أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاضل بولا - شعب العراق يودع سنة تميزت باصعب مخاض في ولادة الحكومة















المزيد.....

شعب العراق يودع سنة تميزت باصعب مخاض في ولادة الحكومة


فاضل بولا

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 04:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقف شعب العراق اليوم على عتبة سنة جديدة وهو لا زال يعاني من حالة شدّ الأعصاب جراء متابعة فصول المشهد التاريخي الذي مثلته القوى السياسية المتصارعة على تشكيل الحكومة طيلة ايام السنة المنصرمة ، حيث كان الموعد الحقيقي لولادة هذه الحكومة في مطلع سنة 2010 وليس في نهايتها .

إن السنة التي يودعها الشعب العراقي محسوبة عليه في التقويم فقط ، وليس في المعايشة التاريخية ، كونها كانت بالنسبة له اياماً خاوية وفراغاً سياسياً ، ليس فقط بسبب انتهاء المدة القانونية للحكومة وولايتها ، وانما بفضل لعبتها بذلك الفراغ كحكومة تصريف اعمال ذات الدور الرئيسي في مسلل التناورالذي توالدت على مداراته المواقف والتكتلات والتضارب باشكال التوافقات ، للوصول الى التئامات كيفما كانت ، لتكوّن هذه الصورة التي لم يتم تأطيرها لحد الآن ، وهي صورة لحكومة جديدة ما فتئت تنتظر المزيد من الرتوش .

سنة 2010 كانت سنة انتصار دولة القانون ببقاء السيد المالكي رئيساً للدولة لولاية ثانية وبانتصار الإئتلاف الشيعي في الإحتفاظ بمركزيته في الحكومة الجديدة ، بعد انضمام كتلة دولة القانون الى كتلة الحكيم والصدر والفضيلة وتكوين الإئتلاف الوطني .
وسبق لقائمة دولة القانون برئاسة السيد المالكي الفوز بمجالس المحافظات فوزاً ساحقاً على حساب القوائم الشيعية التي يأتلف معها اليوم . وقد كان خوضه لتلك الإنتخابات بقائمة منفردة ، مثاراً للتباعد بين ائتلاف الكتل الشيعية ، وكان مأخذاً على السيد المالكي آنذاك، كأنه نكل بحلفاء الأمس وابتعد عن نهج القائمة التي باركها السستاني في الإنتخابات البرلمانية الأولى . وفي الجانب الآخر تولد هناك تصور عند قطاع كبير من الشعب العراقي ، بأن السيد المالكي اخذ يجنح نحو العلمانية في منطلقه .!

وبمرور الوقت بدأت الصورة تتوضح من ممارسات رجال دولة القانون في رئاسة المحافظات في البصرة وبابل وكربلاء واخيراً في بغداد ، الممارسات التي وصل الأمر بها حتى الى تجاهل منطق الدستور والتي تشي عن تهور سلفي اصولي في ظاهرة فرض الحجاب حتى على الصبايا الصغار ، وملاحقة الطالبات في الكليات في طبيعة لبسهن وتصرفاتهن الشخصية ، ومنع الإختلاط بين الجنسين ومنع المغنى والسيرك وهلم جرا . وللإختصار ، نقف عند مشهد مأساوي بطله السيد رئيس مجلس محافظة بغداد الذي اصدر امره بإنهاء تدريس الغناء والموسيقى والمسرح في معهد الفنون الجميلة ولربما في اكاديمية الفنون الجميلة ومعهد النغم . بالإضافة الى غلق النوادي الليلية ، وفي سياق متصل ، اتت مداهمة مبيتة لنادي اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين وبررت تلك المداهمة بهجمة اعلامية تنم عن الوضاعة ودناءة الخلق ضد هذا المنبر الثقافي العتيد .
ما نريد ان نستخلصه من خلال هذه التجاوزات ، هو وجود موقف سلفي موحد يتعاطى به احزاب الإئتلاف في التعامل مع قيم التمدن والحداثة والعصرنة التي تسمى في قواميسهم إسفاف وميوعة وتجاوز الحدود التي يسمح بها الدين .! انها صورة منقولة من ايران المبتلية بنظام ثيوقراطي ، معروف بمبالغته في مصادرة حرية الشعب وترويضه على قيم لايقرها الاّ الظلاميون . فكيف يتم سكوت الحكومة العراقية عن نسف ثوابت الشعب العراقي الحضارية والراسخة في حياته ووجدانه منذ تأسيس الدولة العراقيــة في ( 1921 ) في اية دولة اسلامية يحدث هذا ما عدا ايران التي انتقلت العدوى منها الى العراق .
هذه دول الخليج والسعودية وسوريا ولبنان ومصر وما يجاورها من دول شمال افريقيا وهذه تركيا التي يحكمها حزب اسلامي ، الم تدن جميعها بالإسلام شعوباً وحكومات..؟ لماذا تحظى الفنون بانواعها ومدارسها بدعم ورعاية وتشجيع من لدن حكومات هذه الدول ..؟ وجميع هذه الدول باستثناء بعض دول الخليج والسعودية ، تعج بالنوادي الليلية ومسارح الرقص وغيرها ومنها تركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية الإسلامي .

رأت الحكومة العراقية النور بعد مخاض استغرق ايام سنة كاملة ، واخــيـراً انبثقت دولــة توافقات مثقلة بمهام جسام وامامها ملفات ، لازال البت فيهــا متروكاً علـى ذمـة الوقـت ، وأنّ جميع الأطراف تنظر الى هذا البت بحذر وتتوافق على التأجيل . وهي حكومة فريدة من نوعها في عدد الوزارات ووكلاء رئيس الدولة ورئيس الوزراء . مثل هذه الحكومة ، يجب أن يكون لها القدرة على الإضطلاع بمهام التصدي لأهم الملفات التي اخرت واربكت العملية السياسية في انقاذ الشعب من محنته الكبرى . ويفترض توفر هذه القدرة بعد مشاركة المكوَّن السني لأول مرة بكثافة في مجلس النواب وتسجيله حضوراً في مراكز متقدمة في البرلمان وفي رئاسة الدولة ورئاسة الجمهورية ، وهكذا في تسلم حقائب وزارية مهمة .

وما سيميّز هذه الحكومة عن سابقها ، هو تأسيس المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية برئاسة السيد اياد علاوي الذي قاد القائمة العراقية للفوز في الإنتخابات التشريعية وخاض مع السيد المالكي جولات من النقاشات والمداولات ، فيها الكر والفر على تثبيت الإستحقاق في رئاسة الدولة ، استغرقت ما يقارب التسعة اشهر .

واخيراً تم اعلان قيام هذا المجلس وسيتم التصويت علي قانونه من قبل مجلس النواب في مطلع الشهر المقبل ، وتم الإتفاق ان تكون قرارات المجلس استشارية وتنفيذية .
نقرأ في تصريحات المسؤولين العراقيين ما ينطوي على التفاؤل في دفع عجلة العملية السياسية الى امام ، ونحن لا يساورنا شك بأن ما تم التوافق عليه مع القيادة الكردية بشأن كركوك والمناطق المتنازع عليها وتركه على الظروف ومعطياتها ، سيكون مثار خلاف بين الطرفين . ولا نعلم مدى المواءمة بين موقف الحكومة الجديدة والمجلس الوطني للسياسات الستراتيجية من اولئك الذين يتسنمون المناصب ، ولا يمثلون انفسهم في اطار اداء واجباتهم بقدر ما يمثلون احزابهم في ترجمة مفاهيمهم الحزبية ومنطلقاتهم في ادارة مؤسسات الدولة .
يقول السيد المالكي في كلمته على خلفية تشكيل الحكومة ما معناه هذه حكومة شراكة وطنية ضمت كل القوى السياسية والمكونات العراقية ، فبماذا يتبجح دعاة العنف والإرهاب .؟

نحن نعلم بأن منظومة الإرهاب ليست مجرد تجمع مساق تحت دوافع الطائفية فحسب وليست تنظيماً موحد الأهداف والإيدولوجية ، بل انها تجمعات من احزاب وجماعات وافراد تنتظم في عملية القتل والتخريب وباسناد لوجستي من جميع الدول التي لها مصلحة في عرقلة العملية السياسية في العراق والإجهاز عليها . والقوى السياسية في هذه المنظومة ، منها يعمل من منظور كبح جماح الشيعة ، ومنها من اجل العودة الى الحكم ، ومنها في تنظيم القاعدة الذي ينتهز فرصته التاريخية ، ليقيم دولة اسلامية في العراق . وهناك مجاميع اخرى مأجورة ترتزق من عمليات القتل والخطف ، منهم عرب وافدون من خارج الحدود ومنهم عراقيون انضموا تدريجياً تحت لواء القاعدة . واليوم يصرح مصدر عراقي رسمي من بغداد بأن 90% من عناصر القاعدة في العراق هم عراقيون ، ولا نعلم مدى صحة هذه النسبة ، ولكن في كل المقاسات يشكلون عدد كبير والقسم الأكبر منهم لجأ الى هذا التنظيم بدافع الفاقة والعوز والفقر بسبب تفاقم البطالة وآخرون بسبب الإحباط النفسي والقنوط اليأس الذي داخلهم من الأوضاع المزرية التي كان لسياسة الدولة وادائها دور في تدهورها .

وإذا كان معظم تنظيم القاعدة من ابناء العراق .؟ فالعمل العسكري لوحده ليس كافياً للتصدي له . إذ لابد من التفكير في آليات ابعاد الشباب من هذا المنزلق ، وذلك بمكافحة البطالة وتوفير فرص العمل والخدمات ، الى جانب التعبئة الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لنشر التوعية ، وكذلك الإكثار من مراكز استقطاب الشباب وتلبيـة حاجــات اهتماماتهم وهواياتهــم ، سواء كانت رياضيــة ، ثقافيــة ، موسيقيـة ، غنائيــة ، مسرحيــة ، فنون تشكيلية وغيرها .
وبهذا نذكر الحكومة العراقية ، بأن الموسيقى والمغنى والسينما والمسرح والفنون التشكيلية وحتى النوادي الليلية ، كلها لا تمثل الميوعة وفساد الأخلاق . إن مرض المجتمع ، يأتي من الإنكفاء والتزمت والتعصب ليس ألاّ .



#فاضل_بولا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهوّر النظام الإيراني والخيار الدولي التأديبي المتوقع
- التهوّر الإيراني والخيار التأديبي الدولي المتوقع


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاضل بولا - شعب العراق يودع سنة تميزت باصعب مخاض في ولادة الحكومة