انتقادات لطرق استخدام الصدمة الكهربائية في معالجة الاكتئاب

الشرق الاوسط

الحوار المتمدن-العدد: 206 - 2002 / 8 / 1 - 02:06
المحور: الطب , والعلوم
    

 

نيويورك: «الشرق الأوسط»
إن المرضى الذين تعرضوا للصدمة الكهربائية لمعالجة الاكتئاب، لديهم معدل عال بشكل لا يتوقع للنكس، هذا ما جاء في دراسة جديدة أعادت الاهتمام بهذه الطريقة المتبعة منذ 25 عاما. ويقول الباحثون إن من ينظر إليها الآن سيدرك بأنها ضرب من ضروب التعذيب.
لقد تراجع الاهتمام بهذه المعالجة بعد أن قدم أحد الأفلام الحائزة جائزة الأوسكار، نظرة ناقدة للحياة في إحدى المصحات العقلية، لكنها عادت للظهور بعد ذلك، إذ ان حوالي مائة ألف أميركي يتعرضون للمعالجة بالصدمة الكهربائية سنوياً، طبقاً لإحصاءات الجمعية القومية للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية.
ان أكثر استخدام للمعالجة بالصدمة الكهربائية، هو في الحالات الشديدة من الاكتئاب التي لا تستجيب للمعالجة الدوائية أو النفسية. وتبين من الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، التي جرت على 48 مريضا، أنه من دون متابعة المعالجة الدوائية بعد إجراء الصدمة الكهربائية سيعاود الاكتئاب في %84 من المرضى خلال ستة أشهر، بينما يحدث النكس بين المرضى الذين تلقوا معالجة دوائية مضادة للاكتئاب بعد الصدمة الكهربائية عند حوالي %39. وكانت دراسات سابقة قد ذكرت حدوث النكس في %20 مع استخدام المعالجة الدوائية، وفي %50 من دون استخدام المعالجة الدوائية. وتثير النسبة العالية غير المتوقعة للنكس في هذه الدراسة الأخيرة، الشك حول منافع ومخاطر المعالجة بالصدمة الكهربائية.
ويقول الدكتور هارولد ساكيم، استاذ الطب النفسي في جامعة كولومبيا وأحد أكثر المؤيدين للمعالجة بالصدمة الكهربائية، الذي قاد هذا البحث: «إن هذه الطريقة تبقى المعالجة الأكثر فعالية للاكتئاب، لكننا وجدنا بأنه يجب أن يرافقها معالجة دوائية». ويقول أحد خبراء الطب النفسي أن هذه الدراسة هي اعتراف صريح بأن الصدمة الكهربائية عديمة الفائدة، واضاف أن نسبة النكس العالية تدعم النظرية القائلة بأن الصدمة الكهربائية تسبب أذية دماغية تمنع المريض من الشعور بالحزن والاكتئاب لبضعة أسابيع، بينما يمكن أن تؤدي على المدى البعيد لفقدان الذاكرة. يصيب الاكتئاب عشرة في المائة من الأميركيين فوق سن الثامنة عشرة سنويا، أو حوالي 17 مليون بالغ طبقاً لتقديرات حكومية. وتبلغ نسبة الوفيات حوالي %15 تعود في معظمها للانتحار. ويقول بعض الخبراء إن المعالجة بالصدمة الكهربائية في حالات الاكتئاب هي من بين أكثر التأثيرات الإيجابية للمعالجة الطبية، فهي تزيل الأعراض عند 50 إلى %90 من الحالات، لكن في أحد أوجهها تبدو طريقة غريبة للمعالجة، وبعد أكثر من 50 عاما على البدء باستخدامها، ما زال الأطباء يجهلون طريقة عملها.
يتلقى المرضى عادة حوالي ثلاث صدمات كهربائية في الأسبوع تحت التخدير العام، لمدة شهر تقريباً، تتلوها معالجة دوائية. وتحدث معظم حالات النكس بعد فترة قصيرة من الصدمة، مما يؤكد على ضرورة البدء بالمعالجة الدوائية أثناء المعالجة بالصدمة الكهربائية وليس بعدها. وقد يكون من الضروري إيقاف المعالجة بالصدمة بشكل تدريجي، بدلاً من سحبها بشكل مفاجئ.
ويقول أحد المرضى المعالجين بالصدمة الكهربائية بأنه يتلقى المعالجة ثلاث مرات أسبوعيا منذ عام 1995، للسيطرة على حالة الاكتئاب الهوسي التي يعاني منها، وقد ادعى بأنها سبّبت له فقدا للذاكرة البعيدة وصعوبة في التعلم، وقال «لكنها مفيدة، فقبل حوالي ست سنوات لم أكن قادراً على العمل أو الاستمرار في أي وظيفة».

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل