أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن جبر - تحدي النساء














المزيد.....

تحدي النساء


حسن جبر

الحوار المتمدن-العدد: 953 - 2004 / 9 / 11 - 10:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"المنشار، الازميل، المبرد، الجاكسون، البرداخ، الفارة، الفريزة ..." هذه المفردات لم تعد حكراً على الرجال العاملين في مهنة التجارة بل أصبحت اليوم جزءاً من الحياة اليومية لعدد من النساء اللواتي اخترن مواجهة الحياة الصعبة بتعلم مهنة جديدة.
وفي جمعية "تمكين" المرأة والعائلة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة التفت نحو 20 امرأة حول طاولة خشبية كبيرة وبدأت أيديهن الناعمة تعالج قطعاً خشبية صغيرة لتغدو تحفاً فنية رائعة الجمال، ستزين يوماً ما منازلهن ولتضفي على نفوسهن المرهقة من تعب الحياة شيئاً من الراحة.
تقول المتدربة منى الطلاع( 37 عاماً) التي تعيل ابناً في السابعة عشرة من عمره بعد انفصالها عن زوجها: شاركت في دورات تدريبية كثيرة ولكنني شعرت بالانجذاب الشديد لهذه الدورة (دورة الصناعات الحرفية والوسائل التعليمية الخشبية).
وتابعت: أوضاعي صعبة لكنني اخترت تعلم هذه المهنة من أجل مواجهة متطلبات الحياة الصعبة، ولهذا لم أشعر بالرهبة لكوني من النساء القلائل اللواتي يدخلن هذا المجال.
أما الفتاة انتصار شلط (29 عاماً) فهي غير متزوجة لكنها تعيش أوضاعاً صعبة وتحلم بإقامة ورشة جماعية مع زميلاتها في الدورة.
وتقول لم أواجه أية معيقات وعندما أبديت رغبة في تعلم هذه المهنة شجعني الأهل وعندما جئت إلى الجمعية زاد حماسي وبدأت أحلامي تكبر.
وتحمل بثينة السيسي (32 عاماً) التي تعيل أربعة أولاد بعد انفصالها عن زوجها، تحدياً من نوع آخر وتقول: قبل الاشتراك في هذه الدورة كنت أهاب التعامل مع الأجهزة الكهربائية ولكنني الآن أشعر بصداقة مع هذه الآلة.
وتتابع: عملت مع الأطفال عدة سنوات وعندما قررت الاشتراك في هذه الدورة نظر بعض الناس لي باستغراب وتساءلوا هل ستعملين في تصنيع الأخشاب؟!
بثينة ترغب بأن تشترك في دورات متقدمة وتحلم أن تصنع لعبة كي تهديها لطفلها وتقول له "إنني أحبك".
أما آمال عبيد (30 عاماً) التي تعيش مع ابنتها بعد الانفصال عن زوجها فكانت متخوفة قبل بدء الدورة لكن مشاعر الخوف زالت بسرعة وأصبحت تشعر بحب كبير للدورة.
وتقول: أطمع الآن في تعلم كيفية صنع غرف النوم والأثاث ولم يعد يهمني استغراب بعض الناس الذين يستكثرون علينا العمل في هذ المهنة.
أحلام وأحلام وكلام كثير اندفع على لسان هؤلاء النسوة اللواتي اخترن الحديث عن تجربتهن الجديدة وعن حياتهن داخل الجمعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والممولة من المشروع الكندي.
ويقول المدرب المشرف على الدورة وليد سويدان (28 عاماً): في بداية الدورة شعرت بأنهن خائفات ولكن مع تشجيعهن بدأن بالتفاعل واستيعاب الدروس بشكل يفوق التصور.
وتابع: في هذه الدورة سنحاول تعليمهن كيفية صنع ألعاب ومشغولات خشبية بسيطة ونطمح في أن يتمكن من بيع مشغولاتهن واكتساب هذه المهنة لإعالة أسرهن.
ويقول: خلال الدورة التي بدأت منذ نحو شهر شعرت بأنهن يتحدين ظروفهن الصعبة من أجل إثبات قدراتهن وإمكانياتهن.
وفيما حرصت منسقة التدريب علا حداد على متابعة الدورة قبل افتتاحها رسمياً فإنها حرصت أيضاً على متابعة كافة التفاصيل اليومية لهؤلاء النسوة.
وتقول: اخترنا 20 سيدة وفتاة من المستفيدات من وزارة الشؤون الاجتماعية للمشاركة في الدورة بهدف إكسابهن مهارة وتأهيلهن لفتح مشاريع خاصة وتخفيف العبء عن الوزارة.
وتابعت: الاختيار تم بناء على معايير خاصة وتتراوح أعمار المشاركات ما بين 18 إلى 38 عاماً وكانت الأولوية للنساء المطلقات واللواتي يعلن أسرا كبيرة إلى جانب الأرامل، وجميعهن من محافظة الوسطى.
وقالت: نطمح في النهاية أن نتمكن من تحويل الورشة التي يتدربن فيها إلى وحدة انتاج مستقبلية يستطعن من خلالها العمل والانتاج وإعالة أسرهن.
وتقول نورز أبو لبده مديرة مركز تمكين المرأة والعائلة أن فكرة عقد هذه الدورة جاءت بعد دراسة متأنية لاحتياجات سوق العمل الفلسطينية حيث أكد الخبراء الذين أعدوا الدراسة أن هناك مجالات للعمل في مجال التصنيع الغذائي والصناعات الخشبية.
وتابعت: قابلنا كذلك أشخاصاً أكدوا لنا أهمية وجود وسائل تعليمية خشبية حيث ما هو موجود في السوق من انتاج صيني وذو نوعية سيئة.
وتؤكد نورز أن إقامة الدورة كانت تحدياً من نوع خاص وجرى خلالها الإصرار على أن تكون للنساء فقط وشعرنا بالفخر عندما تقدمت لنا أعداد كبيرة من السيدات وقمنا باختيار 20 سيدة من بينهن للاشتراك في الدورة وفق معايير خاصة.
وتعكس أحاديث المسؤولين عن الدورة رغبة كبيرة في إظهار قدرة النساء على العمل والإبداع في مجالات جديدة، وعبروا عن رفضهم حشر النساء في قوابل جامدة معدة سلفاً.
وتقول نيفين أبو سليم مديرة المراكز: نريد إعداد نساء متميزات بعيداً عن الروتين والتقليد من أجل تمكين النساء من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على طريق تعزيز ثقتها بنفسها.
وتابعت: لهذا اخترنا أن يكون التدريب غير تقليدي ويتم من خلاله متابعة المتدربات بعد إنهاء التدريب.
وتؤكد: أثرت الانتفاضة على الدورات التي نعقدها وبدلاً من عقد دورات تدريبية طويلة الأمد بدأنا نفكر في مدد قصيرة يتم من خلالها توفير فرص عمل للنساء والعائلات في مجالات غير تقليدية.
وبعد أن تتحدث أبو سليم عن مشروع التدريب الفني والمهني للنساء الفلسطينيات الذي تندرج الدورة في إطاره تشير إلى الفلسفة الأساسية الكامنة من خلف الدورة، وتقول: لا نريدهن أن يعتمدن على الإغاثة التي تقدمها وزارة الشؤون بل نريد الانتقال من منهج الإغاثة إلى التنمية وتحويلهن إلى عنصر منتج وليس مستهلكاً.
وتقول: نفكر جدياً بتكرار هذه الدورة التي تشير كل التقديرات إلى نجاحها، مشيرة إلى أن 70 سيدة تقدمن للاشتراك في الدورة رغم أن العدد المطلوب كان 16 سيدة ورجا رفعه إلى 20 سيدة.
واصل الجميع الحديث بإعجاب عن الدورة وعن النساء اللواتي يحلمن بتعلم مهنة جديدة تساعدهن في الأيام الصعبة.
فهل تتحول الأحلام إلى واقع؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام والشهور القادمة!!



#حسن_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجزرة


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان “احصل على 445 ريال ع ...
- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن جبر - تحدي النساء