أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد لزرق - من أجل تأصيل نظري لمفهوم الثورة














المزيد.....

من أجل تأصيل نظري لمفهوم الثورة


رشيد لزرق

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 08:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في خضم الحراك السياسي الذي باتت تشهده العديد من الدول و التي انطلقت من الشبكة العنكبوتية " الفايسبوك" و الذي أسفر عنه لحد الآن تنحي رئيسين عربيين " زين العابدين بن علي " و حسني مبارك" فيما لازال هذا الحراك مستمر و المرشح لأن يعصف بالعديد من الأنظمة في الشرق الأوسط ، برز للسطح جدال مصطلحاتي حول تسمية هذا الحراك ، فهناك من نعته بثورة على اعتبار المتغيرات الجديدة التي أدخلها ،فيما رفض طرف آخر نعته بثورة على اعتبار أن عناصر الثورة لا زالت لم تتوفر ، في ظل هذا التباين ، قررنا التزاما بمسؤولياتنا كباحثين في الحقل السياسي توضيح هذا الإشكال .

إن لفظ ثورة يحيلنا للرجوع إلى المعجمين العربي و الغربي بغية معرفة حمولته ، حيث أن مصطلح ثورة في المعجم الغربي يحيل للدوران و التحرك ، خلافا للمعجم العربي الذي يحيل للإنفعال و الهيجان و الغضب ، و أقرب مصطلح في المفهوم العربي إلى ثورة هو الانتفاضة بحيث تحيل على الانتفاضة حيث يقال فلان نفض الغبار عليه ، أي : أزاله و تحيل كذلك على الخصومة كما يقال امرأة نفوض أي امرأة ولود ، كما يقال انتفض واقفا أي : تحرك بوجود قوة كانت في سكون ، و القوة هنا تكون من داخل النسق و ليس من خارجه.


يبدو أن سر هذا التباين بين المفهومين العربي و الغربي يرجع إلى المسار الذي عرفه مصطلح ثورة الذي برز في ظل عصر الأنوار من خلال الفيلسوف كوندريسيه الذي ذهب لكون المصطلح يفيد التجديد السياسي ، معتمدا في تحليله على المسار الذي عرفته انجلترا في ما سمي بالثورة المجيدة : 1688 – 1689 و التي قطع من خلالها الانجليز محاولة انتقال العرش إلى السلالة الملكية الكاتوليكية الشئ الذي أفرز تحول سياسيا ترجم في توضيح العلاقة بين الملك و باقي المؤسسات ، و هذا التحول و التجديد السياسي هو بمثابة مواكبة لجدلية التاريخ التي تفاعلت معه الملكية بليونة مما مكنها من الاستمرار و البقاء ليومنا هذا ، خلافا للملكية في فرنسا التي لم تستجب للفاعل التاريخي و ظل لويس ال 16 يرفض التجديد السياسي ، مما جعل الصراع عنيفا و انتهى بسقوط الملكية فيما عرف بثورة 1789 ، الأمر الذي ادخل العديد من المتغيرات في مصطلح ثورة و الذي جعلها فولتير هي لوصف التحول العنيف الذي ينجم عنه إسقاط النظام القديم و وضع نظام جديد يكون أكثر رسوخا و يواكب جدلية التاريخ و حتمية التقدم .

اعتبر المؤرخ الفرنسي jacques soleالثورة الفرنسية مرجعا في توصيف الثورة ووضع البراديغم paradigme- - على أساسه ميز بين الثورة الناجحة و الثورة الفاشلة معتبرا أن الثورة الفاشلة لا تستحق تسميتها بثورة لغنى الأحداث التاريخية التي تحتويها أما الثورة الناجحة فهي التي تستطيع إحداث التغيير السياسي و الذي يكون عنيفا و مؤسسا يخلد في الذاكرة الجمعية.

إن التغيير مع صول يفيد الحسم مع النظام القديم و ليس الجمع بينهما ، فالجمع عن طريق التوافق بين القوى لا ينعت بالثورة كما وجب أن تكون الثورة على أساس سياسي و ليس اجتماعي و إن كان هناك حضور للجانب الاجتماعي معتبر ا ، أن ثورة البلاشفة هي استثناء.

و عليه فإن مفهوم الثورة يستلزم حضور الفاعل التاريخي أو بتعبير البنيويين أن يكون هناك جدل للبنيات ، هذا الجدل يقود بدينامياتها ذاتها إلى إحداث تغيير يستوجبه منطق الزمن ، أي حاجاته و متطلباته.

*باحث جامعي



#رشيد_لزرق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في دراسة الجهوية بالمقرب و فق المقاربة السوسيولوجية
- الجهوية الموسعة و السياق التاريخي
- الاتحاد الاشتراكي و الأصالة و المعاصرة جدلية التغيير و الاست ...
- العلاقات المغربية الليبية المسار الصعب
- الأحزاب السياسية المغربية و القضايا العربية


المزيد.....




- سانت كاترين.. تجربة روحية فريدة جنوبي سيناء
- محللان: نتنياهو يريد مفاوضات تثبت وقائع عسكرية وتهجر الغزيين ...
- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد لزرق - من أجل تأصيل نظري لمفهوم الثورة