أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الغفار شكر - عروبة مصر والصراع العربى الصهيونى















المزيد.....



عروبة مصر والصراع العربى الصهيونى


عبد الغفار شكر

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 11:18
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


رغم رحيل جمال عبد الناصر منذ أكثر من ثلاثين سنة، ورغم ما حدث من تحولات جوهرية فى سياسات مصر وسائر الاقطار العربية بعيدا عن توجهات جمال عبد الناصر والناصرية، فإنهما ما يزالان موضع بحث ونقد وجدال، وما يزال السؤال مطروحا بإلحاح: هل طويت صفحة عبد الناصر والناصرية وأصبحا من آثار الماضى؟ أم أنه ما يزال لهما دور فى المستقبل العربى؟ هل كانت الناصرية مجرد مرحلة فى تاريخ العرب انتهت مع تغير الظروف والأوضاع التى كانت قائمة فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين؟ أم أنها ما تزال صالحة لتوجيه النضال العربى فى بداية القرن الواحد والعشرين؟ أو بمعنى آخر ماذا يبقى من الناصرية بعد رحيل جمال عبد الناصر؟
كانت ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر علامة فارقة فى تاريخ مصر والعرب، وكان لها دورها القيادى المؤثر فى حركة التحرر الوطنى العالمية. خاضت هذه الثورة معارك عديدة فى إطار حرب ممتدة على كثير من الجبهات طوال ثمانية عشر عاما ضد الاستعمار والتخلف والتجزئة حققت العديد من الانتصارات المدوية مصريا وعربيا وعالميا، وعرفت مرارة الهزيمة والانكسار. ومن خلال دروس النجاح والفشل وخبرة النضال الطويل شهد الوطن العربى ظاهرة سياسية جديدة هى الناصرية التى هى فى جوهرها رؤية فكرية وحركة سياسية تبلورت من خلال قيادة جمال عبد الناصر للثورة الوطنية المصرية فى مرحلة اكتسابها مضمونا اجتماعيا تقدميا وبعدا عربيا وحدويا.
كان لعروبة مصر موقع أساسى فى رؤية جمال عبد الناصر الفكرية. وقد اقتنع جمال عبد الناصر أن العرب عندما كانوا وحدة متماسكة استطاعوا رد المعتدين على أعقابهم، كما حدث فى مواجهة التتار وأيام الحروب الصليبية، ولكن بعد أن فرق المستعمرون بينهم أصبحوا عرضة للهزيمة وفريسة للسيطرة الأجنبية. يقول جمال عبد الناصر "كانت هذه الحقيقة ماثلة أمام عينى طوال فترة المناقشة التى كانت تدور حول وسائل الدفاع عن مصر، ولأول وهلة اتضح لنا أن مصر مثلها فى ذلك مثل كل أجزاء الوطن العربى لا يمكن أن تضمن سلامتها إلا مجتمعة مع كل شقيقاتها فى العروبة فى وحدة متماسكة قوية، وهكذا اتخذت العروبة طابعها كضرورة استراتيجية، وذلك لضمان سلامة الوطن العربى، وكمذهب سياسى. فى هذا السياق نظر جمال عبد الناصر الى الوحدة العربية باعتبارها الإطار السليم لتطور الأمة العربية ونموها المتكامل وفرضتها الحقيقية لبلوغه مستوى التقدم المنشود فى عصر تتسابق فيه الأمم الى التقدم بسرعة مدهشة بعد أن استطاعت ثورة العلوم أن تطوع لخدمة التقدم الإنسانى أدوات ووسائل لم تكن تخطر من قبل على البال. كما أكد منذ البداية أن الوحدة العربية ليست حركة عنصرية وإنما هى حركة أمة واحدة عاشت نفس التاريخ، وتعيش نفس النضال، وتتجه لنفس المصير.

الأسس العامة التى تحكم رؤية عبد الناصر للصراع:
وقد تعامل جمال عبد الناصر مع الصراع العربى الصهيونى من هذا المنظور، منظور عروبة مصر حيث تحددت رؤيته للصراع العربى الصهيونى وفق الاسس العامة التالية:
- قضية فلسطين هى فى جوهرها قضية تحرير وطنى باعتبارها قضية اغتصاب وطن ساعد عليه الاستعمار، وليست قضية دينية.
- قضية فلسطين هى قضية مصرية بمعنى أن الدفاع عن مصر يقتضى تحرير فلسطين، وأن الدفاع عن مصر يتجاوز حدودها فى رفح.
- وقضية فلسطين هى أيضا قضية عربية لأن اغتصاب فلسطين لا يشكل اضرارا بالشعب الفلسطينى فقط، ولكنه يمثل خطراً على الدول العربية كلها، فإسرائيل دولة توسعية تمتد أطماعها الى هذه الدول جميعا.
- ان مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين يتطلب أولا تحرير مصر وكل البلاد العربية من السيطرة الاستعمارية ومن سلطة القوى العميلة للاستعمار.
-للاستعمار أهداف واضحة ومحددة من تمكين الصهيونية من اغتصاب فلسطين لضمان استمرار سيطرته على المنطقة، ومواصلة استغلاله لثرواتها. وفى مقدمة هذه الاهداف، تكريس تجزئة الوطن العربى، واستنزاف طاقاته فى الحروب بما يحول دون تحقيق التنمية ومواجهة التخلف، وايجاد قاعدة للاستعمار فى المنطقة تضمن ابقاء سيطرته عليها وتمنع خروجها من دائرة مخططاته.

يؤكد جمال عبد الناصر هذه النظرة بقوله:
"إن هناك معركة واحدة على الارض العربية، معركة يقف فيها الاستعمار وأعوانه الى جانب، ويقف الشعب العربى كله فى الجانب الأخر، وأرض فلسطين الطاهرة هى واحدة من البقاع التى تدور عليها هذه المعركة، ولن نتمكن من الانتصار فى الجبهة الفلسطينية ما لم تنتصر قواتنا على كافة الجبهات لنواجه الاستعمار وأعوانه وألاعيبه مواجهة واحدة لا نخدع أنفسنا بالظواهر، ولا نقبل بتجزئة المعارك، لنعد أنفسنا من الآن للمعركة الواحدة للمعركة الفاصلة".
"إن سقوط أى بلد عربى إنما يكون دائما هو البداية لسقوط باقى البلاد العربية وفى أعقاب الحرب العالمية الاولى.. حينما تعرضت البلاد العربية للمحاولات الأجنبية للسيطرة والاحتلال، وبدأ هذا الاحتلال ببلد عربى.. سرى هذا الاحتلال وهذه السيطرة سريان السرطان.. بين ارجاء الامة العربية".
"إن مصيرنا واحد وإن كفاحنا من أجل الحرية والاستقلال فى أى بلد عربى إنما يؤثر علينا فى جميع أنحاء العالم العربى".
"إن الأمة العربية كلها يجب أن تعلم، وتلك عبرة إيجابية من دروس معركة 5 يونيو 1967. أن القضية ليست قضية شعب فلسطين وحده. وإنما القضية تمتد بعد ذلك أوسع وأبعد. ذلك ان العدو الصهيونى يسعى فعلا الى تحقيق هدفه التوسعى بين النيل والفرات وبالتالى فإن مشاركة بقية شعوب الأمة العربية فى هذا الصدام بين القومية العربية والعنصرية الصهيونية ليس مجرد عاطفة جيال الشعب الفلسطينى وإنما هو دفاع عن النفس فى أى وطن عربى.
أن المخطط الصهيونى اتخذ من أرض فلسطين نقطة بداية ولن يتورع عن دفع هدفه حتى النهاية طالما أتيحت له الفرصة وهو يتصورها اليوم متاحة له بعد نكسة 5 يونيو 1967، ويترتب على هذا أن يكون واضحا بالنسبة لكل بلد عربى أنه لا يعطى للنضال الفلسطينى، ما يعطيه منة أو تكرما أو لمجرد التضامن العاطفى، وإنما هو يعطى ما يعطيه دفاعاً عن النفس ودفاعاً عن الحياة فى إطارها الوطنى وفى بعدها القومى"
انطلاقا من هذه النظرة تحددت رؤية جمال عبد الناصر من طبيعة الصراع العربى الفلسطينى، وجبهة العدو، وأساليب إدارة الصراع ضد هذا العدو، ودور الشعب الفلسطينى فى الصراع وهو ما نجمله فيما يلى:

أولا: طبيعة الصراع العربى الصهيونى:
-الصراع العربى الصهيونى هو جزء من صراع أشمل بين قوى التحرر والتقدم العربية وبين الاستعمار العالمى الراغب فى السيطرة والاستغلال.
-ازدادت حدة التناقض بين الأمة العربية والاستعمار نتيجة لظهور الحركة التقدمية العربية التى تتناقض جذرياً مع الاستعمار وتتبنى توجها اقتصادياً واجتماعياً بعيداً عن التوجه الرأسمالى.
-انشاء إسرائيل فى هذه المنطقة من قلب الوطن العربى لا يستهدف فلسطين فقط، بل هو انطلاق لمخطط توسعى يشمل معظم أقطار الشرق العربى. من هنا فإن وحدة النضال العربى ضد الصهيونية وإسرائيل هى فى جوهرها دفاع عن النفس وليست تفضلا من أى قطر عربى على شعب فلسطين، كذلك فإنه لا يمكن للعرب أن ينتصروا دون عمل مشترك لأنهم يواجهون عدواً تدعمه قوى الاستعمار العالمى.
-إن هذا الصراع لن ينتهى إلا بتصفية أحد قطبيه، إما أن تنجح إسرائيل فتصفى الحركة القومية العربية أو ينجح العرب فى تصفية العدوان الصهيونى الاستعمارى على فلسطين، وتصفية السيطرة الاستعمارية على الوطن العربى.

ثانيا: جبهة العدو:
-إسرائيل ليست فقط مجرد دولة تقع فى منطقة الشرق الأوسط على جزء من أرض فلسطين، ولكنها بالأساس قاعدة لخدمة الامبريالية والاستعمار،، تقوم بدور المخفر الأمامى له، وهناك وحدة مصالح بين الاستعمار والصهيونية وإسرائيل.
-لإسرائيل وجه آخر يتمثل فى كونها رأس جسر للاستعمار فى أفريقيا والوطن العربى، تسعى إلى السيطرة على اقتصاديات دولها لربطها بالاحتكارات العالمية. إن إسرائيل مشروع اقتصادى استعمارى يقوم على إقامة كيان اقتصادى متقدم وسط بحر من التخلف، ويرتبط بهذا المحيط المتخلف بعلاقات مماثلة لعلاقات البلدان الرأسمالية المتقدمة بالبلدان النامية.
-لإسرائيل وجه ثالث يتمثل فى أطماعها التوسعية التى تهدف إلى إقامة دولة إقليمية كبرى من النيل إلى الفرات تشمل مساحة من الأرض تحتوى على ثروات طبيعية وأراضى زراعية ومياه رى تمكنها من استيعاب ملايين اليهود، وهى بهذا تهدد الاستقلال الوطنى ووحدة أراضى كثير من الدول العربية.
-نشأت مشكلة فلسطين اساساً نتيجة مخطط استعمارى، وتتحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية خاصة فى تنفيذ هذا المخطط، فقد أنشأت أمريكا إسرائيل وحمت إسرائيل. وأمريكا هى العدو الأساسى للأمة العربية، ولولا المساعدات الأمريكية لما استطاعت إسرائيل أن تواصل عدوانها واحتلالها للأراضى العربية. فهى تمدها بمساعدات اقتصادية ومعونات وتقدم لها كميات وأنواعا من الأسلحة تضمن لها التفوق العسكرى على جميع الدول العربية، وتساندها سياسياً فى الأمم المتحدة وخارج الأمم المتحدة. وهى تتخذ منذ بداية أزمة الشرق الأوسط نفس موقف إسرائيل على طول الخط وبدون تحفظات.
-تلتقى الرجعية العربية مع إسرائيل فى إطار مخطط واحد وتتعاون معها بطريقة غير مباشرة، طالما أن كليهما ينشط فى إطار استراتيجية واحدة يرسمها الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.


ثالثا: حول إدارة الصراع العربى الصهيونى:
تحمل جمال عبد الناصر عبء إدارة الصراع ضد إسرائيل والاستعمار العالمى خلال فترة رئاسته لمصر، واكتسب خبرة كبيرة من ممارسته للصراع ومن النجاح والفشل. وكان مرنا فيما يتعلق بأشكال الصراع وأدواته وأهدافه المرحلية. وكان ثابتاً مبدئياً فيما يتعلق بالأهداف النهائية، ترك وراءه وجهة نظر متكاملة حول كيفية إدارة الصراع ضد إسرائيل:
-ينطلق جمال عبد الناصر من أن استراتيجية إسرائيل تقوم على فرص الصلح على العرب بالقوة، ومن ثم فإنه يتعين على العرب أن يحوزوا هذا القدر من القوة الذى يكفى لإجبار إسرائيل على التسليم بحقوقهم المشروعة.
-وللقوة مفهوم شامل عند جمال عبد الناصر فهى تبدأ من قوة العمل السياسى وتتصاعد حتى تصل إلى قوة العمل العسكرى. وتتعدد مجالات المعركة اقتصادياً وسياسياً واعلامياً وعسكرياً. ويتجاوز ميدان المعركة حدود المنطقة إلى أفريقيا وسائر انحاء العالم.
-يتطلب حيازة القوة بهذا المفهوم مواجهة التخلف ووضع برامج للتنمية الشاملة للمجتمعات العربية تشمل التصنيع والزراعة والتعليم. كما تتطلب تحقيق قدر مناسب من وحدة العمل العربى.
-وتأسيساً على هذه النظرة، فإن جمال عبد الناصر يرى أن مستقبل المنقطة سوف يتحدد على أرض المنطقة، ونتيجة للصراع الذى ستحسمه القوى الإقليمية أطراف الصراع، وأن القوى الخارجية تستطيع أن تساعد أو تعرقل ولكنها لن تكون بديلا للأطراف الإقليمية المباشرة. ويخلص من هذا إلى أن القوة الذاتية للعرب هى التى ستحسم هذا الصراع وتحدد نتيجته على قدر ما ينجح العرب فى بناء هذه القوة الذاتية.
-ومع هذا فإن جمال عبد الناصر لا يقلل من شأن المساعدات الخارجية التى تحصل عليها إسرائيل من الصهيونية وأمريكا التى يحملها مسئولية تردى أوضاع المنطقة واستمرار العدوان الإسرائيلى الذى يضمن مصالحها وخضوع الشعوب العربية لإرادتها، ومن هنا فإن جمال عبد الناصر، كان يخطط دائماً على اساس أنه يواجه إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل.
-وبالرغم من كل المصاعب وبالرغم من اختلال توازن القوى لصالح إسرائيل فى هذه المرحلة، فإن جمال عبد الناصر لم يفقد تفاؤله الموضوعى بحتمية انتصار الأمة العربية لأنه يرى أن القوى المعادية لحرية الشعوب لا تستطيع إيقاف حركة التاريخ، وأن إسرائيل وأمريكا لا يمكن أن تنجح فى إخضاع الأمة العربية وإجبارها على الاستسلام،، لأن هذا فوق طاقة إسرائيل والولايات المتحدة.
-وأما بالنسبة لأشكال الصراع فقد تعامل معها جمال عبد الناصر طبقاً لقاعدة محددة تتمثل فى أن الظروف والأوضاع الملموسة هى التى تحدد الشكل المناسب لتعبئة الشعوب العربية. وكان يرى ضرورة الاستفادة من كل الإمكانيات العربية الحكومية والجماهيرية بصرف النظر عن المواقع السياسية والاجتماعية، وكان ينطلق أيضاً من أن مواجهة إسرائيل مسئولية عربية وليست فلسطينية فقط.
-كان الهدف النهائى للصراع واضحاً عند جمال عبد الناصر. فهو يرى أن السلام القائم على العدل هو أساس التسوية الشاملة التى تحل أزمة الشرق الأوسط، وأن ذلك يتطلب انهاء الاحتلال الإسرائيلى للاراضى العربية المحتلة، وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة أو أن تكون فلسطين بحدودها التاريخية بلداً ديموقراطياً يجمع سكانها من الديانات الثلاث اليهودية والاسلامية والمسيحية. وكان عبد الناصر واضحاً فى أن المشكلة سوف تستمر حتى لو انسحبت إسرائيل من الأراضى العربة المحتلة طالما بقيت المشكلة الفلسطينية دون حل وطالما لم يستعد الشعب الفلسطينى حقوقه الوطنية المشروعة.
-كانت للشعب الفلسطينى مسئولية خاصة فى نظرية جمال عبد الناصر عن الصراع ضد إسرائيل، فالشعب الفلسطينى هو صاحب القضية، وتعبئته أولاً هى الشرط الأساسى لخوض صراع ناجح، واستقلال العمل الفلسطينى ضرورى لتمكينه من تحقيق أهدافه. ويتحقق هذا الدور على النحو الموضح فيما يلى.

رابعا: دور الشعب الفلسطينى فى الصراع:
تطور موقف جمال عبد الناصر من قضية فلسطين الى الحد الذى لم يكن يرى فيه أى تناقض بين البعد القومى للقضية والإطار الوطنى لها. لم يكن هناك أى تناقض فى رؤية جمال عبد الناصر لقضية فلسطين بين أهمية الكيان الفلسطينى المستقل والعمل العربى المساند للثورة الفلسطينية المدافع فى نفس الوقت ضد الأطماع التوسعية الإسرائيلية فى الوطن العربى، من هنا فإننا نؤكد على حقيقة تاريخية تتمثل فى أن امتلاك جمال عبد الناصر لرؤية استراتيجية تساعده على أن يجمع فى إطار واحد بين قومية القضية الفلسطينية واستقلال الكيان الفلسطينى، وليس هناك من طريق آخر يستفيد من العلاقة الجدلية الصحية بين الإطار الوطنى والبعد القومى للقضية. ولجمال عبد الناصر مواقف عملية تؤكد مدى التزامه بهذا الموقف الفكرى والسياسى فقد نأتى بنفسه وبمصر عن أى شبهة للتدخل فى شئون الثورة الفلسطينية، أو الزامها بمواقف مصر الرسمية، لقد اعترف بحق الشعب الفلسطينى المشروع فى رفض قرار 242 الصادر عن مجلس الأمن الذى قبلته الحكومة المصرية لأنه لا يتعامل مع قضية فلسطين ولا يوفر حلا لها. ولم يكن لمصر أى تدخل فى نشاط فصائل الثورة الفلسطينية، أو بمعنى آخر لم يكن لها تنظيم فلسطينى كما كان لغيرها من النظم العربية. ويقوم موقف جمال عبد الناصر من دور الشعب الفلسطينى فى الصراع على الأسس التالية:
- قضية فلسطين هى قضية تحرير وطنى ومن حق شعبها أن يقاوم الاحتلال بكل أساليب المقاومة: عسكرية وسياسية وإعلامية، ويربط جمال عبد الناصر بين المقاومة الفلسطينية وحركات المقاومة الأوربية ضد النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، ويؤكد مشروعية الكفاح الفلسطينى المسلح استنادا التى مشروعية الحقوق الوطنية لشعب فلسطين.
- يرى جمال عبد الناصر أن بروز الكيان الفلسطينى هو انتصار لشعب فلسطين ضد أهداف الاستعمار والصهيونية وإسرائيل فى تصفية الشعب الفلسطينى لتصفية قضية فلسطين نهائيا.
- إن وحدة واستقلال الكيان الفلسطينى شرط ضرورى لتطور الثورة الفلسطينية وحق أصيل لشعبها.
- من الضرورى أن تستكمل المقاومة الفلسطينية تطورها إلى الثورة الشاملة التى تغطى مجالات النضال السياسى والإعلامى والعسكرى، وأن تعبئ فى صفوفها كل أبناء فلسطين فى المهجر وفى الأرض المحتلة بعد 1967، وفى الأرض المحتلة عام 1948.
- إن مساندة ومناصرة الثورة الفلسطينية واجب أساسى لكل النظم والقوى العربية، وهو المعيار الدقيق لوطنية وقومية هذه النظم وارتباطها بأهداف النضال العربى.
إن كلمات جمال عبد الناصر توضح بجلاء هذا الموقف وتؤكد مدى إدراكه الأهمية التاريخية للثورة الفلسطينية بالنسبة للصراع العربى الإسرائيلى واحتفاءه بظهور المقاومة الفلسطينية المسلحة ومساندتها ضد محاولات تصفيتها أو احتوائها.
لقد قامت منظمة التحرير الفلسطينية وبرز الكيان الفلسطينى وذلك يشكل فى رأيى نتيجة هامة من نتائج العمل العربى الموحد، فلقد كانت قوى الاستعمار والصهيونية تضع فى رأس مخططاتها تصفية شعب فلسطين.. وكانت تعتقد ان تصفية شعب فلسطين هى الطريق نحو تصفية شعب فلسطين، إلا أن قيام منظمة التحرير الفلسطينية أتى يثبت عجز تلك القوى عن تصفية الشعب الفلسطينى.. ومن خلال منظمة التحرير أصبح ممكنا إحياء وجود شعب فلسطين وفى ذلك إحياء للقضية كلها".
"إن الشعب الفلسطينى خرج ليأخذ قضيته بنفسه ويدافع عن حقوقه بنفسه".
"المقاومة الفلسطينية، ومنظمة فتح بالذات فى مقدمتها تعتبر من أهم الظواهر الصحية فى نضالنا العربى. وهى التجسيد العلمى للتحول الكبير الذى طرأ على الشعب الفلسطينى تحت ضغوط القهر، وحوله من شعب لاجئين الى شعب مقاتلين".
"ولا يوجد أحد يملك الحق- أو يقدر- على منع الفلسطينيين من الكفاح من أجل استعادة وطنهم وحقهم فيه، وهدف مؤتمرات القمة هو رفع مستوى الجيوش العربية وتحقيق قدراتها الدفاعية، ومن الناحية الاخرى خلق قيادة موحدة لتنسيق الجهود للقوات المسلحة للدول العربية ولتعبئة وتنظيم الفلسطينيين ثوريا فى تنظيم ثورى هو منظمة التحرير الفلسطينية".

مشروعية الكفاح الفلسطينى المسلح
"هناك عوامل إيجابية ظهرت منذ النكسة حتى الآن... أول هذه العوامل الإيجابية هى حركة المقاومة الفلسطينية من أجل الدفاع عن حقوق شعب فلسطين ومن أجل استرداد الأرض السليبة.. إنها حركة مشروعة لأنها قامت فى كل بلد تعرض للغزو، وقامت فى كل بلد تعرض للاستعمار، وقامت فى كل بلد تعرض للاحتلال، وقامت فى كل بلد تعرض للتمييز العنصرى ومجدها الرأى العام العالمى كله.. قامت فى أوربا فى وجه النازية.. قام رجال فرنسا ورجال بولونيا ورجال هولندا وفى كل بلد من بلدان أوربا.. لم يكونوا من العسكريين ولكن كانوا من المدنيين؟، وحينما انهزمت القوات العسكرية لم يتوقف الكفاح ولم يتوقف النضال فى أى بلد من هذه البلد فى وجه النازية بل قامت عناصر من المدنيين تقاوم من أجل الأرض ومن أجل الوطن ومن أجل الكرامة. لأن الأرض والوطن والكرامة ملك لأبناء الأمة كلها ولأبناء الوطن جميعا. وكانت هذه الحركات تمتد فى جميع أنحاء العالم.. قامت حركة المقاومة فى الاتحاد السوفيتى فى الحرب العالمية الثانية ومجدت فى جميع أنحاء العالم.. إذن حركة المقاومة الفلسطينية التى قامت بعد نكسة يونيو هى حركة إيجابية وهى حركة مشروعة كما كانت وكل هذه الحركات التى قامت فى أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت إيجابية وكانت شرعية وإننى اتفق معكم على تأييد حركة المقاومة الفلسطينية من أجل حقوق شعب فلسطين ومن أجل النصر وإننى أقول لكم أن الجمهورية العربية المتحدة على استعداد كامل لتأييد وتسليح حركة المقاومة الفلسطينية لأن هذه الحركة ليست إلا جزءا من المعركة المصيرية... معركة مصير الأمة العربية كلها".
وقد أجاب عمال عبد الناصر على سؤال حول موقفه من حركة فتح، فقال:
"أنا معجب بهم، لأنهم يحاربون من اجل حقوقهم.. لقد ظلوا عشرين سنة ينتظرون من العالم أن يعيد لهم حقوقهم التى انتزعت منهم، وهم يقاتلون الآن فى سبيل هذه الحقوق، أنهم يجب أن يحاربوا، أنا معجب بهم كما أعجبنا بحركات المقاومة التى ظهرت مثلا فى أوربا وفى الفليبين أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها حتى الآن".

استقلال ووحدة الثورة الفلسطينية
"وإذا كان من أمال الامة المصرية أن تلتقى منظمات المقاومة فى إطار واحد.. فإنه من المحتم أن يكون واضحا أن أى تحرك نحو هذا الهدف يجب أن يتم من خلال العمل السياسى الفلسطينى وبتوجيه الشعب الفلسطينى نفسه... إن الإرادة الفلسطينية يجب أن تترك بغير اعتراض.. ويجب أن تكون لها الفرصة كاملة لتحقيق أمالها... ولا ينبغى أن يكون هناك وصاية على تصرفاتها.. ولقد اتخذت الجمهورية العربية المتحدة خطا ثابتا فى هذه المسألة منذ بدأ الدور البطولى لمنظمات المقاومة الفلسطينية.. ومن هذا الخط فإن الجمهورية العربية المتحدة نضع تحت تصرف هذه المنظمات كل إمكانياتها بغير قيد أو شرط.
ومن هذا الخط الثابت فإن الجمهورية العربية المتحدة قدرت موقف منظمات المقاومة الفلسطينية فى رفضها لقرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22 نوفمبر 1967 الذى قبلت به الجمهورية العربية المتحدة نفسها.
ولقد كان من حق منظمات المقاومة الفلسطينية أن ترفض هذا القرار... إن هذا القرار قد يكون كافيا لإزالة أثار العدوان الذى تم فى يونيو 1967 لكن هذا القرار ليس كافيا بالنسبة للمصير الفلسطينى، ونحن نرفض كل تفسير لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يحصرها فى إطار الإحسان والشعور الإنسانى.
إن قضية اللاجئين... ليست على هذا المستوى وحده، ولن تكون كذلك فهى قضية شعب وقضية وطن".
"ثم ظهرت المقاومة الفلسطينية واستطاعت المقاومة أن تحول الشعب الفلسطينى من شعب من اللاجئين الى شعب من المقاتلين واستطاع العمل الفلسطينى أن يفرض نفسه على كل العالم، واستطاعت منظمة فتح التى بدأت هذا العمل والتى بدأت الفداء من أجل تحرير الشعب الفلسطينى وقيادة فتح أن يجدوا تأييدا كبيرا فى العالم العربى، ثم استطاعت منظمات المقاومة كلها أن تجتمع فى لجنة مركزية من أجل توحيد أعمالها ومن أجل توحيد أهدافها، وأنا أقول ان العدو سيحاول دائما أن يفرق بين أبناء المقاومة الفلسطينية وبين أبناء الشعب الفلسطينى ولكننا نرى الآن أن الشعب الفلسطينى والمقاومة الفلسطينية بالوعى الكبير استطاعوا أن يحبطوا مؤامرات الاستعمار وأعوان الاستعمار".
حول مناصرة الثورة الفلسطينية
"نحن ملتزمون التزاما كاملا بتقديم كل مساعدة للعمل الفدائى الفلسطينى، ونعتبر أن النضال الفلسطينى فى السنة الماضية علامة تحول كبيرة فى الموقف العربى كله، وهذه العلاقة لا نشعر بها نحن فقط ولكن يشعر بها العالم أجمع.. إن الشعب الفلسطينى خرج ليأخذ قضيته بنفسه ويدافع عن حقوقه بنفسه".
"ليس هناك معيار أوفى ولا أدق من الموقف الذى يتخذه أى فرد أو أى جماعة أو أى حكومة من قضية المقاومة ومساعدتها والتمكين لها وتدعيم جهودها.
... نحن نعطى كل مالدينا للمقاومة عسكريا وسياسيا وفنيا. ونحن على استعداد لهذا بغير حساب، بغير تحفظات، وبغير مطلب إلا مطلب الأمة العربية كلها وهو شن القتال ضد العدو".
وتأتى أخر كلماته فى رسالة الى ياسر عرفات رئيس اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم 20 سبتمبر 1970 ضمن محاولات المستميتة لانقاذ المقاتلين الفلسطينيين:
"إن الجمهورية العربية المتحدة تعتقد أن الشعب الفلسطينى هو العصب الحساس فى النضال العربى المعاصر كله، وإن المقاومة الفلسطينية هى تجسيد حى لوجود هذا الشعب ولدوره ولأماله...".
هذا موقف جمال عبد الناصر من قضية فلسطين... طبيعة المشكلة وجذورها، حقيقة العدو وكيفية إدارة الصراع ضده، قومية القضية واستقلالية الكيان الفلسطينى، وهو موقف تطور كما أوضحنا من خلال الممارسة والتجربة واغتنى بخبرات النضال السياسى والعسكرى... لهذا فإنه نجح فى أن يميز بوضوح بين الهدف النهائى والأهداف المرحلية... بين القوى الخارجية.. والقوة الذاتية ونجح فى أن يضع يده على جوهر القضية وأن يميز بين ما هو ثانوى وما هو أساسى ووضع حركة الثورة الفلسطينية فى موضعها الصحيح من حركة النضال العربى باعتبارها العصب الحساس الذى يتحتم على. الكل مساندته ودفع مسيرته نحو الوحدة والثورة الشاملة. وما أشد حاجتنا فى هذه الأيام لاستعادة رؤية جمال عبد الناصر من جديد وتمثلها فى هذا الواقع المضطرب فما أغنى ما تحفل به من دروس.
تم التشكيك فى هذه الرؤية بعد رحيل عبد الناصر، وكان من مصلحة الفئات الحاكمة فى العديد من الأقطار العربية الوصول إلى تسوية سياسية للصراع العربى الإسرائيلى ولقضية فلسطين، فاتجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لترعى هذه التسوية كطرف محايد فى الصراع، وتم بالفعل توقيع اتقاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل سنة 1978، ومعاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية سنة 1979، واتفاقيات أوسلو بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل سنة 1993 ثم أعقبها المعاهدة الإسرائيلية الأردنية.

ماذا يبقى من رؤية عبد الناصر للصراع:
ورغم مضى أكثر من عشرين سنة على انتهاج هذا الطريق فما تزال مشكلة فلسطين بلا حل، وما زال الشعب الفلسطينى يواجه القمع الإسرائيلى الوحشى، وما تزال الأراضى العربية المحتلة فى الجولان تحت قبضة إسرائيل، والأراضى المصرية فى سيناء ناقصة السيادة. وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تساند العدوان الإسرائيلى وتستخدم الفيتو لمنع إدانته وتقدم أحدث ما فى ترسانتها من أسلحة لتضمن استمرار تفوق إسرائيل عسكريا على كل الدول العربية مجتمعة، وتزودها بالمساعدات الاقتصادية والتكنولوجيا الراقية وتعقد معها تحالفا استراتيجيا تتعهد بمقتضاه بتخزين اسلحة متقدمة فى اراضى إسرائيل لتتمكن من استخدامها إذا دعت الحاجة إلى ذلك وتساعدها فى تطوير الصواريخ الهجومية. وتؤكد بذلك أنها طرف فى جبهة العدو ولا يمكن أن تكون وسيطاً محايداً فى الصرع. كما انتهزت إسرائيل فرصة توقيع اتفاقيات اوسلو لتطرح مشروعها عن الشرق أوسطية الذى يؤكد أنها لم تتراجع عن هدفها الاستراتيجى فى أن تكون قيادة اقتصادية للمنطقة وتقيم علاقات جديدة على انقاض النظام العربى الإقليمى وعلى حساب الرابطة القومية العربية، وأكدت المشروعات التى قدمتها لمؤتمرات التعاون الإقليمى فى الشرق الأوسط أنها تخطط لتكون حلقة الوصل بين الاحتكارات الاقتصادية العالمية وبين الشعوب العربية.
وواصلت إسرائيل فى نفس الوقت سياستها التى تقوم على أنه لا مجال لأكثر من دولة واحدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن بما يعنى انكار حق شعب فلسطين فى تقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية المستقلة وتستبدل هذا الحق بكيان فلسطينى ناقص السيادة تتخلله المستوطنات والطرق الالتفافية التى تحوله إلى كانتونات فلسطينية معزولة يحيط بها سياج قوى من المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية. وهكذا يتأكد من جديد وعلى أرض الواقع ومن خلال التجربة والممارسة أنه لا بديل أمام العرب من مواصلة الموقف الذى بلوره جمال عبد الناصر من قضية فلسطين والصراع العربى الصهيونى، والذى هو فى نفس الوقت موقف القوى القومية والتقدمية العربية شاركت فى صياغته فى الماضى، وتتحمل الآن مسئولية تطويره بما يتناسب مع المتغيرات الدولية والإقليمية.



#عبد_الغفار_شكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن العربي والتقدم العلمي
- الطبقة الوسطى والمستقبل العربى
- تطور الفكر الاشتراكى فى مصر1970-2000 الجزء الثالث
- تطور الفكر الاشتراكى فى مصر1970-2000 الجزء الثانى
- العولمة والديمقراطية فى الوطن العربى
- تطور الفكر الاشتراكى فى مصر1970-2000 الجزء الأول


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الغفار شكر - عروبة مصر والصراع العربى الصهيونى