وأخيرا ينطق اللّواء بن عليّ:الحزم كلّ الحزم

السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 23:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

أخيرا أدلى اللّواء بن عليّ بدلوه وأعلن عن إنشغاله بأحداث سيدي بوزيد وأسفه عن الأضرار،وأبدى لافضّ فوه إهتمامه عن المحتوى الإجتماعي والشّعور الذي ينتاب أيّ عاطل عن العمل ممّا يؤدّي به إلى الحلول اليائسة؛اللّواء أكّد في خطابه عن مواطلة برنامجه في سياسة التّشغيل المعتمدة للآن وعن كونيّة ظاهرة البطالة مندّدا ببعض الأطراف التي كانت تصطاد في الماء العكر بتحويل وجهة الإحتجاجات لمنحى سياسي ولا تهتمّ بأمن تونس ولا إستقرارها مذكّراً بإجراءاته الفائقة كلّ الإعتمادات مقدّماُ أرقام لا ترقى لمستوى الواقع ولذلك نقول للّواء:


-الخطاب جاء متأخّرا سلبيّا فاشيّاُ غبيّاُ؛متأخّرا بأكثر من عشرة أيّام عن إحتجاجات هزّت كرسيّه الذي بدا متمسّكا به وإن أدّى به الأمر لإطلاق النّار على المواطنين كما فعل من قبل في الحوض المنجميّ أماكن أخرى يعلما هو أكثر من أيّ شخص آخر،إحتجاجات لم تكن فيها الأسباب المباشرة منها والعميقة إلاّ نتبجة سياساته وأوامره وممارساته وأحد أوجه إنحدارات أسفه الحادّ وتفهّمه التّماسيحيّ لأزمة أصبحت تمسّ كلّ العائلات حلولها جذريّة لا مناص منها وهي رحيله بغير رجعة.


-خطابه غبيّا أكثر من العادة وهو يقدّم أرقاما لا تعكس الواقع يكذّبه في ذلك شعبا كره مرآه وأبطالا ينحتون بحناجرهم ملحمة تهزّ أركانه وكيانه وتحمل أدفاق الأمل الذي فقدته وودّعته جماهير طالما خضعت وخنعت وذلّت بفعل قسريّ منبعه قصر اللّواء زين العابدين بن عليّ وقصور بطانة قال عنها سفير الولايات المتّحدة التي تدعمه بلا حدود أنّها مافيا تعتمد الفساد المالي والإرتشاء ومصادرة الأملاك العامّة والخاصّة فلم تتسبّب في البطالة التي أضحت مشهذا مألوفا بما ينتج عنها من إجرام وإدمان وتسوّل ومزاج عامّ كريه قوامه النّفور والبلاهة إلاّ تلك السّياسات والإجراءات الرّئاسيّة التي لا يتوانى في التّباهي بها مركّزا على "نجاعتها" محمّلا كلّ الكون مسؤوليّة البطالة متحسّرا كما هو حاله دومًا على شباب يتّجه نحو الحلول "اليائسة"وكأنّ اليأس قدره أو هو ملقى له من غياهب الظّلمات ولا أدري إن بلغ الغباء به ألاّ يعلم أنّ سياساته الكارثيّة ستكون سببا في تحويله هو نفسه إلى متّخذ لحلول يائسة فرارا من إنتفاضة شعب لا يلين وحناجر لن تصمت ولن تخنع من جديد إذ بلغت مراكمات النّهب حدّا هو ما وراء الأقصى.


-خطابه كان فاشيّا/قمعيًّا كما هو:لواء برزت مواهبه في التصدّي لكلّ أنفاس الإحتجاج ورفض الآخر وإطلاق الرّصاص وإحتكار السّلطة وكلّ شكل ووجه للنّفوذ في البلاد،يندّد اللّواء زين العابدين بن عليّ الذي يبلغ من العمر حوالي 75سنة بأصوات النّشاز والخارجين عن الصفّ الوطني الصّيّادين في الماء العكر وهذا كلام يفهم أشقّاؤنا في تونس ويعرفون ما وراءه من حملات مداهمة وتنكيل وعقاب جماعي للمناضلين ولأهاليهم ولكلّ من نظر في وجههم يوما ما وإن لم يعرفهم،يعرفه كلّ متابع للشّأن الحقوقيّ ومطّلع على سجلّ أسود لوزارة الدّاخليّة المأثّثة ب"كوادر"منهم من هو في مطلوبيّة العدالة الدّوليّة ودفاتر ضمّت يوما ما أكثر من 30ألف سجين كلّهم أدينوا بتهمة الإنخراط في الشّأن العامّ وحمل فكر يمينيًّا كان أو يساريًّا الويل كلّ الويل لمن خرج عن صفّ الطّاعة ولو عشر البوصة؛فاشيًّا كاللّواء نفسه الذي أقام حكما يمنع فيه آلاف المواقع والشّبكات وتصادر فيه الصّحف ويسجن الصّحفيّين والشّعراء والمحامين والطّلبة وأيّ مواطن طالب بحقّ من حقوقه؛لقد سمّى اللّواء المحتجّين متطرّفين ومأجورين وحذّرهم بقوله أنّ ممارساتهم مرفوضة وسيطبّق عليهم القانون بكلّ حزم(كرّرها مرّتين)ولا لسبب إلاّ لأنّ المسيرات والمظاهرات المشروعة تضرّ بالسّياحة والإستثمارات وناصحا،لا فضّ فوه مرّة أخرى،الإدارة التّعيسة في أن تكون حنونًا متفهّمة لذو الإحتياجات.


خطاب اللّواء كان تعيسا كما عهده كلّ متتبّع لا يتنزّل إلاّ في إطار مزيد إحكام القبضة الأمنيّة لا غير في ثناياه يمكن شمّ رائحة الرّصاص من جديد يرفض فيه الحوار إلاّ على شريطته التي لا تكون إلاّ من زاوية الخنوع لا غير،مهدّدًا حينا حازمًا حينًا آخر فلا بقي ولا بقيت خطبه الرّعناء وردّ فئات المجتمع المحتجّة في موجة تتّسع وتزداد تجذّراً لن يكون إلاّ ميدانيّا وقد تتطوّر فعليًّا هذه الإنتفاضة لتكون عامّةً تدقّ مسامير نعش المسؤول الأوّل والأساسي عن شهداء النّهب التّراكمي عرض البلاد وطولها.




السّموأل راجي

#السموأل_راجي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل