السارس وباء الرأسمالية
- لماذا الغت الهستدروت الاضراب العام؟
- الاصلاح الحكومي يزيد الفقر - اسرائيل
- خطة ويسكونسين خديعة للعاطلين عن العمل
- انتصار الثورة العمالية نهاية لعهد الحروب
- امير عثامنة، رئيس فرقة عمال من كفر قرع:-معاً ظهرنا الذي يحمي ...
- حنظلة التقى جيفارا في مخيمات اتحاد الشبيبة العمالية
- الحرب لم تخنق رافضي الجندية


المزيد.....




- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داني بن سمحون - مسرح الهواة: غذاء للروح لا مصدر للرزق