مذكرة التيار الديمقراطي في بريطانيا الى السلطات العراقية خلال اعتصام امام السفارة في لندن يوم 25 شباط

اللجنة التحضيرية - قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في بريطانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 09:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الى: السيد جلال الطالباني، رئيس الجمهورية المحترم
السيد نوري المالكي، رئيس الوزراء المحترم
السيد أسامة النجيفي، رئيس البرلمان المحترم

تابعنا في الفترة الأخيرة تصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية المطلبية في بغداد وارجاء العراق، المطالبة بوضع حدٍ لمعاناة المواطنين المتفاقمة جراء تردي الاوضاع المعيشية وتفشي الفقر والبطالة، وتدهور الخدمات، واستشراء الفساد المالي والاداري، وتعمق واتساع مشاعر الاحباط والسخط بعد اتضاح زيف الوعود المتكررة التي قدمتها النخب السياسية المتنفذة والحاكمة، قبل الانتخابات في آذار 2010 وبعدها. والى جانب هذه الاوضاع المتردية، شهدنا مؤخراً تزايد الممارسات المعادية للديمقراطية، وانتهاكات وتقييدات للحقوق والحريات المدنية، من ضمنها حرية التعبير والتظاهر، اقترفتها اجهزة حكومية وكذلك سلطات محلية في عدد من المحافظات، في تجاوز صارخ على هذه الحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور العراقي.
وندرك جيداً ان هذا التردي في الاوضاع، والمآسي التي يجرها على ابناء شعبنا، وما يرافقه من احتقان وتوترات اجتماعية خطيرة، يرجع بشكل أساسي الى نهج المحاصصة الطائفية والقومية البغيض الذي اعتمدته العملية السياسية، والذي تدعي النخب الحاكمة رفضها له بينما تسعى عملياً وفعلياً الى تكريسه، كي تحافظ على مكاسبها وامتيازاتها ومواقعها، على حساب مصالح الشعب والوطن. وهو ما تجلى على نحو صارخ في مهزلة/أزمة تشكيل الحكومة التي استمرت ثمانية أشهر ولم تنته بعد.
ان الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة، والتظاهرات التي تعم ارجاء البلاد اليوم، الخامس والعشرين من شباط، هي تعبير صادق عن مطالب الشعب المشروعة، في التغيير وتحقيق اصلاح جذري للنظام السياسي القائم، يقوم اولاً وقبل كل شىء على انهاء المحاصصة البغيضة أياً كانت اشكالها ومسمياتها، واجتثاث الطائفية السياسية، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تعتمد مبادىء المواطنة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، والتي يتم تداول السلطة فيها بطرق سلمية، من اجل إخراج العـراق من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أبتلي بها المواطن والوطن جراء الابتعاد عن الممارسة الديمقراطية الحقة والتمسك بالهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية العراقية.
واذ نؤكد وقوفنا الى جانب حركة الاحتجاجات الشعبية المطلبية، ذات الطابع السلمي والحضاري، التي تلعب فيها القوى الحية في المجتمع، وفي مقدمتها الشباب، دوراً حيوياً، نطالب الحكومة بتأمين ممارسة حرية التعبير والاعتصام والتجمع والتظاهر، التي كفلها الدستور، والحفاظ على سلامة المتظاهرين، والتعامل بحزم مع أي محاولات لانتهاكها من أي جهة كانت، والتمييز بين هذه النشاطات الاحتجاجية المشروعة والمساعي التخريبية المفضوحة للقوى المعادية للشعب.
ويتعين على السلطات التنفيذية والتشريعية الاصغاء الى مطالب الناس المشروعة، والاستجابة الجادة لها عبر اجراءات عاجلة ملموسة لتلبيتها والاستجابة لها، بعيداً عن الحلول الترقيعية او المتاجرة بهموم المواطنين وتوظيفها لحسابات وغايات سياسية ضيقة، والشروع بمحاسبة المسؤولين الفاسدين، وخصوصاً كبار الفاسدين في الحكومة ومجالس المحافظات، امام القضاء وعزلهم عن مواقعهم.
ان التلكؤ في الاستجابة لمطالب الشعب الملحة، التي لا تقبل التأجيل، او التنكر لها والانغماس في الصراع على السلطة والنفود والمال، لن يمكنه وقف التوق العارم للشعب الى التغيير والاصلاح والديمقراطية الحقيقية. وهو الدرس الثمين الذي ينبغي تعلّمه من تجربة إعصار التغيير الذي تشهده منطقتنا.
اللجنة التحضيرية - قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في بريطانيا
عن اللجنة التحضيرية: د. فاروق الراوي، د. رشيد الخيون، السيد فيصل عبد الله، السيد طالب العواد، السيد عبد الاله توفيق، د. علي شوكت.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل