أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد الجليل الشاروط - عن الصبيان والبنات والحجاب














المزيد.....

عن الصبيان والبنات والحجاب


فراس عبد الجليل الشاروط

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


بتاريخ 3/7/ 2004 عرضت القناة الخامسة الفرنسية فلم المخرج المصري يسري نصر الله الوثائقي الموسوم (الصبيان والبنات والحجاب) وفيه يطرح الكثير من الاسئلة التي تواجه الشباب العربي عموماً والمصري خصوصاً مثل ما هي مشكلات الشباب؟ وما سبب تحجب البنات؟ وهل الحجاب عائق للفتاة عن الحب؟ عائق في العمل والدراسة؟ وغيرها الكثير من الاسئلة. بدون ثرثرة يسحبك يسري نصر الله الى اعماق الواقع المصري والى ظاهرة الحجاب السائد وسط نسائ المدينة ... ويقترب المخرج كثيراً من واقع الشباب ومشاكله في وسط القاهرة، هذا الواقع الذي ابتعد عنه كثيراً المخرجون الشباب الذي يقدم افلاماً تقترب من اجواء السينما الاوربية والامريكية، فنرى نساء جميلات وسيارات فارهة ورجال وسيمون وحفنة فلوس واغاني، لكن يسري نصر الله يأخذ طريق اساتذته الكبار يوسف شاهين وصلاح ابو سيف وتوفيق صالح فيحمل كامرته ويدخل الى روح عائلة مصرية بسيطة مؤلفة من اب وام وابنتهما وابنهما الممثل الشاب (باسم سمره). الاب مثل الكثيرين من المصريين الذين هاجروا عن مصر الى الخليج ليعمل سائق شاحنة وليجمع بعض الاموال ويعود للوطن ويشتري بهما سيارتين للاجرة ويعمل على احداهما والاخرى عند اجير. يعترف الاب ان الهجرة وفرت له السند المالي لاستقرار الاسرة ولكنها لم تجعل الاسرة ثرية، الام تساعد زوجها حيث تعمل خياطة وتقول "سكنت مع زوجي في هذا البيت الضيق منذ زواجنا على امل الانتقال الى بيت اوسع عندما تتحسن الامور" ولكن بعد اكثر من ربع قرن هاهما لايزالا في العشة نفسها. فلم (يسري) لايتوقف عند مشكلات الوالدين بقدر اهتمامه بحياة الابن الشاب (باسم) واخته المحجبة (عبير). عبير بالذات فتاة ناضجة مشرقة متفتحة كالزهرة عذبة في افكارها ووجهها، نقية تعيش حياة اجتماعية مع زميلاتها الطالبات وتحلم بفارس الاحلام الذي قد يأتيها في يوم ما، تقول "قررت ان ارتدي الحجاب في رمضان الماضي ونفذت قراري واليوم تعودت على هذا الغطاء الذي يخفي شعري وصرت اشعر بأني عارية من دونه". قبل التحجب تذهب عبير الى مصور وتلتقط صور لها سافرة واخرى بالحجاب ثم تضع الصورتين في اطار واحد هذا مانشاهده في مشهد النهاية...بالطبع لم يجبرها احد على التحجب انه قرار اتخذته بما يملي ارادتها وهي مثل غيرها تؤكد على ان الحجاب حشمة ويمنع من تحرش الشباب بها بالعبارات غير المحتشمة في الشوارع، هذا لايمنع الرأي الاخر الذي ييبناه احدى البنات التي تقول ان المعاكسات لاتعرف محجبة او سافرة، وتعترف بان عبارات الغزل لاتزعجها بل هي دليل على جمال انوثتها. مرة اخرى يعود بنا (يسري) الى العائلة والى البوم صور الاب على ساحل البحر يرتديان المايوه. اليوم اصبحت ملابس السباحة مجرد ذكرى عند الام. الحجاب لم يغير نمط الحياة الاجتماعية او التعامل الاجتماعي فالمحجبات يتحملن مثل السافرات ويعملن ويشاركن في الرحلات المدرسية ويحضرن الاعراس وكذلك يرقصن مثل غيرهن. يسري نصر الله صور كل هذه الوقائع من الحياة اتليومية ولم يعزل ابطاله في مكان ليسألهم ويجيبون بل لم يطرح عليهم اسئلة معينة بل قال اليوم سنتحدث عن الحب والزواج والحجاب في حياة كل واحدة منكم وانتم احرار فيما تجيبون. معظم ابطال الفلم كانوا من الناس العاديين الذين حاوروا انفسهم بانفسهم مثلما رسموا طريق الفلم، في النهاية فلما بسيطاً صادقاً وحميماً قدم واقع الشباب المصري دون تزييف ودون الانحياز الى ظاهرة الحجاب او رفضها او حتى ان يدين ظاهرة دينية بعينها. الفلم اراد فقط ان يروي افكار هؤلاء البنات والشباب وليس افكار المخرج فمنذ سنين عديدة والمواطن العربي يعيش مسحوق تحت وطأة مشكلات معقدة ولكن الحياة تمضي رغم كل شيء . وربما سيزعج هذا الفلم الكثير كونه يقدم الفتاة المحجبة ذكية ومرحة وحيوية عكس الصورة المعروفة عند الفتاة المحجبة كونها جامدة العقل وذات نظرة ضيقة فالحجاب ليس التحجر وهذا بالضبط هي رسالة الفلم.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء السينما.. من بشارة الامكان الى عتمة الوهم


المزيد.....




- تكية -هيران- بأربيل.. كنز مخطوطات نادرة عمرها 7 قرون
- دينزل واشنطن يحظى بتكريم مفاجئ من مهرجان كان السينمائي
- هل تزوج حليم من سندريلا؟.. أسرة العندليب تنهي الجدل
- كان يا ما كان في غزة : عندما يصبح الفيلم وثيقة عن الحياة قبل ...
- أول فيلم نيجيري في مهرجان كان يفتح الباب أمام سينما -نوليوود ...
- صفاء السعدون فنان من بابل العراقية يعرض لوحاته في قازان الرو ...
- مالك حداد.. الشاعر والروائي الجزائري الذي عاش حالة اغتراب لغ ...
- آرت بازل قطر ينطلق عام 2026.. شراكة إستراتيجية تكرّس الدوحة ...
- بعد وفاة زوجها وابنيها.. استشهاد الممثلة الفلسطينية ابتسام ن ...
- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد الجليل الشاروط - عن الصبيان والبنات والحجاب