أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر عبد الصاحب البراك - جماعة الناصرية للتمثيل - السمعي والمرئي في المسرح الاسقاطي














المزيد.....

السمعي والمرئي في المسرح الاسقاطي


ياسر عبد الصاحب البراك - جماعة الناصرية للتمثيل

الحوار المتمدن-العدد: 953 - 2004 / 9 / 11 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


( من تجارب المسرح العراقي )
السمعي والمرئي
في المسرح الإسقاطي
ياسر عبد الصاحب البراك
( جماعة الناصرية للتمثيل )

( ليست المشكلة أن نأتي إلى المسرح ببعض الأفكار الميتافيزيقية مباشرة ،
بل أن نخلق نوعا من الأغراء ، والجاذبية ، حول هذه الأفكار )
أنتونان آرتو
التطرف في الحياة أمر مضر وغير مرغوب فيه ، فكيف إذا وصل هذا التطرف إلى الفكر ، والى اقرب قنوات الفكر ( الخطاب المسرحي ) بخاصيته الاتصالية الحية التي تميزه عن بقية الأجناس الفنية والأدبية ؟.. ولاشك في أن التطرف في المسرح سيقود بالنتيجة إلى تهديم البنية الجمالية للخطاب المسرحي لكونه خطابا اتصاليا ، فالتطرف في التجريب المسرحي والإتيان بأفكار وفرضيات تبتعد عن عالم المتلقي ، هما الإشكالية الرؤيوية التي يعانيها الخطاب المسرحي المعاصر ، فكل شيء يجري بداخل الخطاب لاخارجه ، وكأنه – أي الخطاب – يتوجه إلى جوقة من الموتى المحنطين في زمن سائل غير ممسك مطلقا رصاصة الرحمة على حصان التلقي الجامح ، وتكمن علامات التطرف في التجريب المسرحي المعاصر في الفصل القسري بين النظامين السمعي والبصري اللذين يمثلان المنظومة البنيوية للخطاب المسرحي في جوهره الاتصالي ، فلا نجد في السائد من المنجز المسرحي غير صورتين هجينتين للتعامل مع هذه الخاصية الجوهرية في الخطاب المسرحي ، فأما يهيمن النظام السمعي بعلاماته المختلفة أو يسيطر الملفوظ البصري ( المرئي ) بقيمه الجمالية المهيمنة ، وهكذا لانجد موازنة محسوبة بين هذين العنصرين إلا في ما ندر .
ويأتي ( المسرح الإسقاطي ) ليعيد للمسرح فكرته الجوهرية كونه خطابا تعادليا من حيث التعامل مع هذين النظامين ، فلا الملفوظ البصري ( المرئي ) يهيمن على الملفوظ السمعي ، ولا الأخير يتسيد على الأول ، وهكذا ترتقي اللغة في المسرح الإسقاطي من كونها لغة خطاب يومي مستهلك إلى لغة شعرية / إيحائية / رمزية / تعتمد جرسا موسيقيا بصريا وسمعيا ، فالملفوظ الحواري صورة مكثفة للشعر المبدع الأصيل ، والملفوظ البصري إيحاء مباشر وعميق بالجمال ، انهما ( السمعي والبصري ) ، قناة اتصال فاعلة مكونة من منظومتي إرسال متعادلتين من حيث التشفير والبث ، لذا فانهما تكملان بعضهما بعضا ولايمكن فصلهما إلا لضرورات منهجية .
إن الخطاب المسرحي في المسرح الإسقاطي ، خطاب كوني يتعدى حدود التاريخ والجغرافيا ، انه لا يحفل بالماضي / الآن ، إلا في حدود استشراف المستقبل ، ولذلك فان الأزمنة فيه متداخلة في حركة دائرية منتجة ، أي أنها لا تعود إلى النقطة الأولى في الشروع وانما تسير بحركة دائرية إلى حركة جديدة متطورة ، إنها انتقال من حال إلى حال ، فالموت لا يعني الفناء والعدم ، إنما يعني الولادة المتجددة في عالم آخر ( عالم البرزخ ) ، وهكذا تتعدد العوالم وتتداخل بلا فناء ، فالروح خالدة وأبدية إما في النعيم أو الجحيم .
إن كونية المسرح الإسقاطي لا تعني تعاليه على الواقع وانفصاله عنه بقدر ما تعني منح المتلقي حرية الحركة في تشغيل مستقبلاته الجمالية لتوظيف ( فعالية الإسقاط ) بين الخطاب المسرحي والواقع ، بحيث تكون تلك الفعالية مثمرة من ناحية تكوين ( الوعي الضدي ) لدى المتلقي ، ذلك الوعي الذي يسعى لنسف آليات التكريس التي يمارسها الوعي المؤسساتي المُعَلّب بأيديولوجية تبريرية فارغة ، هي في الغالب أيديولوجيا الهيمنة والعنف ، فالمسرح الإسقاطي يرتقي بالواقع إلى ما هو مقدس ومطلق وابدي ، انه يبتعد عن الكلائشي / الجاهز / السطحي ، ويندفع إلى المثير / المدهش / اللامتوقع / المفعم بالحركة والصراع ، انه بسهولة ينبذ الساكن / المتوقع / العادي / الرديء / السلفي / أل ……

هامش :
( المسرح الإسقاطي ) أطروحة مسرحية تجريبية في المسرح العراقي ابتكرتها ( جماعة الناصرية للتمثيل ) – جنوب العراق ، من خلال أعمالها المسرحية التي قدمتها خلال الأعوام 1992 – 2004 ، على يد مخرج ومؤسس الجماعة ومديرها الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك ، وقدمت مسرحيات عديدة من الأدب العالمي والعربي والعراقي ، وتميزت هذه الأطروحة بتوظيف الطقوس العاشورائية في صياغة عرض مسرحي حديث يعتمد على الفهم السيميولوجي للعرض المسرحي ، حيث كل شيء في العرض علامة تمتلك عدة مستويات من التأويل وانتاج المعنى ، إضافة إلى الاهتمام بالعنصر الطقسي في العرض لتحقيق نسق فاعل من الاتصال والمشاركة مع المتلقي ، وقدمت الجماعة عروضها المسرحية في محافظات بغداد والبصرة والناصرية ، وكتب على تلك العروض العديد من النقاد العراقيين ، فيما حصلت بعض تلك العروض على جوائز وشهادات ضمن المهرجانات التي كانت تشارك فيها الجماعة .



#ياسر_عبد_الصاحب_البراك_-_جماعة_الناصرية_للتمثيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة المشهد المسرحي في الناصرية...التاليف المسرحي من رؤى ال ...


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر عبد الصاحب البراك - جماعة الناصرية للتمثيل - السمعي والمرئي في المسرح الاسقاطي