أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسن فلاحية - ضرورة الحفاظ على لغة الضاد














المزيد.....

ضرورة الحفاظ على لغة الضاد


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


لا ضيرمن أن نوشّح حديثنا باكلام عن اللغة العربية وأن نقلّد مقالنا وسام شرف الحديث عن لغة الأدب والشعر ألا وهي لغة الضاد التي ورد هذا الوصف بحقها " تعتبر من أكثر اللغات السامية من ناحية عدد المتحدثين بها ، حسبما بات معروفاً فإنّ هذه اللغة تعتبر من بين إحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم و يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة ، يتوزع هؤلاء في المنطقة التي يطلق عليها الوطن العربي،الإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة لهذه المنطقة مثل الأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا. وإذا ما نظرنا الى أهمية اللغة العربية لدى المسلمين فيتضاعف أهمية هذه اللغة ، فهي لغة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. "
ويضيف الوصف المذكور بأن اللغة العربية كذلك تعتبر اللغة الرئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وأثّر انتشارالإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية كما أنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.
اللغة العربية هي لغة رسمية في كل الدول العربية- لكن ماذا فعلت هذه الأنظمة والجامعة العربية التي لم تقدم شيئاً للأوضاع الانسانية ولا الإرث الحضاري للإنسان العربي المتمثل بلغة أبائه وأجداده شيئاً يذكر- بالاضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتيريا وإسرائيل وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة ولكن نلاحظ أنّ اللغة العربية تتعرّض اليوم الى الكثير من الجفاء والإهمال من قبل الناطقين بها فكثرت المفردات المستوردة في لغة الضاد واستبدل جمال هذه اللغة في منتديات الدردشة على الشبكة العنكبوتية الى لغات أخرى مثل الفرنسية والانجليزية ويواصل طلابنا في المدارس دخول المدارس الخاصة التي لا تضع الاولوية للعربية وإنما للغات أخرى ومن يدخل المدارس الحكومية في الدول العربية يعتبر من الطبقات المتدنية أو الأسر المذهبية وتتفاخر العوائل بأطفالها لأنهم يجيدون لغة غير العربية وأضف الى كل هذا الجفاء دخول لغة الشارع واللغة العامية في الاعلام والصحافة وكثرت الأخطاء الصرفية والنحوية والبلاغية عند أولئك الكتاب الصحفيين الذين باتو يركزون على نقل المعلومة دون تنقيح لغتهم الخطابية ودون الاكتراث بجمالية نقل المفردات التي تتلاءم والحدث وتستمر التجاوزات على اللغة العربية لأنه بات لايوجد لهذه اللغة أو قلما يوجد حريص على الاهتمام بها وتحولت مجامع اللغة العربية الى حانوتيات ولا تستشعر بالخطر الذي يهدد لغتنا .
فواجبنا اليوم هو الحفاظ على موروثنا الحضاري والتاريخي وهويتنا الابدية لانها تمثل كياننا إن أصابه مكروه لابد أن يصيب وجودنا وها نحن اليوم نشاهد بأم أعيننا ما تتعرض له لغتنا من هجمات ونقول هبوا لنصرتها بتأسيس مراكز عناية خاصة لهذه اللغة لأنها تبقى مخزوناً حضارياً ورمزاً لهويتنا وخوفنا عليها يعني خوفاً على وجودنا وخوفاً على حياتها وديمومتها بمثابة خوفنا على حياتنا وديمومتنا لأن اللغة ستموت مثل الشجرة لو لم نعتن بها فكل لغة لكل شعب تعني تاريخاً وحضارة وبقاء لهذا الشعب يجب على النخب الحفاظ عليها قبل سواد الناس .
وكأن الشاعر الكبير حافظ إبراهيم كان يدرك هذه اللحظات عندما حذّرنا من إهمال لغتنا عندما نقل عن لسان حال لغة الضاد قائلاً :
أنـا البحرُ فـي أحشائِهِ الدرُّ كَـامِنٌ ---- فَ هَلْ سأَلُواالغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَـــــــــاتي
فـيا وَيْـحَكُمْ أَبْـلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني -------و َمِـنْكُم وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ أُسَــــــــــاتي
فــــلا تَـكـِـلُوني لـلزَّمَانِ فـإنَّني -------أَخَـ ـــافُ عَـلَيْكُمْ أنْ تَـحِينَ وَفَــــــــــــاتي
أَرَى لــرِجــَالِ الـغَرْبِ عِـزَّاً وَمِـنْعَةً------- كــَــمْ عَــزَّ أَقْــوَامٌ بـعِزِّ لُـغَـــــــــــاتِ
أو عندما يكمل وصفه الدريّ قائلاً:
رَجَـعْتُ لـنفسي فـاتَّهَمْتُ حَـصـَاتي ------ نـاديتُ قَـوْمي فـاحْتَسَبْتُ حَـيَاتي
رَمَـوْني بـعُقْمٍ فـي الشَّبَابِ وليتني -------عَـقُمْتُ فـلم أَجْـزَعْ لـقَوْلِ عُدَاتي
وَلَـــدْتُ ولـمّا لـم أَجِـدْ لـــعَرَائسي ---رِجَـــالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَـنــَـــــــــــاتي



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة شط العرب تصل الى كارون
- الفاشيون في إيران ومحرقة كتب التاريخ
- لماذا يُتّهم نجاد باليهودية؟!
- المرأة الإيرانية ودورها في التغيير
- استيفان وعمر وعبد الزهرة ومصالحة أطفال العراق
- إتفقنا على أن لا نتفق ، حول ندوة قناة الحوار
- هذا هو حال شعب ٍيملک الأرض والثروات!!
- قراءة في كتاب إيران بين ثورتين


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسن فلاحية - ضرورة الحفاظ على لغة الضاد