رسالة مفتوحة لجميع من همهم ويهمهم الشأن العراقي

هيثم العكيدي

الحوار المتمدن-العدد: 972 - 2004 / 9 / 30 - 08:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

سيداتي سادتي .. أقولها وبكل اذعان .. وبصوت مليء بالشجن والحسرة..لم أنتم حاسدون؟لماذا هذه الغيرة التي لا تمت لأخلاقنا العربية وتعاليمنا السماوية..هل اذا أصبحنا في نعمةيضركم في شيء ؟ بالله عليكم أجيبوني.فالمواطن العراقي الآن صار حرا .. أخيرا صرنا أحرارا .. متطورون.. لاحقين بركب الأمم المتحضرة .. فالمواطن العربي في دولكم سادتي : يؤمر من قبل رجل المخابرات المتخلف عقليا وجسديا بأن( أخرس ولك) .. ونحن يأتينا الصوت الجهوري الآمر باللغة الأنجليزيةshut up you bastard
أنتم تضربون بالكف العاري .. ونحن نضرب ب( بوكسات) من أيد ترتدي قفازات لكي لا تتوسخ هذه الأيدي المتحضرة بوجوهنا العكرة .أنتم تأخذون أولادكم للمدارس .. وتهيمون اليوم كله لتأمين متطلبات هذا الولد.. ونحن نأخذ أولادنا للمدارس .. ويأخذهم بعد ذلك أي معصوم من ملاحقة القانون لأن لا قانون لدينا .. ولكي نشعر ب ( غلاوة) فلذات أكبادنا تأتينا رسالة فدية مالية . أنتم تقودون سياراتكم في الشارع العام وتتذمرون من مرور ابن المسؤول الفلاني أو موكب الوزير العلاني .. هم وحراساتهم وزبانيتهم الهمجيين .. أما نحن فبكل بساطة تدوس الدبابة الأمريكية على السيارة والركاب بشكل حضاري .. وتنقلهم شهداء ينعمون بالجنان والحور العين. لماذا هذه الغيرة ياربي .. أنتم تثرثرون وتتهامسون في جلساتكم الحميمية حول الرشاوي والفساد الأداري في أوطانكم .. أما نحن فبعد التحرير .. لا يوجد عندنا دخل قومي من أساسه لكي نحمل همه .. فكل قطرة بترول تذهب للعيون الزرق التي نذوب في هواها . أنتم تعذبون في سجونكم بالجلد والتعليق وقلع الأظافر .. ونحن تأتينا فتاة أمريكية .. أي والله أمريكية أصلية .. لتدخل العصي في مؤخراتنا العارية .. وأحيانا أنابيب مياه .. .. يفتح الماء بقوة بعد أن يأخذ الأنبوب ( موضعه) .. طقوا من الغيرة .. فالماء بارد صيفا ودافيء شتاء .الواحد منكم أخوتي يحتار بكيفية أكمال الشهر براتبه الهزيل .. أما نحن .. فمرتاحون لأن لا راتب لدينا بعد أن قام الحضاريون بفصلنا من وظائفنا وأجلسونا في البيوت .. راحة ما بعدها راحة . أنتم عندما تتمردون على أنظمتكم تعتقلون .. أي والله .. أما نحن فيتم دكنا بالصواريخ الأمريكية الصنع من طائرات أمريكية .. وهذا الطيار المسكين يعرض حياته الغالية للخطر حين يطير لكي يؤدب المتمردين . أنتم في دولكم تفتحون المجال للمحسوبية والمنسوبية والواسطات .. أي أذا أعتقل فرد ما منكم .. تهب عشيرته أو ناسه أو من يينتمي اليهم بالتوسط والأحتجاج و و, أما نحجن فأكبر شارب عندنا يعتقل ويسجن ولا مجال للتوسط أو لأرسال ( جاهة) في شأنه .. فالكل متساوون في التعرية والجلد .. حمدا لله .. صبرنا ونلنا . أخوتي .. لا داعي للغيرة .. بل أستبدلوا هذه السحنات الحاقدة بوجوه يملؤها الذل .. وأكثروا من الدعاء لنا .. أدامكم الله .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل