أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام اسماعيل الفقعاوي - الانتفاضة ترفع هامتها















المزيد.....

الانتفاضة ترفع هامتها


وسام اسماعيل الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 14:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أيام معدودة أطفأت الانتفاضة شمعتها الرابعة، لتضيء بكل عنفوان وإصرار وتحدي على الاستمرار والتقدم إلى الأمام على طريق الاستقلال الناجز شمعتها الخامسة. فبرغم استمرار وتصاعد وتيرة العدوان الصهيوني الهمجي بحق شعبنا ومقدراته الذي يحصد كل يوم العشرات من الشهداء والجرحى ويزج بمثلهم في غياهب السجون ويدك بكل لحظة قرى ومخيمات ومدن فلسطيننا بقذائف دباباته وصواريخ طائراته أمريكية الصنع إضافة إلى تدمير مئات المنازل وتجريف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الصالحة وغيرها وتقطيع أوصال الوطن وتحويل مدننا إلى معازل وسجون كبيرة واستمراره في بناء جدار الفصل العنصري وتسمين المستوطنات وفرض الحصار بأشكاله المتنوعة السياسي والاقتصادي إلى غير ذلك الكثير من أشكال الظلم والاضطهاد التي يتعرض لها أبناء شعبنا.
أمام ذلك كله يقف شعبنا ومعه كل قواه الوطنية والإسلامية المناضلة صفاً واحداَ في وحدة ميدانية تجلت في أنصع صورها على أرض المجابهة ليعلنوا بوضوح أن الصمود والتصدي والدفاع عن الوجود وعن الأهداف الوطنية الثابتة هو عنوان المرحلة.. فالانتفاضة والمقاومة التي فجرها شعبنا ليوئد مرحلة سئمها وسئم مريدوها ألا وهي "مرحلة أوسلو" سيئة الذكر باعتبارها مجزرة سياسية اكتوى شعبنا وقضيتنا بنارها على مدار سبع سنوات من المفاوضات العقيمة التي ألحقت الضرر الفادح بحقوق شعبنا وطموحاته في إنجاز الاستقلال الوطني وإضافة أعباء جديدة كان بالإمكان أن نجنبها لشعبنا لو وسعنا العقول وفتحنا القلوب وكرسنا نهج صحيح وسليم.
تدخل الانتفاضة عامها الخامس وهي ترفع هامتها ورايتها خفاقة تعاند كل محاولات ثني إرادتها.. وتؤكد بأنها طريق الخلاص من الاحتلال والاستيطان وكل توابعه الفاسدة. وهنا تتشابك الأسئلة وتتداخل كيف يمكن أن تستمر جذوة الانتفاضة والمقاومة مستمرة؟؟ كيف يمكن أن نعززها ونطورها ونجنبها وشعبنا مخاطر تتهددها؟؟ وكيف لها أن تحقق أهدافها؟؟ أسئلة كثيرة ومهمة أخرى قد تثار من هنا وهناك ونعتقد بأنها بحاجة لإجابة واضحة وصريحة وبجهد جماعي مخلص وبناء.
استناداً إلى ما سبق وانطلاقاً من المسؤولية التاريخية الملقاة على الكل الفلسطيني الوطني والشريف نتقدم برؤية تستند إلى عدد من الأبعاد:
أولا/ لقد أثبتت التجربة الثورية الطويلة لشعبنا بأن لا حلول فردية أو فئوية ضيقة لقضيتنا الوطنية العادلة والحفاظ على الوجود فتجربتنا المريرة مع القيادة المتنفذة والمهيمنة والمتفردة في منظمة التحرير الفلسطينية والتي عانينا من جراء سياساتها الخاطئة الأمرين وأدخلت قضيتنا الوطنية في دهاليز معتمة لا أفق مضئ فيها إلا استمرار شعبنا وقواه الحية في النضال والمقاومة ويستمر ذات الواقع مع استمرار السلطة التي ورثت التجربة أو جاءت من رحم منظمة التحرير الفلسطينية يضاف لذلك التجاذبات والاستقطابات حد كسر العظم أحياناً بين بعض التيارات على الساحة الفلسطينية لكن القناعة التي يجب أن يصل لها الجميع بأنه لايمكن لكل هذه الأشكال والأساليب والممارسات أن تؤتي أُكلها فشعبنا وجزء مهم من قواه بات مقتنعاً بأن الوحدة الميدانية التي تجسدت وتوحدت فيها البنادق والخنادق والحناجر في ميادين المواجهة وصد العدوان المتواصل ضد شعبنا لا بد أن تترجم لتصل إلى حدود الوحدة السياسية أي الإلتقاء أو الاتفاق على برنامج سياسي وتنظيمي موحد قادر على تعبئة شعبنا وشحذ هممه وتصعيد نضاله وتعزيز صموده ويوحد خطابه السياسي ويخرج الساحة الفلسطينية من حالة الارتباك والالتباس الحاصل وهذا لن يتأتى إلا من خلال حوار وطني جدي وشامل وصولاً لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة التي أجمعت عليها كل قوى شعبنا الوطنية والإسلامية باعتبارها حاجة ذاتية وموضوعية ملحة على أن يتزامن ذلك مع الشروع بإجراء أوسع إصلاحات داخلية من خلال برنامج إصلاح جذري وشامل وديمقراطي في آن وقابل للتطبيق ينهي كل مظاهر الفساد والإفساد السياسي والادراي والمحسوبيات وشراء الذمم... ويعيد الثقة لشعبنا بمؤسساته الوطنية التاريخية ونعتقد بأن الانتخابات الفلسطينية التي يجري الإعداد لها المدخل الصحيح باتجاه تصويب الأداء من خلال منح الجماهير الحق في اختيار قياداتها بأيديها وتشارك في إدراة شؤونها وقضاياها المصيرية نقول ذلك رغم كل الملاحظات المهمة حول موعد الانتخابات وقانونها ومرجعيتها... إلا إنها أصبحت ضرورة ملحة لإخراج الساحة الفلسطينية من حالة الإرباك الذي يصل حد الشلل في بعضه.
ثانيا/ شكلت م.ت.ف على مدار سنواتها الطويلة من النضال الكيان السياسي والقانوني لشعبنا الفلسطيني والمعبر عن طموحاته وأهدافه وحفظت وجوده في الوطن والشتات وكانت مظلة وطنية بقيت ترواح بين الصعود أحيانا والهبوط أحيانا أخرى وبرغم كل ما أصابها والكثير الذي يقال عن وجودها وشكلها ومضمونها إلا إنها لا زالت وبجدارة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وهذا عبء إضافي جديد يتطلب المساهمة الفاعلة والجدية من القوى الفلسطينية المنضوية في اطارها وغير المنضوية (حماس والجهاد) للعمل من أجل الحفاظ عليها وإعادة الاعتبار لها ودفع كل مظاهر التكلس والشلل الذي أصاب مؤسساتها وألقى بظلاله القوية على أدائها فالحفاظ على م.ت.ف وتطوير أدائها ودمقرطة مؤسساتها وهيكلتها على أسس صحيحة وسليمة وتمثيل كل القوى الفلسطينية في اطارها هو حفاظ على وجود الشعب الفلسطيني وعلى نصف قرن ويزيد من النضال المتواصل.
ثالثاً/ التوازن بين بعدي الانتفاضة العسكري والشعبي بحيث يخدم كلا منها الآخر ويصب فيه ولا يطغى أحدوهما على الآخر رغم معرفتنا بحجم وهول العدوان الصهيوني الإجرامي وعدم تواني الكيان الصهيوني عن استخدام كل أشكال الفتك والدمار ومنها الأسلحة المحرمة دولياً مما يتطلب العمل على ردع وصد العدوان وحفظ الوجود ولكن هذا العمل العسكري المقاوم على أهميتة الكبرى والجرأة التي كرسها لا يجب أن يغيب الجماهير الشعبية وأدوات فعلها عن الصراع المحتدم على أشده وهذا يضيف مسؤولية كبرى على قوى شعبنا ومؤسساته المجتمعية بضرورة العمل على استنهاض وإعادة الزخم الشعبي الكامن للانتفاضة والقابل للانفجار في أي لحظة هذه اللحظة التي تنتظر من يلتقطها ويوظفها باقتدار في إطار خدمة شعبنا ونضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.
رابعاً/ مغادرة الأوهام التي تساور البعض على دور أمريكي نزيه وعادل في الصراع العربي- الصهيوني والفلسطيني -الصهيوني فلقد أثبتت التجربة الملموسة بأن من يدعم العدوان والاحتلال ويشكل له حماية دولية لايمكن أن يلعب دوراً نزيها أو عادلاً، إن استمرار المراهنات على الدور الأمريكي المنتظر هو مضيعة للوقت والوقت من دم ولا يجب إهداره. إن ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن الإدارة الأمريكية شريك رئيسي في العدوان على شعبنا وهذا يدفع بنا إلى أن نعيد قضيتنا إلى مسارها الصحيح والاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية التي "أنصفت" شعبنا وحقوقه الثابتة والعادلة.
إذا أخذنا الابعاد سالفة الذكر بعين الاعتبار باعتبارها مهام ملحة ومهمة ومباشرة نستطيع حينها الانطلاق لأربعة أرجاء العالم بمشروع موحد وخطاب موحد ومؤسسة موحدة وقوية وأداء أفضل وبقاعدة شعبية متماسكة على قاعدة الشراكة هنا نستطيع أن نقول بقوة عن أنظمة عربية غيرت قبلتها وعن أحزاب وقوى لازالت تعيش أزمتها ولم تنهض لمستوى التحديات وعن جماهير يفترض أن تأخذ دورها في التغيير ومناصرة قضاياها المصيرية ونختم بأنه وبرغم ضبابية المشهد إلا أنه يحمل في داخله عوامل التغيير القادم حتماً.



#وسام_اسماعيل_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- معارضون خارج المملكة ينظمون مؤتمر -البحث عن الديمقراطية في ا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنى في مستوطنة شتولا شمال ...
- الشورة.. والمصالحة الصعبة
- سويسرا تنظم مؤتمر -السلام في أوكرانيا- وروسيا تقلل من جدواه ...
- فون دير لاين تدعو لاستئناف حل الدولتين
- تجديد واسع في قيادات الجيش الإسرائيلي على خلفية الانتقادات ا ...
- تونس.. إحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة في الإرها ...
- الخارجية الأمريكية تكشف عن مطلبين سعوديين قبل تطبيع علاقاتها ...
- بزعم معاداة السامية.. قمع أمريكي لاحتجاجات طلابية تدعم غزة ب ...
- أردوغان: نواجه ضغوطا من الصهيونية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام اسماعيل الفقعاوي - الانتفاضة ترفع هامتها