|
اثر الدين في الاصلاح
فادي فائز
الحوار المتمدن-العدد: 957 - 2004 / 9 / 15 - 09:44
المحور:
اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت
عن ماذا يبحث الانسان العربي؟ ما هي اهدافه و طموحاته؟ لاي الاشياء يعطي ولائه؟ كل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابة واذا توصلنا اليها فانا على يقين اننا سنخوض في صلب الموضوع بل سنصل الى الاسباب الحقيقية. لقد اتهمت اليسارية و العلمانية و الديمقراطية بالكفر و الالحاد على مدى التاريخ العربي الحديث بل وقد حاول المتهمون الاستناد الى احاديث شرعية لعمل هذا بل حتى الى تكفير من يؤمنون بها . و للاسف فقد جاء هذا الاتهام على يد شريحة كبيرة من الناس و المشتغلين بالدين وهو الى حد الان يجد له قاعدة شعبية واسعة من المتخلفين و الجهلة العاجزين عن التفكير. لقد اصيبت الحركات المذكورة كاليسار و العلمانية بالكساد و ضعف الاسناد و ذلك نتيجة لتامر الدولة و الدين و في حقيقة الامر انا اعتقد ان هذا المعسكر هو المعسكر الوحيد الذي وقفت فيه الدولة و الدين سوية (الكلام هنا ينطبق على الدول العربية و بعض الدول الاسلامية و لكن لا يشمل ايران ). لقد جبل الانسان العربي و تقولب في قالب المتلقي غير المساهم في سياسات الدولة و حينما كانت تظهر بعض الحركات المطالبة بالاصلاح و التغيير ,كانت هذه الحركات تتهم بالعمالة لصالح الدول الاجنبية و لصالح المصالح الاستعمارية لتلك الدول الكبرى و قد كان لوجود الانسان العربي في قالب المتلقي سبب رئيسي وهو تأليه الحكام العرب و تنزيههم عن الخطىء. قد اقول بعض الاقوال و قد اتهم بالكفر و الالحاد و لكن لابد من قول الحقيقة وهي ان الدين سبب مشكلة الدول العربية ان العرب حينما يتهمون اوربا بالرجعية في القرون الوسطى و بسيطرة الكنيسة على سياسة القارة في تلك الفترة كان من الاجدر بهم ان يصلحوا من سياساتهم الداخلية . فاذا كانت الكنيسة قد ارتكبت خطأ معينا في تلك الفترة فان العرب الان و كل حاكم عربي هو كنيسة قائمة بذاتها لا يقبل النقاش فهو الاسلام الصحيح و هو الخليفة القائم بأمر الله المسؤول عن راحة هذا الشعب و باقي الحركات الاسلامية تتهم بالزندقة . و في المقابل فان اقوى الحركات الاصلاحية القائمة في العالم العربي هي حركات اصلاحية اسلامية في جوهرها و هي تقوم بنفس دور الحاكم فهي المنزهة عن الخطأ و بين هذا و ذاك يقف الانسان العربي بين المطرقتين فهو بأنظمامه الى اي من المعسكرين يقف موقف الالحاد بالدين لان الطرف الاخر هو الطرف المنزه. اذا ما الحل ؟ الحل فعلا هو فصل الدين عن الدولة وزرع البذرة الاساسية في عقل المواطن العربي وهي ان الدين ليس السبيل الوحيد لاصلاح الوضع الفاسد و بهذا نكون قد فتحنا سبلا عديدة امام المواطن العربي لابتكار طرق اخرى عوضا عن التكفير بل تقبل الطرف الاخر و محالة الوصول الى حل وسط يصب في المصلحة العامة للوطن و المواطنين.
#فادي_فائز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق
...
-
السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
-
كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد -
...
-
كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا
...
-
خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري
...
-
شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
-
أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
-
أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
-
الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود
...
-
الى الأمام العدد 206
المزيد.....
-
القصور والعجز الذاتي في أحزاب وفصائل اليسار العربي ... دعوة
...
/ غازي الصوراني
-
اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|