أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله الحمصي - جهاد نصرة ونبيل فياض ورجولة النظام السوري















المزيد.....

جهاد نصرة ونبيل فياض ورجولة النظام السوري


عبدالله الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 977 - 2004 / 10 / 5 - 05:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حين عاد احد اولادي من المدرسة بوجه تملؤه الدموع سارع الى شرح السبب قبل ان ابادر بالاستفسار ..... قال ان ولدا اصغر منه اعترضه في الممشى الضيق المعبد الذي يخترق الغابة الكبيرة بين المدرسة والبيت وفي يده عصا وحاول منعه من متابعة السير ..... ولماكنت اعرف قاطع الطريق اياه واعرف ليس فقط انه في السابعة من العمر بل انه ضعيف وصغير الحجم الى درجة تقارب التأخر في النمو ...... واعرف ليس فقط ان ابني في العاشرة بل انه قوي البنية واطول اقرانه ...... باختصار .... لما كنت اعلم ان فرق القياس بين الولدين مشابه للفرق بين محيط عضلات ذراع العبدلله ومحيط عضلات افخاذ شفارتزنيغير ....... وان الميزان يميل لصالح ابني في هذا الصراع المحتمل في مجاهل الادغال السويدية فقد استغربت دواعي بكائه والسبب الذي منعه من ازاحة الخصم عن الطريق بكل سهولة وسحب العصا منه وربما تهديده بعلقة على قفاه اذا ماعاد الى مثلها ....... استغربت الى ان جاء تفسير ابن العاشرة .... حقيقيا .... جميلا .... منطقيا ..... محملا بالمعاني.

قال ابن العاشرة ان ابن السابعة صغير.... طفل .....ضعيف الى درجة تجعل هزيمته مؤكدة....... ماذا تريدني ان افعل؟ ان اضربه وامسح به الارض واذيقه طعم الذل؟ تراجعت واخترت طريقا آخر...... لماذا بكيت اذن وقد فعلت ما تعتقده صحيحا؟ سأل الاب الذي هو انا .....اجاب: لأنني هزمت ..... او بالاحرى لانني اشعر بالهزيمة رغم انني لم اهزم في الحقيقة..... فعانقت طفل العاشرة .... عانقت من بدأ يعرف ماهي الرجولة الحقة ومداها .... واين تنتهي حدودها ..... عانقت انسانا صغيرا كنت اعرف انه لايتراجع عن صعوبة اكبر منه ولكنني لم اعرف انه قادر على التراجع امام صعوبة اصغر منه حين يكون الانتصار عليها امتهانا للرجولة.... حتى ولومازالت في براعمها ..... مشروع رجولة.

في الثقافة الشعبية الاصيلة غير المريضة ـ العربية وغير العربية ـ فان الرجل الحقيقي لايضرب امرأة مثلا ولايذل من لايستطيع الدفاع عن نفسه ..... ليس فقط لان ذلك خرق لقواعد الرجولة بل لانه ايضا خرق لقواعد العدل الطبيعي (بالمعنى الفلسفي اليوناني) .....احتقار مزدوج للنفس .... مرة بدخول معركة مضمونة النتيجة والعواقب ومرة ثانية في اذلال نفس ضعيفة....... كسب رخيص في لعبة بوكر باوراق لعب مشبوهة ..... او في سباق خيل منعت فيه الخيول الكريمة والفرسان الكرام من المشاركة ضمانا لفوز "اللا رجل"....... نقيض الرجولة الاصلية الصحية .... الكامنة في كل رجل وامرأة.

انني اتهم النظام السوري بانعدام الرجولة

فلندع وثائق حقوق الانسان المكتوبة وغير المكتوبة جانبا ... ولنلق بكل نصوص الدساتير وبكل القوانين الوضعية وغير الوضعية .... ولنعد الى مفهوم الرجولة ا"الشعبي".

ان اذلال الناس بالقبض عليهم وزجهم في السجن او محاصرتهم بالاقامة الجبرية او باستجوابهم دون جرم حقيقي لالبس فيه ولايأتيه الباطل من اية جهة هو ممارسة لارجولية... حتى ولو اقتصر الامر على استدعاء البشر ـ كجهاد نصرة ونبيل فياض ـ الى فروع المخابرات او الى فروع هذه الفروع والاكتفاء بالدعس على طرف احذيتهم قبل اطلاق سراحهم... فان الامر سيان ... ممارسة وقحة لقوة وقعت في غرام قوتها تعلم انها وحيدة في الغابة وفي تطبيق شريعة الغابة. هذا اولا.

ثانيا
انني لااوجه اتهامي بانعدام الرجولة لصغارمنفذي الاوامر ـ مع ان سيكولوجية هؤلاء جديرة بالدراسة ـ ولاحتى لرؤسائهم الصغار ولكن للرؤوس الاكبر التي يفترض فيها الامساك باطراف جميع الخيوط.... واوجه السؤال .... بسيطا ... مباشرا .... شعبيا دون اي رنين ثقافي مزخرف:

كيف ترضى رجولتكم استخدام القوة ـ سلطة كانت ام تسلطا ـ ضد من لايملك القدرة على رد الصاع صاعين بل لايملك حتى رده نصف صاع او حتى كسرا مئويا من الصاع؟؟؟

والى متى سترضى رجولتكم بالنصر في حلبة سباق كُسِرت فيه ارجل جميع الخيول الاخرى... وامتدادا لهذه التساؤل الشعبي الفج ..... كيف تستطيعون ـ في نهاية يوم السباق العادل هذا ـ النوم مع نسائكم بعد هذا النصر الرخيص؟

ثالثا
ان الدفاع عن هذا وذاك في هذا السياق ليس دفاعا عن جهاد نصرة ونبيل فياض بالذات ولكنه دفاع عن الانسان بمافيه ذلك الانسان القابع في كل محقق مخابراتي وكل آمر له .... اي انه ايضا دفاع عن الانسان القابع فيكم.

لقد جملني جهاد مع الكثيرين من امثالي في الرزمة التي يدعوها الكثيرون من امثاله "قومجيين" .... اي انه وضعني في نفس السلة التي وضع فيها نظامكم ونظام صدام العراق فسبب لي عند قراءة مقالاته حساسية جلدية وحكة لا اغفرها له.... لكنها لم تمنعني من اهداء مقال له بعد استدعائه الى بؤرة مخابرات ما في مرة سابقة..... ولم اندم على ذلك الا حين ضمني تعسفيا الى حزب الكلكلة ـ او ربما الجلجلة ـ برتبة وكيل الحزب في السويد. اما نبيل فقد سبب لي مغصا معويا شديدا حين خاض حربا شعواءا استخدم فيها اسلحة دمار شامل منسوخة بورق الكربون عن اعمال مستشرقين لم يعد لهم اية قيمة فكرية حتى في الدول التي انجبتهم دون ان تتبنى نجابتهم.

بكلمات اخرى
ان الليبراليين ـ جددا كانوا ام قدامى ـ خصومي..... لانني اشتراكي، شكاك بالمعادلة التي تجمع بين الدجاجة والذئب في قفص العولمة
والاخوان المسلمون خصومي الى درجة اكبر .... لانني علماني ... وفوقها ملحد
والقوميون السوريون اعدائي واعداء كل ذرة هواء اتنفسها.... لانني لااؤمن بالعرق ولا بخلائطه الممتازة مهما كانت اناقة تقديم المنتج للمستهلك

لكن ذلك لايعني استمراء او السكوت على عملية اسكاتهم واسكات غيرهم بالقوة
لمجرد انهم خصومي

بل يعني انني اريد الانتصار على خيولهم في سباق شريف اثبت فيه المحتد الشريف لخيلي
وقدرتها على كسب السبق
والا فهزيمة لاتجللني بالعار

سادافع مع آخرين عن كل هؤلاء .... وعن حقهم وحق غيرهم في كل ذرة هواء ليبرالية او مؤمنة في الدنيا .... بما فيها قبرص
كلما استخدم شفارتزنيغير من الشفارتزنغرات عضلاته لارهابهم وتأخير التاريخ يوما آخر

وساقول كما اقول اليوم في وجه من اوقف جهاد نصرة ونبيل فياض في الغابة السورية
ومن امسك بالخيوط عن بعد
رباه ...... مااقل رجولتكم ...... مااضعفكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.م. عبدالله الحمصي، هيرنوساند السويد، 041003



#عبدالله_الحمصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله الحمصي - جهاد نصرة ونبيل فياض ورجولة النظام السوري