أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجلاء محفوظ - المطلقة ..كيف تواجه مشاكل الحياة وتتعلم الاستقلالية ؟















المزيد.....

المطلقة ..كيف تواجه مشاكل الحياة وتتعلم الاستقلالية ؟


نجلاء محفوظ

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


موضوع بالغ الحساسية تهرب من مناقشته غالبية المطلقات، بل وتنكرنه ـ أيضاً .. إنه الاحتياج العاطفي والإحساس بالفراغ والحرمان ..
تذهب بعض المطلقات بعيداً في إنكار هذا الاحتياج، فتزهو الواحدة منهن بأنها (ارتاحت) من وجوه الرجل في حياتها، ولا تعرف أنها تعطى صورة سيئة عن نفسها، وفي الوقت نفسه فإنها تكلف نفسها الكثير حيث تخفى احتياجها الطبيعي لتواجد الرجل في حياتها مع إظهار عكس ذلك مما يشكل ضغطاً نفسياً لا مبرر له ..
وهنا لا ندعو المطلقات إلى إمساك الميكروفونات في الميادين والإعلان عن احتياجهن العاطفي، ولكننا نطالب كل مطلقة ـ من أجل سلامها النفسي ـ أن تتعامل بأمانة مع نفسها وألا تخجل من إحساسها الحقيقي أو تتهم نفسها بالضعف، أما إذا شعرت المطلقة بالرغبة الحقيقية في الاستغناء عن الرجل، فهذا حقها بدون شك، مادام لا يسبب لها ألماً نفسياً وليس ناتجاً عن الخوف أو الشعور بالنقص أو انعدام الثقة بالنفس ..
والثابت نفسياً أنه يمكن للمرأة المطلقة أن تعيش حياة متوازنة نفسياً بدون وجود للرجل في حياتها متى اختارت هي ذلك بكامل إرادتها، ومتى نجحت في إشباع عواطفها، سواء بتدعيم علاقتها بأبنائها أو بأسرتها وأصدقائها والانشغال بالحياة الاجتماعية.
وهنا لابد أن نتوقف عند خطأ شائع لدى العديد من المطلقات حيث يشعرن بإحساس ـ لا مبرر له ـ من النقص وبأن الواحدة منهن يجب أن تبذل جهداً نفسياً كبيراً حتى يقبل الناس على صحبتها.
* ولنتأمل ما قالته إحدى المطلقات، ولنشعر بالألم النابض في كلماتها ..
قالت: بعد طلاقي أحسست بفراغ ووحدة هائلة .. ولأنني لم أنجب فقد حاولت تعويض نفسي عن ذلك برعاية أبناء إخوتي .. وبمرور الوقت وجدت الجميع يلقون بأعبائهم على دون تقدير لأي جهد أبذله وكأنهم يقولون: إننا نمتعك بوجودنا حتى لا تعيشي وحيدة .. ولم أستطع تقبل ذلك لفترة طويلة .. وما لبثت أن انفجرت فيهم رافضة تصرفاتهم، فاتهمونني بأنني أغار منهم لإنجابهم ولاستقرارهم في حياتهم .. وتألمت لأقصى درجة .. وأخيراً، قاطعت الجميع واقتصرت على تبادل الزيارات معهم في المناسبات والأعياد فقط ..
* وتختلف تجربتها ـ ظاهرياً ـ مع تجربة مطلقة أخرى قالت بحزن شديد: بعد طلاقي أغلقت بابي دون الناس أجمعين وتفرغت لرعاية أبنائي الثلاثة .. وكانوا صغاراً ـ آنذاك ـ وكنت أعود من عملي ولا أغادر البيت ولا أتحدث مع أحد ـ سوى أبنائي ـ حتى اليوم الثاني .. وكان معارفي يتندرون قائلين إنه لا يوجد في حياتي سوى أبنائي وعملي وكنت أردد بفخر هذا صحيح .. ومرت السنوات وكبر الأبناء وتركوني وحدي .. وعندما أعاتبهم يقولون لي: إن من حقهم أن يعيشوا مثل أقرانهم ويتساءلون ولماذا لا أفعل مثلهم؟ وأشعر بإحباط شديد حيث كنت أشعر بأن التصاقي بالأبناء يمنحني الإشباع العاطفي .. وأتشاجر معهم .. فتارة يمكثون معي ومرات لا يفعلون .. وأكره إحساسي بالندم للتضحية من أجلهم ..
* الحقيقة أن هناك خطأً مشتركاً قد وقعت فيه هؤلاء المطلقات، وهو التعامل مع الآخرين وكأنهن النبع الوحيد في الدنيا المتبقى لهن للإشباع العاطفي، وفي الحالة الأولى تمثل ذلك في أبناء الأسرة، والثانية أبناء المطلقة نفسها.
وهناك مثل معروف نتناساه جميعاً من آن لآخر وهو (لا تضع البيض كله في سلة واحدة) ..
فمن الخطأ أن نختزل شعورنا بالأمان العاطفي في علاقة واحدة .. فإننا بذلك نرتكب عدة أخطاء منها: أننا نضيق على أنفسنا الخناق بدون مبرر، وأيضاً أننا على هذا الأساس نتوقع الكثير جداً من طرف العلاقة، وبذا نرهقه ونتسبب في فشل العلاقة أيضاً، فضلاً عن أننا نضغط على أنفسنا كثيراً جداً لإنجاح هذه العلاقة التي لن تستمر إلا على حسابنا ..
والحل يمكن ببساطة في توزيع الاهتمامات الإنسانية .. ما بين الأبناء .. وصديقات العمل .. والقريبات .. فضلاً عن الكف عن التصرف وكأن المطلقة يجب عليها أن تفعل الكثير ليتقبل الآخرون صحبتها سواء بالإغداق العاطفي أو المادي، وأيضاً عدم إرهاق الأبناء ومطالبتهم بترك حياتهم الخاصة، فإنهم وإن فعلوا ذلك لبعض الوقت فلن يشعروا بالراحة لصحبة الأمن ذلك أن الإنسان عندما يفعل شيئاً وهو مضطر لذلك فإنما يغلب عليه الإحساس بالضيق والرغبة في الانتهاء قدر الاستطاعة، بعكس إحساسه عندما يفعل شيئاً برغبته الخالصة فإن يستمتع به ويتمنى إطالته، لذا فإن المطلقة الذكية هي التي تجعل أبناءها ينطلقون مع أصحابهم كما يرغبون ـ بالطبع في الحدود المعقولة ـ ثم يعودون إليها ويحكون لها عما فعلوه لتصطاد أكثر من عصفور في آن واحد، وأولهم قضاء وقت طيب مع الأبناء، واستعادة الإحساس بالشباب من خلالهم. وثانيهما، أن تعرف تصرفاتهم وتفهم أخلاق أقرانهم للتدخل ـ بذكاء ـ في الوقت المناسب .. وثالثاً وليس آخراً .. أن تجعل أبناءها يحبون صحبتها ولا يحسون بأن ذلك عبء نفسي عليهم .. ويجب ـ أيضاً ـ أن تحكي لهم ـ أيضاً ـ ما قابلها سواء في العمل أو مع الصديقات لتزداد العلاقة الإنسانية بينهم عمقاً ولتحس بالدفء العاطفي الذي لا غنى لأي إنسان عنه ..
ويمكن أيضاً للمطلقة ـ التي لم تنجب ـ أن تفعل ذلك من آن لآخر مع أبناء إخوتها أو أبناء صديقاتها لتشيع المرح في حياتها .. ولتضيف لنفسها مصدراً آخر من مصادر الإشباع العاطفي ..
* وهناك بعض المطلقات التي تتجه بكامل طاقتها النفسية والعاطفية إلى عملها، فتتفانى فيه بدرجة هائلة، وهذا شيء جميل لأنه يمتص هذه الطاقة ولكن بشرط الحذر الواعي من التمادي في ذلك وفي جعل العمل بديلاً للتواصل الإنساني مع الناس وفي تحويله إلى المصدر الوحيد للإحساس بالذات، وهنا مكمن الخطر، إذ يحدث من آن لآخر في أي عمل، أي مشكلة أو سوء تقدير للجهد المبذول، أو التعرض لوشاية كاذبة أو لظلم ما .. فنجد المطلقة وقد انهارت تماماً لأنها قد اعتمدت في وجودها الإنساني على العمل فقط .. ولذا يجب التنبه إلى عدم الوقوع في هذه المصيدة الشائعة، والحقيقة أن المطلقة التي تبالغ بصورة فائقة في الاهتمام بعملها تسيء إلى صورتها كأنثى وكأنها ترسل رسالة للآخرين مفادها: هذا ما تبقى لي في الحياة، أو هذا ما أصلح له فقطن أو هذا هو الشيء الوحيد الذي لا أخاف منه لأنه لن يخذلني أو يتركني .. ولا تدري أنها تعلن نقاط ضعفها للجميع، وهناك من الرجال مَن يتربص لأمثال هذه المطلقة ويستطيع ببعض الحيل الاستيلاء على مشاعرها المخبأة بعناية تحت ستار العمل وقد يعبث بها ويزيد أوجاعها ..وما كان أغناها في ذلك لو اتبعت الوصية الدينية الرائعة .. وهي الالتزام بالوسط في كل شيء في حياتنا .. فلا تفريط ولا إفراط ..
ولا أحد ينكر الاحتياج الإنساني بشكل عام لتواجد الآخرين في حياتنا .. وأن الإنسان كما قيل حيوان اجتماعي ..



#نجلاء_محفوظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجلاء محفوظ - المطلقة ..كيف تواجه مشاكل الحياة وتتعلم الاستقلالية ؟