أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زيرفان سليمان البرواري - الشارع الكردي ودور الايدولوجيا














المزيد.....

الشارع الكردي ودور الايدولوجيا


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:20
المحور: القضية الكردية
    


الشارع الكردي ودور الايدولوجيا!!

إن المشهد الكردي منذ منتصف القرن الماضي اتصفت مثل غيرها من المشاهد في الشرق الاوسط كون الايدولوجيا هي النقطة الفاصلة في صنع الاحداث ورسم الخرائط السياسية في المنطقة بل والاكثر من ذلك كانت الايدولوجيا هو المصدر الرئيسي للثقافة والتعبير وتشكيل التجمعات والاحزاب السياسية، ونظرا لكون العراق من المناطق البارزة في الصراع الايدلوجي العالمي بين القطبين الروسي والامريكي كانت الافرازات الخارجية تصنع التغير في المشهد المحلي. فقد انقسمت الحركات العراقية الى قومية واشتراكية واسلامية حسب التغيرات التي حدثت في المحيط الشرق اوسطي. ولكون الكورد في العراق من القوميات السباقة في المطالبة بحقوقهم السياسية انقسم المشهد الكوردي هو الاخر الى تصنيفات سياسية وايدولوجية كل طرف حاول ان يربط حل القضية بالاطار الايدولوجي الذي يؤمن به التنظيم والحزب السياسي.
واستمر التصنيف السياسي للمجتمع الكردي الى ما بعد الانتفاضة التحررية في 1991حيث شكل الاحزاب الثورية كيانا سياسيا لاول مرة بعد عقود من النضال المسلح ضد الحكومات العراقية المتعاقبة وسياساتها المعادية للقومية الكردية، إلا ان الملفت للنظر عدم امكانية الاحزاب الكردية من تنمية الوعي الوطني والانتماء الى الهوية وإقامة النظام السياسي على اساس المواطنة التي طالما حلم الشعب الكردي من التمتع به على مر العصور، فالمواطنة والانتماء الى الهوية والوعي تعد الاسس الثلاث التي تبنى على اساسها الانظمة الصحية والديمقراطية، وتعد الركائز الاساسية في الاستقرار والتنمية في كافة المجالات.
وكما يقولون ان دوام الحال من المحال، فان التطورات السياسية في الشرق الاوسط كانت هي الاخرى نتيجة غياب المواطنة والعدالة الاجتماعية واحترام الانسان على كونه انسانا وليس مخلوقا ايدولوجيا، ومن غير ادلجته في بوتقة الانظمة الكلاسيكية التي عجزت على استعاب المطالب الحديثة للافراد والمجتمعات في ظل العولمة والعالم المعولم حيث تسبق المعلومة الاجندة والادلجة السياسية وتسبق الدولة البوليسية في خيالاتها التقليدية ووسائلها الغير واقعية.
لم يكن المجتمع الكردي غائبا عن المشهد العالمي وخاصة التطورات السريعة في عصر العولمة والعالم المعولم فقد اصطدم الفرد الكردي بالكم الهائل من المعلومة غير المنظمة من وراء البحار عبر الانترنيت والقنوات الفضائية واثرت تلك المعلومة في رسم الملامح الثقافية الجديدة للشعب الكردي وصنعت نوعا جديدا من الوعي السياسي والثقافي التي اثرت بدورها على تقليل التاثير الايدولوجي على الفرد الكوردي وفتحت له افاق جديدة في مختلف المجالات.
وشكلت احتلال العراق في 2003 مرحلة الحسم في افراز معطيات واحداث سياسية جديدة في العراق والمنطقة وكذلك التاثير شبه المباشر على الحالة الكردستانية والفرد الكردي، اننا اليوم نعيش مرحلة المخرجات من الحالة العراقية التي تلت مرحلة الاحتلال الا وهي مرحلة الشارع واثره على صنع الاحداث السياسية بعد غياب هذا الرقم لعشرات السنين، والسؤال التي تطرح نفسه بقوة في المشهد الكردي هل سيتأثر الحالة الكردية بالاحداث المحيطة، وهل فقد الايدولوجيا السياسية اثره في المحيط الكردي؟
ان الشارع الكردي على اطلاع متواصل مع الاحداث العالمية منذ بداية التسعينات نظرا لكون الانفتاح على الغير كان المقوم الرئيس لعصب الحياة في اقليم كردستان كونها اقليم مغلق من الناحية الجيوسياسية ولا تربطها اي موانئ مع العالم الخارجي لذا كانت تاثير الاعلام المعولم على الادبيات السياسية في كردستان حالة طبيعية وعامل رئيسي في التنمية الثقافية والوعي السياسي للفرد الكوردي. فالاحزاب الكوردية على اختلاف خلفياتها الايدولوجية حاولت السيطرة على عقول الافراد بشتى الوسائل من اجل الحفاظ على السيطرة والنفوذ السياسي في الاقليم، وقليل ما ادركت ان العولمة الفكرية والحدث المتسارع يتطلب فهما استراتيجيا وعقلا مرنا في التعامل مع الجيل الصاعد الجيل الذي لم يرى سوى الاستقلال، ان الاطلاع على عشرات الالاف من المعلومات بصفة يومية انتجت فردا جديدا في كردستان هو اقرب الى الثقافة العالمية منها الى المحلية، بل ان وعيه اجتاز حدود مجتمعه الضيق الذي لم يرد على تساؤلاته المتجددة.
ان الشارع الكردي اليوم بدا قريبا من الانفلات الفكري والايدولوجي وان المظاهرات في المدن الكردية لا يحمل ايدولوجيا معين وإنما هو خليط من الايدولوجيات المتناقضة جمعتها ساحة التحرير الكردية. والسؤال هنا هل هناك استراتيجية معينه وراء مطالب المتظاهرين ام انها مجرد تطلعات ومطالب طبيعية وواقعية بحيث يمكن للسلطة السياسية الكوردية الاستجابة له واستعادة الهدوء الى الشارع الكوردي. اذن ان عصر الايدولوجية والنطاق الفكري الضيق قد ولت في كوردستان، وان الشارع بات الرقم الذي يبنى عليها المستقبل والحاضر ويصحح من خلالها الماضي.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلزال السياسي ونهاية الاصنام
- طبخة عراقية بأيدي أجنبية
- صناعة الردع في بغداد!
- أنقره وازماتها المتجددة


المزيد.....




- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الدمار في غزة هو الأسوأ منذ ا ...
- اليونيسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- وكالة -أ ب-: اعتقال ما لا يقل عن 2000 شخص في احتجاجات مؤيدة ...
- مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة يناقش بالدوحة مستقبل ...
- لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال ...
- الأمم المتحدة: بناء منازل غزة المهدمة قد يستغرق عقودا
- اللاجئون.. رحلة الهروب (الجزء الثاني)
- إروين كوتلر.. والدفاع عن حقوق الإنسان
- اللاجئون.. رحلة الهروب (الجزء الأول)
- على غرار مصر وتونس - الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان لمنع تدفق ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زيرفان سليمان البرواري - الشارع الكردي ودور الايدولوجيا