سالم عمر
الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 12:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
دولة الرئيس....
امامي نص المقابلة التي اجرتها مع سيادتكم قناة العربية بتاريج 19-09-2004 والتي نشرتها صحيفة الرأي الاردنيه, وقد قراءة هذا النص لاكثر من مرة, ومن غيرتي على شعبي ووطني الاردن أشعر انه من واجبي الردعلى الكثير من المغالطات التي وردة في إجاباتكم.وارى ان السكوت عنها يعني الشراكه معكم في ما تفعلون في الاردن من سياسه تقود الوطن والمواطن الى ماسي نحن بغنى عنها.
دولة الرئيس! اضن ان الوقت قد حان ليتوقف السياسين عن كتابة التاريخ, و,ان تعطى الفرصه للمؤرخين لكتابة تاريخ الاردن دون إي تدخل او ضغوط من اي جهة كانت, وأني على ثقه بإن تاريخ الأردن مفخره لكل اردني, من كل الأتجاهات دون الحاجه الى اي تلميع او تبيض. هذا من جانب ,ومن جانب اخر إكد على اهمية الاستفاده من كل الاحداث التي مررنا بها في الاردن وذلك من اجل مستقبل افضل للجميع.
دولة الرئيس...
كنت اتمنى ان اكتب هذة الأسطر من ربوع ارض الوطن,ولكن الواقع في الاردن غير ماقلتم, وهو بعكس ما تؤمنون به ".....لا تقل إصلي وفصلي...لان الانسان الذي يتعلم ويجد يصل الى اعلى المراتب... ."واكدتم على ان "هذا هو الأساس"و ولكن الأساس ليس هذا معالي دولة الرئيس ...في وطني الأساس هو ان تكون تابع... نعم تابع وموالي . في وطني ليس هناك مكان لرأي لا يتفق مع سياسة الحزب الذي يحكم الاردن منذوا نهاية خمسينات القرن الماضي وحتى الأن. واقصد بالحزب الحاكم الجهاز السياسي لدائرة المخابرات . أن إي مشروع لدمقرطة الحياه السياسيه في الاردن والتقدم بالوطن نحو مجتمع حضري متقدم سيبقى فاشل ان لم يمر من خلال حل هذاالجهاز.لن اتوقف هنا لشرح دوره عبر عشرات السنين فالكل يعلم ما هو الدور الذي قامت به المخابرات الاردنيه داخل المجتمع الاردني , وأنتم دولة الرئيس تتكلمون عن الامن والاستقرار, ولا تتكلمون عن الرعب والأرهاب الذي مارسته هذه الأجهزه عبر عشرات السنين ضد الشعب الاردني وضد ممثليه من القوى الوطنيه الاردنيه.
نعم دولة الرئيس علاقة الحكومات الاردنيه المتتاليه بما فيها حكومتكم مع الولايات المتحده استراتيجيه ومتينه ولكن ماذا قدمت هذه العلاقه لأبناء الوطن ولا اقصد هنا كبار المسؤوولين والمستفيدين من أجهزة الدوله ومن ارتبط بهم؟ نعم انكم تنفذون سياسة اميركا في المنطقه وفي وطني الاردن. لن اتطرق الى الدور الذي تقومون بهه في المنطقه من خلال هذه الاسطر لأنه موضوع طويل وبحاجه لبحث منفرد, وهنا سأركز على الوضع الداخلي الذي تطرقتم له.
ها قد جاء اليوم الذي تحاربو فيه الحركه الاسلاميه وحركة الاخوان المسلمين, وهم في الأمس حلفاء النظام ومنفذي سياسته, فبعد الأنقلاب الرجعي في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي كانت حركة الاخوان المسلمين التيار السياسي الوحيد الذي سمح له النشاط على الساحه ,وسلمو ليس فقط منابر المساجد وسمح لهم العمل داخل المدارس والمعاهد والجامعات, ومن خلال مشاركتهم في العديد من الوزارات سيطرو على الكثير من الوزارات الحساسه كالأوقاف والتربيه والتعليم والتعليم العالي, وحاربتم من خلالهم كل توجه ديمقراطي ,واشركتموهم في حربكم على الحركات الديمقراطيه والقوميه واليساريه منفذين السياسه الامريكيه في المنطقه والراميه للوقوف في وجه المد الشيوعي.واليوم نرى كيف تحاربون حلفاء الأمس بحجج مختلفه كتكفير بعض المسؤولين والأسائه لبعض الدول الصديقه وكائنها المره الأولى التي يقومون بذلك؟!بالأمس القريب كنتم تساهمو في اعداد الشباب وارسالهم الى أفغنستان واليوم تقومون بما تقومون به.
يتشدق الكثير من المسؤولين الأردنيين ومن بينهم الكثير من رجالات المخابرات الأردنيه بالديمقراطيه وبعد ان قتلوا في المواطن الاردني كل إمل في أي تغير,اي ديمقراطيه هذه التي تتكلمون عنها دولة الرئيس؟؟؟ الديمقراطيه هي الفصل بين السلطات والتنقل السلمي لللسلطه بين قوى مختلفه , وليس ان يستلم مضر من زيد ,وزيد من مضر , كما عهدناه في فتره سابقه.وما نخشاه هو ان يورث اولادهم الحكم...... .
الديمقراطيه هي عباره عن مجموعه من النظم والقوانين التي بدونها يعني ما هو عكسها أي الدكتاتوريه,وليس هنا مجال للمرور عليها جميعها ولكن ومن هذه النظم ان ترخيص الحزب السياسي يتم من خلال محكمه دستوريه مستقله , غير تابعه لأي جهة وليس عن طريق وزير الداخليه وأجهزته الأمنيه.العامود الفقري للديمقراطيه هي الأحزلب السياسيه المعبره عن طموحات الشعب والمنطلقه من اوساطه وليس الدكاكين التي تنشئها دائرة المخابرات بشكل أو باخر .وألا ماذا نسمي دولة الرئيس الأحزاب التي يشكلها كبار ضباط دائرة المخابرات سابقا وكبار رجالات الحكومات السابقين, كوزراء الداخليه ؟
دولة الرئيس.
نعم نحن بحاجه الى الديمقراطيه ولكن الديمقراطيه الحقيقيه التي تقوم على إحترام المواطن الأردني ...نحن بحاجه للديمقراطيه التي شعارها الأنسان الأردني أولا. وللوصول إلى هذه الديمقراطيه لا بدا من المساواه بين ابناء الوطن و بين مؤسسات المجتمع من خلال إعطاء فرصه متساويه للأنطلاق للجميع.إركز على هذه النقطه لأنه لا يمكن أن نساوي بين امكانيات احزاب عاشت خلال عشرات السنوات في نشاط سري عانت ويلات القمع والسجون مع تنظيمات تشكل حاليا,تملك ليس فقط اجهزة الدوله ولكن كذلك قدرات ماليه هائله.
دولة الرئيس قررت ان اكتب لكم رساله مفتوحه لأني متأكد بان رسالتي صعب جدا ان تصل لكم حتى بشكلها هذا, ولكن أمل بإن يطلع عليها الكثير من ابناء وطني في الوطن وفي المهجر.
د. سالم عمر
#سالم_عمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
