أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فوزي صبّار طلاّب - اليسـار والقوى العلمانية والديمقراطية في العالم العربي اســباب الضعف والتشتت














المزيد.....

اليسـار والقوى العلمانية والديمقراطية في العالم العربي اســباب الضعف والتشتت


فوزي صبّار طلاّب

الحوار المتمدن-العدد: 957 - 2004 / 9 / 15 - 09:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مما لا شك فيه ان نسيج عقلية الانسان العربي تختلف الى حد كبير عن نسيج كثير من الاجناس في المجتمعات الاخرى، استنادا الى اسباب متعددة : منها مرور المجتمع العربي بحالة البداوة ، القحط والفقر المتقع ،حالة الاذلال التي مارسها الاقطاعيون ، الظروف الجوية الصعبة ، تغلغل القيم الدينية الى حد فقدان الذاتية ، هذه واسباب اخرى جعلت من الانسان العربي ذات كيان خاص ومزاجية معينة وتربية تعتمد على شموخ الفردية بجهل كبير .
وحينما شاعت افكار الاشتراكية واليسارية خصوصا بعد ثورة اكتوبر العظمى في الثلث الاول من القرن الماضي والتي نتج عنها تأسيس الاحزاب السياسية اليسارية وشيوع الديمقراطية في بناء الحياة السياسية والاقتصادية اخذت هذه الاحزاب الموجودة في دولنا العربية تتبنى هذه الافكار محاولة في نضالها العنيد ايصال مبادئها وبرامجها الى السلطة لقيادة تلك الحكومات .
لقد افلحت بعض هذه الاحزاب السياسية السير ببلدانها بهذا الاتجاه فانتصر العراق في بداية السبعينيات وانتصرت اليمن الديمقراطية في حدود تلك الفترة ونضجت الاحزاب الاخرى واصبحت ذات ثقل ملموس في الشارع : لبنان وسوريا والجزائر والسودان .
في العراق استلم الفكر اليساري الشارع بكامله اضافة الى بعض القيادات المدنية والعسكرية اما في اليمن الديمقراطية فقد تم استلام السلطة والمهم في كل هذا استطاع الانسان العربي ان يرقى بفكره اليساري والديمقراطي في اغلب البلدان العربية وكان المتوقع ان يستمر هذا النضج والاندفاع والتطبيق الفعلي لهذه الافكار العظيمة لانتشال مجتمعنا العربي من ازمته الخانقة التي لازمته طيلة الفترات الماضية اي منذ فترة السبعينيات فما دون .
ولكن ما الذي حصل بعد ذلك ؟؟؟؟
ان الربع الاخير من القرن العشرين شهد احداثا كبيرة لانكسار هذه الافكار وتردي الديمقراطية في بلداننا ، سقوط اليمن الديمقراطية الهجوم من قبل سلطة الطاغية صدام والقضاء على الجبهة في العراق ، انحسار تلك الاحزاب في الدول الاخرى .
اذا ما هي الاسباب الحقيقية لهذا الانكسار والتردي بالديمقراطية ؟؟؟؟
ان حالة البداوة التي مر بها مجتمعنا العربي جعل من الصعب على الفرد ان يمتثل بيسر ويقتنع قناعة تامة فالمعروف ان البداوة تتاصل بالنفس وتخلق من نفس الانسان رجلا مزاجيا متطبعا على ظروف جديدة منقولة متغيرة من بيئة الى اخرى فزرعت هذه الخاصية وسرت بدماء هذا الانسان فاصبحت من الصعب ازالتها واجتثاثها تحديدا عند ذوي الثقافات الوسطية غير المحصنة تحصينا كاملا .
ان ضعف وقصور النظرة القيادية لدى القياديين انفسهم وعدم تحصنهم ثقافيا جعلهم نهشة الى احداث بسيطة كان من الممكن تلافيها والسيطرة عليها واستدراكها ، فالافراط بالتساهل وعدم المقدرة على استلام زمام الامور والتفرج على الاحداث وعدم دراستها قبل وقوعها كلها ساهمت مجتمعة بالوصول الى هذا التشتت والانكسار .
ان للافكار الدينية التي روجهاالكثيرون رغم يساريتهم وانتمائم الى هذه الافكار ومناشدتهم للاخرين بان الفكر الديي لا يتعارض مع الفكر السياسي هؤلاء ساهموا في مسخ فكر الانسان العربي وجعله يؤمن بالغيبيات والخوف من المستقبل المجهول ولهذا جعلته انسانا غير متوازن لم يستطع ان يجابه او يتحدى.
لقد وجدت الامبريالية العالمية متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية ان الموارد الطبيعية الضخمة التي يمتلكها المجتمع العربي كبيرة جدا فكان من الصعب عليها ترك هذه الموارد بايدي اصحابها وتسخيرها لبناء مجتمعاتها ، حتى انني ضحكت طويلا تمشيا مع القول المأثور (شر البلية ما يضحك) عندما قرأت ان هذه الثروات الموجودة عند العرب (أن الله قد أخطأ بوضعها في تلك الاماكن الجغرافية من العالم فاماكنها يجب ان تتغير ) .
الامبريالية الامريكية كانت ولا تزال تستسهل خرق ارادة الانسان العربي بشتى الوسائل لهذا اخضعت هذه الموارد لعملائها وشجعت على عدم تبني الفكر السياسي والديمقراطي خصوصا في عدم تبني قرارات ديمقراطية تبيح لطاقات الشغيلة العمل واستلام المبادرة .
فالخوف المزروع في نفسية الانسان العربي استغل من تلك الاوساط احسن استغلال وجعلت من التعاليم الدينية خير تخدير ولا مبالاة بالمستتقبل وكما قلت عند ذوي الثقافات المحدودة .
ولا ننسى ما لدور وجود الاتحاد السوفيتي سابقا ومن ثم سقوط هذا المعسكر قد اثر الى حد ما على تردي حالة اليسار في البلدان العربية واقول الى حد ما بسبب ان الاحزاب اليسارية في بلدان اخرى لا تزال تسير بدولها بشكلها الطبيعي : كوبا،فنزويلا،الصين،ودول افريقية متعددة .
اننا بحاجة الى ثقافة حقيقية تطبيقية وايمان بالديمقراطية دون ان نفسر تطبيقها حسب مزاجنا وان نوفر البناء التحتي بما يخدم عيش واطمئنان الانسان العربي على مستقبله عند ذاك يمكن ان ننهض من جديد وان تعود ارادتنا في الكفاح والتحدي .

فـــــــــــوزي صبّار طلاّب
الســــــويد ـ ستوكهولم 15/ 08/004



#فوزي_صبّار_طلاّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فوزي صبّار طلاّب - اليسـار والقوى العلمانية والديمقراطية في العالم العربي اســباب الضعف والتشتت