|
العاقل لايلدغ من جحر مرتين ايها السيد وزير الدفاع
عبدالرزاق الانصاري العماري
الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 09:04
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مأسـاة المسـؤولين العراقيين الشــيعة أنهم محاصرين بماكنة دعائية طائفية رهيبة نتيجة خبرة المقابل الطويلة في الاستحواذ على حقوق الاخرين منذ قرون طويلة وليس عقود، وخدمتهم لكل السلطات الحاكمة حتى ولو كان القادم الجديد قد جاء على دماء سيدهم الاول، فنظرة سريعة على التاريخ تبين من أنقلب على الخليفةالرابع فور استقرار الامر لمعاوية( وأصبح في خدمةالعائلة المالكة الاولى في التاريخ الاسلامي، هذه العائلة الحاكمة التي أسقطت كل القيم النبيلة العادلة والخلق الاسلامي العظيم ، وسلبت الحقوق الانسانية التي اقرها الدين الاسلامي في المجتمع العربي القبلي الظالم للانسان، وأعادة السيطرة المطلقة لحاكم قد يكون لايملك أبسط قيم الدين الانسانية، بحيث أصبح من السهولة لكل من يبحث عن مطعن في الاسلام أن يجد الف مطعن في سـيرة تلك الدول وهؤلاءالخلفاء الذين أدعوا الاسلام، ورفعوا شعار الدينار في يد والسيف في يد، تأخذ الدينار وتقبل اليد أو يُقطَع رأسك بالسيف، والذي أصبح منهاج ودستور الحكام العرب الى يومنا هذا ، وكان خير من طبقه هو جرذ العوجه الذي أوصل دولارات الشعب العراقي الى كبار موظفي الامم المتحدة وزؤساء احزاب أوربيه ووزراء وابناء رؤوساء دول في الوقت الذي كان اطفال العراق يموتون نتيجة نقص الدواء. ) وعندما أستولى العباسيين على السلطة ومن الطبيعي على دماء الامويين نرى أن نفس الجهة هي التي كانت مع الحاكم، وهكذا مع العثمانيين ثم نقلوا خدماتهم الى الانكليز والفرنسيين والطليان فور سقوط الدولة العثمانية وتقسيم ارث الرجل العجوز الغارق في بحر الحريم. وباستثناء السنوات القليلة بين عامي 58 و الانقلاب البعـثفاشي الاول في 63 والتي بدأ العمل فيها على نشر العدالة وأعادة حقوق الطبقات المسحوقة والمعدمة ، فأن الوجه الطائفي القبيح عاد فور أنقلاب المشعول في الدنيا قبل الاخرة على شركائه في الجريمة بأجراءات السيطرة على ممتلكات التجار الشيعة بأسم التأميم الغير مدروس والغير علمي ، وكذلك قرارات احالة كافة الضباط الشيعة من رتبة عقيد فما فوق على التقاعد. ثم جاء الثنائي الحاقد البكر وصدام ليطور المأساة الى مقابر جماعية وحروب كارثية. يروي الدكتور خ. ت أنه في أواسط الستينات( وكان موظفا في وزارة الاقتصاد وهو ومجموعة من زملاء العمل يسهرون وبشكل شبه يومي في أبو نؤاس) وقبل أنتهاء الدوام وصلت الى الوزارة أنباء عن تغيير وزير الاقتصاد والوزير الجديد كربلائي ، ولم يكن قد وصل أي شيء رسمي، ولكن عندما بدأت الجلسة وقرعت الاقداح أنبرى زميل عاني للاحتجاج بالقول ( هل رأيتم قبل أن يباشر بالوزارة ملئها بالكربلائيين) والكلام لازال للدكتور قوله أنه تكتيت رهيب فعندما يباشر الوزير ويسمع مثل هذا الكلام فأنه سيرفض مقابلة أي كربلائي حتى لو كان لديه شغل رسمي . وعام 68 وبعد العودة البعثفاشية للسلطة أصبح المرحوم الدكتور عزت مصطفى وزيرا للصحة ليبدأ فورا بتغيير ملاكات الوزارة والمديريات والمؤسسات التابعة لها بدأ من سكرتيره الشخصي الذي أبدل موظفا صحيا(مايعادل الشهادة الاعدادية) عانيا ليضعه محل السكرتير السابق والذي يحمل شهادة ماجستير في القانون(مصلاوي)، وتم تحويل عناوين العانيين من ملقح(لا يحمل شهادة السادس الابتدائي) الى ملاحظ وهكذا تمت السيطرة العانيه على مقدرات الوزارة لتمتد الى الزمالات والبعثات الدراسيه وغيرها.
وهكذا فأن الرفيق الشيخ الوزير حازم الشعلان والذي هو نتاج الواقع الاجتماعي الشيعي في الفرات بشكل عام وكشيعي في حزب البعث مطالب في كل حركة أثبات أنفصاله عن ناسه وعن مذهبه ليكون دليل عدم طائفيته وولائه للقائد الطائفي المجرم سابقا وألا فان التهمة جاهزة لقطع رقبته الا وهي عمل تكتل طائفي في الحزب، وهو لازال محملا بتركات تلك المرحلة فتجده أسدا غضنفرا في تصريحاته النارية فيما يخص الحرب في النجف الاشرف وقضية السيد مقتدى الصدر وأنصاره ولا يظهر أي ذرة من الرحمة أو التفكير بقدسية المدينة وألارواح البريئة التي سقطت فعلا ضحيةالقصف والمعارك ، أو أحتواء مجاميع الشباب تلك التي نعتقد نحن بخطأ موقفها، ولكن الامـر ينقـلب رأســا على عقب عندما يصــل الامر الى مجاميع القتلة والمجرمين في أمارة طالبان الفلوجه( فهو يريد الحفاظ على ماء وجوههم) ونسى أو تناسى أنهم لم ينفذوا وعودهم وتعهداتهم عندما تكالب الاعراب لانقاذ رؤوسهم العفنة في الحصار الاول وتوقف الهجوم الذي كان سيصفي هذا الجزء العزيز من الوطن ويخلصه من القتلة الوافدين والسلفيين المجرمين بادخال فوج الحرس الجمهوري، لتعود السيارات المفخخة والاغتيالات لتصل الى كل مكان في بغداد ، نعم هؤلاء القتلة هم ابناء وجنود أولئك الجبناء الذين قال لهم الشــهـيد الـزعـيـم عـبـدالـكـريـم قـاســم ( عفى الله عما سلف) فكان جزاءه منهم تلك القـتـلـةِ الجبانه التي دللت على مقدار خوفهم منـه وهو أسـيرهم. نعم خلال المعارك تلك لم تنفجر ولا سيارة مفخخة لان الطرق كانت مغلقة بوجوههم ففتحوها لهم بوساطة الاعراب لتصبح اليوم ولها اكثر من وكر ومدينة.
السيد الوزير لقد تركتم مقاتلي سامراء يخرجون من المدينة بأسلحتهم لينتقلوا الى أماكن جديدة وتتوزع مصائبهم على اوسع جماهير شعبنا، واليوم وغدا ستسمحون للقتلة وقاطعي الرؤوس في الفلوجة وغيرها بالخروج بأسلحتهم ولكنكم تزدادون أصرارا على نزع سلاح مقاتلي جيش المهدي في الوقت نفســه وسترون وسنرى بأنكم وكل من ساهم بأتخاذ تلك المواقف كان مخطِـئاً فالـعـاقـل لا يُـلـدَغُ مـن جـحـرٍ مَـَرتَـيـن.
#عبدالرزاق_الانصاري_العماري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|