أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم زهير - حوار مع الشاعر وسام هاشم















المزيد.....

حوار مع الشاعر وسام هاشم


قاسم زهير

الحوار المتمدن-العدد: 965 - 2004 / 9 / 23 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


وسام هاشم: في المنفى تشذبت حماقاتي
حاوره قاسم زهير

شاعر مشاكس، يقول عن نفسه انه يكره الشعر، لكن عند قراءة نصوصه تجده ذائب في حب الشعر، يتعذب في حب القصيدة، كان يخشى على سهوله فاحتجزها في قفص من الشعر، ليسخر من حرب طحنت الاخضر واليابس، ورضّت عظام اصدقائه، شاعر له حضوره الفاعل في الوسط الثقافي، انه وسام هاشم الذي استبدل مسكنه بجواز سفر ليبحث عن منفاه، لنرى ماذا وجد وسام هاشم في منفاه وكيف يرى الوطن .....



· سهول في قفص تعد بياناً ساخراً بالحرب، كيف استطت توظيف السخرية ازاء الحرب بما فيها من مآسي وموت ؟



لم تكن ثمة وسيلة آنذاك للولوج الى عالم الرحب, في وقت كان امامنا اما تمجيد سخامها او الدخول الى مفرداتها لكن من باب يسميه البعض سخرية واسميه كراهية الحرب.. وسهول في قفص محاولة في تلك الكراهية.. ليس الا ا نا كنت ادون ما نعيش وما أعيش لم أضف شيئا سوى أنني اجلست الحرب على الطاولة ودونتها كما هي لا كما زوقها البعض.. واقول بصراحة كان تدويني الحرب كما هي محاولة لأبتزاز ماكانت تاكله من سنواتنا وشبابنا وأيامنا.. كنت خائفا منها والدليل هروبي من الخدمة العسكرية آنذاك.. أنا دونت خوفي منها فقط.







· أنت من جيل حاول التعايش مع الامر الواقع اول الامر وهذا ما شكل نقاط اختلاف حقيقية في المشهد الثقافي العراقي خاصة بعد تحولكم من المهادنة الى المعارضة..فما هي دوافع المهادنة في اول الامر؟



تسمي الأمر بطريقة مهذبة أحسدك عليها..لأكن أشد قسوة مع نفسي كانت اكثر من مهادنة.. كانت خطأ فادحا أرتكبته بحق نفسي ما فتئت اعتذر عنه يوميا وأعد كتابا عن هذا..لكن أيضا لأل أنها لم تكن مهادنة نصية أبدا وهذا ما يرمم روحي.. قلت دائما أن السخام لوّث المشهد كله وتلك معادلة تلك الأيام التي ندفع جيعنا الأن ثمنها وتدفع حتى حيطان وأثار وشوارع بل وأضرحة العراق ثمنها..

لو كان النص هو المقياس لما وافقتك على أني كنت مهادنا لكني اعرف أنك تتحدث عن شئ آخر غير النص.. عينا تذكر أنه لم تكن ثمة حياة ممكنة لمعارض في الداخل.. ثم أني حين هربت بجلدي من سخام الموت ومن حماقاتي أيضا لم اطرح نفسي مناضلا أنا قلت كل اخطائي.. لم أتذرع بنصوصي التي وان كانت أشرس بكثير من نصوص كثيرة وكان ممكنا أناأحتمي بها لكنها للحق لم تكن سببا كبيرا او فاعلا لهروبي.. كنا نجيد تمرير نصوصا بين ألغام كثيرة.. عندما خرجت بعشرة دنانير اردنية وعمر كامل منكسر مثل غصن وديون كثيرة وبيت دفعته ثمنا كاملاً لجواز سفر يمهد لي العبور.. قررت ومنذ اول متر بعد الحدود أن لا افرط بحريتي..حتى مع نفسي لهذا لم أعرض نفسي بطلا.. خادع الذات أكبر القيود كما تعلم.. بل على العكس مرنتها على الحرية بهدوء منحني أياه أصدقاء كثر كانوا ينتظرونني..





· رغم تمرير النصوص بين الالغام فأن المسكوت عنه في المنجز الثمانيني لا يمكن حصره، كنتم تنظرون في عيون بعضكم ولا تتكلمون خوف الوشاية وهذا الشيء خلق ارباكاً وصراعاً داخلياً بين ركائز هذا الجيل كيف كنت تنظر الى هذا الوضع بوصفك ركيزة مهمة وعلامة فارقة ضمن هذا الجيل؟



نعم.. صحيح جدا.. ولكن دعني أسالك..ألم يكن زمنا صعبا وكانت كل الأشياء تكتم وتتصارع ولا تثق بنفسها حتى ؟ ألم يكن زمنا تلف الجثث فيه بالعلم وتهلهل فيه أمهات وهي تتبع جثث أبنائها.. هل هذا معقول..؟

كجيل ما زلت أتعجب حين اعود لأيامه كيف نجونا ؟.. في كتابي الذي اعده الأن جملة تشبه تماما جملتك عن النظر في عيون البعض أتحدث فيها عني وعن عبد الزهرة زكي والأسى الذي كنا نتداوله حين ننظر كلانا للآخر.. وعلى العموم لا اريد ان احيلك للكثير من الكتابات عن المسكوت والمخفي والمغاير والمختلف وغيرها من مفردات اختفى حت النقاد في الحديث عنا أيامها

قال لي شاعر كبير عندما التقيته بعد خروجي وقرأ سهول في قفص : كيف لم يعدموك ؟ انت اخرجت حتى طراد الكبيسي من خوفه ( في أشارة الى دراسة طراد التي تقدمت المجموعة )

قلت له: لم تكن ثمت حاجة لأعدام من اجل نص في العراق... استدعاء واحد في أمن وزارة الثقافة كان كفيلا أن يجعلني أرتعب سنوات… على أية حال كتبنا نصوصنا وأخطأنا..





· كيف رأيت علاقة المنفى بالنص ؟ وهل افادك بشيء لتطوير تجربتك ام ان وسام هاشم الذي خرج حاملاً سهوله ظل كما هو؟





أرتبك أما تسمية المنفى.. ذلك أنه كان هروبا من أشياء كثيرة غير السيف حولتنا.ا حتى من حبيبات لم نجد حبهن بما يؤهل فحولتنا .. هروبا من الجوع احيانا ومن الهواء الفاسد احيان كثيرا.. لو أللحت بالسؤال سأجيبك.. الخروج كان صعبا على النص ومفيدا جدا للحياة تعلمت بعد كل هذه السنوات الطويلةأن جذوة الشعرفي بغداد. مناخ خاص لا ادي ما الذي فيها.. ولماذا..على مستوى وسام تعلمت الكثير من السفر رأيت مدنا كنا مخدوعين بها ومدنا اجمل بكثير مما تصورنا.. فهمت مثلا لماذا المبدع محترما وأكتشف المعادلة السهلة. الإنسان عموما محترم بل حتى القطط وهذا يعني أن احتترام الذات تحصيل حاصل للمبدع ولغيره.. اكذب عليك لو قلت لك أنا نفسي تشذبت حماقاتي.. ومازلت أتعلم الكثير هنا خصوصا بشأن الحريات والمجتمع المدني وفكرة حوار المختلفين وجدوى الحياة المنظمة بدون ادعاء زائف.. جدوى ان تطلب دنماركية عجوز تقارب السبعين دراسة الرقص الشرقي مثلا !!!!



· على مستوى النص، اين تضع تجربتك الشعرية ؟ كيف بأمكانك ان تتواصل نحو النص الذي ينفتح على المعارف التي اكتسبتها من منفاك؟



المشكلة أني لا أتعامل مع النص بصفته انفتاح كيمائي.. أنا أدون حياتي.. واترك لحياتي أن تتنوع وتمضي الى طرق مختلفة.. كل الأساسيات ممكن أن تتغير غير أن المتغير ربما كان سيحدث حتى لو اني لم اهرب.. المعرفة تتسلل الى خبرة النص

الشغل الذي المسه بنص ما يدلني دائما لمعرفية الشاعر.. كثيرا ما استطيع أن اعرف مالذي قرأ أو يقرأ شاعر ما من نصه المعضلة في كيفية هضم القراءة.. في التمثل..





· المنجز النثري وفق تأملك للواقع للشعري هل ترى انه قدم ما ينبغي عليه لأثبات جنسه في عالم الشعر عربياً؟



عربيا حتى الساعة مازالوا يدخلون حروبا صحفية ونقدية عبرها الشعر العراقي منذ اوائل الثمانينات ان لم أقل قبل هذا الوقت..

لا يمكن باية حال الدهشة من المنجز الكبير في قصيدة النثر العراقية.. لقد كان عملا شاهقا توفرت له ظروفه.. هل أبالغ اذا قلت مناخ الكبت والخوف أسهم في انضاج قصيدة النثر العراقية.. مرة في مهرجان جرش كنا مجموعة وكان معنا الشاعر أردني وبعفوية سالني بعد أن ادهشته قصيدة نثر لشاعر عراقي كان على المنصة: كيف يمكن أن نكتب شعرا مثل العراقيين

اجبته: تحتاجون الى حربين مع ايران ومع 33 دولة وتحتاجون أن تهزموا في الحربين بينما التفزيون يبارك انتصاركم

تحتاجون سجون كثيرة

تحتاجون جيش شعبي يلاحق الفقراء ليدافعوا عن عرش أحمق، تحتاجون 20 مليون سجين فيبلدهم واربعة ملايين منفي، باختصار تحتاجون قائدا ضرورة لتتعلموا كيف تكتبون قصيدة نثر، ضحك الجميع حينها لكن كنت جادا لكني كنت اعني أن مناخ وحاضنة قصيدة النثر كنا مهيئا الحاضنة كانت كل ذلك الأسى.





· عندما بأتي الحديث عن تراتبية الشعرية العراقية نجد ان الشعرية العراقية لا تقف على {اس الهرم الشعري رغم ان الشعر عراقي هذا ان لم اكن متشدداً فما رأيك بالتراتبية الشعرية الموجودة عربياً؟





كيف ؟ من أية زاوية ترى الهرم؟ نحن العراقيين عموما لا نجيد طرح نصوصنا اعلاميا.



· أرى أن من يتربع على رأس الهرم شعراء غير عراقيين وقد ذكر الشاعر كمال سبتي في مقالة له ان الاعلام العربي يخطأ بلفظ اسم شاعر عراقي كحسب الشيخ جعفر ليكتب حسن بدلاً عن حسب



بالضبط.. لكن هذا ليس الهرم الذي يهم، كما ترى أن اية مقارنة او مقاربة بين اي من نصوص حسب الشيخ جعفر تربك كل أهرامهم التي بنوها اعلاميا وضجيجاً، ليس الأمر مهما بأعتقادي.. المهم المنجز.. الشعرية التي يطبلون بها ترتبك وتضمحل امام النصوص

هم يجيدون طبع مجاميعهم وتكوين مؤسسات داعمة نحن نجيد ان يكون سعدي يوسف وحسب الشيخ جعفروعبد الرحمن طهمازي ويوسف الصائغ وزاهر الجيزاني وكمال سبتي وفوزي كريم ها انت ترى ماذا نجيد لدرجة أنني اشعر أن تعداد الأسماء يظلم كثيرين الشعرية العربية تتأسس اعني الجيد منها يتأسس وعينه على بغداد



· ولماذا لا تكون لنا مؤسساتنا الداعمة ونحترف التسويق لمنجزنا العراقي؟



ذلك لأننا كنا في غرفة انعاش لمدة 35 عاما ألان نمتلك فرصة هواء الله، أثق تماما بالآتي.



· الشعراء العراقيين في داخل العراق يتطلعون لما سيأتي به شعراء المنفى بما يحملونه من افكار ورؤى لتطوير المشهد الثقافي العراقي الذي عاني من الاهمال والتفقير الثقافي فماذا ستحمل لهم عند عودتك؟



والعائدون يتطلعون لمن هم في رحم الشعرية.. على كل حال لم يكن خروجا غير نافع.. أعتقد ان الكثير سيزدهر خاصة في مجال تسويق المنجز..يمكن للجميع من في الداخل او الخارج الان تطوير المشهد الثقافي هناك بوادر كثيرة بهذا الشأن وهناك الكثير ينتظر أن يغيب الملثمون والقانبل والعسكرتاريا عن الشوارع..شخصيا اعددت دراسات لمجموعة افكار اتمنى أن يصيب النجاح واحدا منها. منها مثلا افكر في انشاء مدرسة الشعر ملتقى شعري ومركزا للشعر والشعراء اتفقت مع مؤسستين واحدة في كولومبيا والثانية في الدنمارك على أن نبداه حالما تسنح الفرصة. نبدأه باحياء تجربة عراقية سابقة اسمها عربة الغجر نفكر أن يجوب باص دولا اوربية يضم شعراء عراقيين واوربيين يعرف بالشعر العراقي ويمهد لعلاقات مع ادباء ومراكز الثقافة هناك



· الشعر لا يكتسب ولا يُعلّم وانما موهبة، فكيف ستكوون مدرسة لتعلم الشعر؟



نعم لكنه لتعليم الجمال ومفاهيم الحداثة ويوفر الكيف الذي يمكن به للشعر العراقي الاتصال بمراكز المعرفة نحن نخطئ حين نلغي صفة التعلم عن الشعر.. ونخطي اذ نتصور أن عبقر مازال قائما يلهم شعراءنا



· ما رأيك بالتجربة التسعينية بما تحمل من عدم ثبات وتقلب بين اشكال الشعر؟

نظلمها لو وافقنا على الجيلية واصررنا اعتقد اني احسدهم أنهم مازالوا يمتلكون فرصة أهدرناها نحن، بعضنا اهدر موهوما حياته من اجل الشعر لكنا عموما اهدرنا حين تصورنا او صور لنا البعض أننا مضينا أبعد مايمكن في النص الحديث فتأنى البعض منا وارتد البعض ولم نذهب الى جمرة الأقصى اعني احيانا كان البعض منا ينصاع للمقدس والتلقيدي السائد ي وقت الشعر يتطلب فيما يتطلب التجريب كان البعض منا يفهم التجريب خروج عن طاقة اللغة قتضمحل لغته والبعض الاخر يرى يفهمه صنما لغويا فينحدر في جبّها, أعني اللغة.



· التجريب في الكتابة كونه تجريباً هل يسيء الى الشعرية؟



ما لم يكن مؤهلا في اللغة لا عبدا لها .. المعضلة معضلة اداة, لايعقل أن تنجز بيتا مختلفا مالم تمتلك طابوقا مختلفا ورؤية مختلفة ، وأدوات مختلفة لفكرة السببية والمقدماتية الخلدونية ذاتها.



#قاسم_زهير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال سبتي: انا ابن الشعر العراقي


المزيد.....




- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم زهير - حوار مع الشاعر وسام هاشم