ربيع الجندي
الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتقد البعض و لدرجة الجزم احيانا , ان الخطاب العربي "الدارج" المؤدلج , ماركسيا كان ام قوميا ام دينيا ,غير مؤهل لأن يكون اداة لعملية تثوير العقول و الترويج للاصلاح او للتجديد و التغيير و لا ينفع لادارة هكذا مشروع نهضوي حداثي ( ولو بطريقة الاستمرارالعجائبية, كما يدعو لها متثاقفين لبنانيين- ولكنهم اي اللبنانيين يدعونهم سوريين و احيانا سويسريين- للتمويه). لا لعقم مفاجيء أو تقصير و عدم قدرة الخطابات تلك , كما عودتنا دائما, على طرح مئات النظريات المعلبة, الشبه جاهزة ( المطروحة سابقا و المجربة في جمهوريات الموز و الانقلابات العسكرية في امريكا اللاتينية منذ حوالي قرن و نصف , عند غوبلز و فرانكو وستالين و بيرون و.. في النصف الاول من القرن الماضي, و السلطنات او المزارع العائلية " الشيوعية " في وسط و شرق اوروبا في النصف الاخير من القرن الماضي - و التشبيه الاخير للرئيس السابق يلتسن ,سبقت الجميع دويلات الاستبداد الأموي الى العباسي الى.. السلجوقي ..العثماني .. المملوكي و ... و.. الى الامني منها ) و انما عجز تلك النخب و/ أو الخطب يتمحور في اشكالية مساس مجرد الكلام في الاصلاح او التغيير و التجديد و في الصميم : جدلية- نقاء - طهورية تلك الأفكار (العلمية - السامية النبيلة - المقدسة).
انهم يعتقدون ان مجرد الكلام عن تجديد أو تغيير او تطوير أو..لا سمح الله اصلاح , ينال من هيبة و وقار فكرهم الاغر, و في ذلك مساس باساس و دعائم استبدادهم / حكمهم و/ او سيطرتهم وسلطانهم و تسلطهم الفكري .
اطراف الثالوث ذاك يعتقدون و بشكل متوافق تماما ان ان فكرهم هو المشتهى و المنتهى :
* من حيث التجديد فيؤكدون و بالمطلق ان فكرهم جديد, قد كان قبله وليس من بعده , و لا بد انه متجدد/ تلقائيا .
* و بالنسبة للتغيير فالتغيير يمكن ان يطال النسبي الزماني ,المتغيير , الارضي . لا المطلق الحتمي - الثابت- السماوي . فلقد انقض المعتقد الماركسي ليغير و يستبدل سيطرة رأس المال والاقطاع البغيضين و ما سوى ذلك في الكون وعلى مر الازمان لا يمكن ان يقارن بذالك الشر المطلق و لا يستأهل اطلاق فعل او شعار التغيرضده,اما القوميين فلعل مبررهم ان فكرهم غير "نظام الاحزاب الفاسد " و الرضوخ لهوان تفككية سايكس و بيكو , و ان الانسانية لا تنتج افكارا خلاقة مغيرة لواقع التجزئة المرة و تكالب قوى الشر و الاستعمار و اعوان الاستعمار كل عقد و لا حتى كل قرن . اما الديني من الافكار فيجزم و يؤكد و بسند مقدس, ان خطابه كاف واف لكل زمان و مكان و لقد غير و بفضل تاييد السماء و ملائكتها و الرسول و الصحابة و التابعين الصالحين جاهلية العرب المظلمة, فهل يستوي ان يدعو فقير من هذا العصر العسيرللتجديد و التغيير .
اذا فان اي انحراف عن صحيح الفكر و المعتقد ماهو الا تجديف و تحريف - مس بالثوابت وخروج حتى عن الخطوط " البرتقالية" - هرطقة وكفر. ولطالما حذروا من " مزالق" و مطبات الأفكار
" الغوغائية " - تهويمات غير مجدية ومن الغزو الفكري الغربي و التغريبي - و الوسواس الخناس , و خاصة وساوس الاشيطان الأكبر .
* اما حول التجديد فلطالما نفع الكلام عن المواقف المعروفة و الصريحة والصحيحة دائما, و الخط الثابت , وتلك الافكار انما هي :الصحيح المطلق الغير قابل للنقد او للتخطئة او الاجتهاد لان ذلك يدخل في باب التجريح - المساس بالثوابت - الخروج عن صحيح الدين .
* اما الكلام في التطوير فالفكر خاصة كل حزب او اتحاد اورابطة او جماعة او فرقة طبعا
" غير الضالة " فكر مصفى منقى مطورمصطفى , ديالكتيكي علمي متطور , و هو الاكثر تطورا , فهل نطور المطور ؟ انه فكر تفرضه الحتمية التاريخية - الصيرورة أو الكينونة - القدر و القدرة الالهية . فأين ينجو بنفسه طالب التطوير خزاه التاريخ فليذهب الى مزبلته , و لتحقره كينونة الاشياء و الظواهر مدعومة بصيرورة الضياع الازلي, لفقدان البوصلة و "الهوية" , و انعدام الوزن والانتماء و لتدني الشعور بالكرامة الوطنية و الحس القومي ....و لتلعنه الشياطين على رأسهم ابليس اللعين وليترسخ مكانه في سعير جهنم و بئس المصير.
لا تطوير لما طوره اوائل مفكرين مؤسسين افذاذ , او أئمة السلف الصالح المرضيين التليدين.
لا حرج او اشكال او مفارقة لو قل احد ادبا او تقلقل حسه الفكري او ا زاغت رويته الثاقبة لواهي " الغرب المتوحش ", او اضعف راسخ ايمانه للحظة شيطان رجيم . فلا يجب ان تحيدنا "العولمة المتغولة" عن خطنا الاشتراكي العادل الحكيم - درب وحدتنا القويم - السراط المستقيم , فان كنتم انشغلتم عن معركة البناء الاشتراكي - عمارة اللحمة القومية متجسدة بالوحدة العربية - اعمارالأرض و بسط شرع الله , لتلحظوا مئة زلة هنا ( تحسين لغوي لأفعال تدميرية للأوطان ), و الف اختناقة( تجميل ازمة)هناك, فساد في كل مكان و استبداد على مر الازمان. لا تلتفتوا الى ما يريده و/أو تريده لكم : الامبريالية - الاستعمار و اعوان الاستعمار - مليك مملكة الجان و مساعده الشيطان, ان يلهيكم عن اولويات معركتكم , نحن ان كنا خسرنا معركة , عشرة , مئات فكل ذلك ليس بمعيار - مقياس - ميزان, فنحن لم نخسر الحرب بعد , انها ليست هزائم انها مجرد كبوات , نكبات , نكسات ,انكسارات لا بل انها أم المعارك و بقيادة أبو الحواسم الاب القائد, ابو الماجدات /الذي خفض من اثمانهم هو نفسه بتجويعه شعبه وتهجيره اكثر من نصفه بل محاولة تفليس كل العرب القادرين لاجل مشاريعه الدونكيشوتية / تماشيا مع عروض الصيف و الشتاء للبترول الرخيص الذي لا يغلى عليه ولو دماء نصف شعبه , ثلاث حروب ليست كفاية الم يقل صديقه و حافظ سره الامين امين الحافظ ابو عبدو... ال جججبار..ال حححمشششش في احدى الفضائيات: " عنا بشر كتير شو المشكل اذا ضحينا بشي عشرين أو خمسين مليون... من اجل القضية " و بقيادة ارباع متعلمين او اشباه اميين طبعا...!!!
انه امتحان رب العالمين بعباده الصالحين , و انذارا للفاجرين المفسدين , فليقوى ايمانكم بدل ان يذهب عقلكم , و الاعياذ بالله نحو هلوسة التفكير اوالى محنة التدبير , بغير ما فكر السلف الصالح قبل الف ونيف من الاعوام و ما يدبر لكم ولي الامر منكم الآن والى آخر الزمان, درءا عن الفتنة و العدوان . فلما الحزن والخطب ؟ فالدنيا فانية و لا تستحق منا انشغال البال , وتشغيل العقل , ففي ذلك لهو عن التعبد , و التفكر بيوم الدين , خاصة ان علامات الساعة تكاد تكتمل جزاها الله خيرا مجتمعاتنا تسهل تسفيركم الى جنة الخلد.. المنى و المنتهى .. فالآجرمصان و المقعد مضمون .
يقابله خطاب الدعوة الى استمرارية و ديمومة النضال الغير متلكىء اومتباطىء او متهاون مع الامبريالية و الاستعمار و لتقدموا النفس و النفيس الم نقل اننا امة خالدة , موتوا فمما الخوف سنؤمن لاولادكم (اولادنا) افضل عيش ( موت) لخير أمة و النصر و الخلود لقضايا امتنا .. عفوا اشعر بشيء من الدوار ...
كان لا بد لتلك الخطابات ان تطمئن شعوبها المناضلةالابية - امتها الخالدة - ملتها الحنيفة, الى ان" خاطبيها " و/ او مختطفيها مؤمن عليهم, وسرهم و اموالهم / اموال امتنا طبعا - هنا يلحظ المتأني روعة وقيمة " التلاحم" و التضامن( هذا شيء اخر غير التلازم ) / في بير ( بنك ) عميق تقدس سره, فلا ينشغل لها بال او يشاغلها عن اولويات الموت: حبا , فداء او جهادا و لكن الحق الحق" طقيقا" و "طفيشا" التفكير مثلا بحال : قائدهم المظفرالخالد الامين , امير المؤمنين المفدى و المبين , بعد ان ينفق اخر نفر من الشعب العظيم - الامةالواحدة - الرعية المطواعة , يارعاكم الله فلقد امنا على انفسنا و من بعدنا اولادنا و اولاد اولادنا الى يوم الدين فموتوا قريري العين , فالنوع أو الامة او الفكرة سيبقى منها أثر . تصبحون على ديمقراطية و لكنها بخصوصية - لا .. ديمقراطية لكنها عربية - لا باله لكن خليها اسلامبة بتكون "أبرك" اي أكثر بركة يا بارككم الله.
#ربيع_الجندي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟