أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - والدة معتقل - عذرا ... عائشة















المزيد.....

عذرا ... عائشة


والدة معتقل

الحوار المتمدن-العدد: 951 - 2004 / 9 / 9 - 09:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


رسالة من ام اسير من غزة .. الى عائشة الزبن

الى اختي الحبيبة عائشة :-

لم اعرفك .. و لم اشاهدك .. و لم اجتمع معك في اي مكان ... و لكن اجتمعت قلوبنا حين سمعت صوتك الجريح الذي يملك ايمانا و ثباتا و صبرا و عزيمة لأم فلسطينية و انت تناشدي على فضائيتنا ليس فقط كل ام عربية ، و لكن كل أم مسلمة أن تصلي ركعتين لله سبحانه و تعالى و تتوجه بالدعاء للاسرى جميعهم بأن يفك كربهم و يفرج عنهم و يقوي عزيمتهم على معركتهم القادمة ...، بكيت كثيرا لأن ألامنا اجتمعت و قولوبنا الجريحة تلاقت و نفسنا المشتاق للأحبة تعانقت و ارواحنا الصابرة في خيم الإعتصام تتشابك لتحلق و تجمع كل الامهات و الزوجات و الاطفال و تذهب فوق سماء سجون الاحتلال لنختلس النظر اليهم.....,لكنك أختى الحبيبة كنت تعلمين جيدا بأن ثمن الجنة غاليا....فدفعتى ثمنها مقدما فى هذة الدنيا الفانية و جلستى بين ايامها من الصابرات المحتسبات و المتوكلات على اللة لما اصابك من حزن الفراق.... واشتياق للاحباب....والام المرض من قهر الاعداء..,هنيئا لك ياأم الشهيد.. وأم البطل....جنات العلا وجنات النعيم لك باذن اللة.. ولااسفاة على ترك هذة الدنيا الفانية الزائلة تركتيها وانت تعتصرين الما على فراق بشار.. وعلى اشتياقك لعمار...ذهبت ولم تشاهدى نهاية المسرحية المؤسفة,التى كان عنوانها (صفقة على أجساد ابناؤنا الهزيلة) وعلىأمعاء ابناؤنا التى هى أصلا خاوية دائما,وعلى من هم يحملون الاغلال والقيد الثقيل لسنوات حريتهم ب(نعم للجوع ولا للركوع)وليس جديداعلى أحباؤنا هذا الشعار الذى ابتدعة أهل القانون لمدة ايام!!!وهم أهل التخمة وأهل الركوع...ألم يعلموا لماذا ابناؤنا ضحوا بحريتهم... ليعيشوا هم بحرية وكرامة ولان شعارهم كان على طول السنون لا للركوع...والف لا للذل والخنوع.
تجمعنا يا عائشة من أمهات و زوجات فى خيمة الاعتصام,وعيوننا تدور وتحلم بهمسة تطمئننا على جنود المعركة من أى مسؤول جاء ألينا وأمعاؤة متخمة ليرسم الابتسامة وليهز لنا بأشارة النصر الهزيلة,ليحى الامهات الصامدات..والخنساوات المعاصرات التى انجبن الابطال أصحاب المعركة الشرسة ليكونوا ابناؤنا فى الامام يخوضوا المعركة وهم من خلفهم يدعمونهم..!!!!!!!!!ورغم ذلك تتقبل التحية أمهات مجروحات..قلقات..يتمنون الموت جوعا على ان يبقىأبناؤهم أحرارا من القيد ومن السجان,يحلمون بزيارة أحبائهم فى السجون ورؤية أبناؤهم بوضوح وحضنهم وتقبيلهم وقد عطشت أحضاننا اليهم..
وجاءت ياعائشة ...أمهات مثلنا...ولكن..زوجات من يرسم القانون ويبتدع الكلام فى النضال فى سجون الاعداء ومحاربة الفساد.....أمهات و لكن ليس مثلنا ....أمهات تحاط بهم اجسام عاتية تحمل السلاح .. و بأشناب كثيفة لتلقي عنها كلمات التضامن الهزيلة ، و بسيدات يرفعن لافتات تحمل امضاء مؤسساتها الناهضة ...، و ايضا تتقبل هذا قلوب مجروحة ووجوه شاحبة .. و امعاء نسيت من يحملها من عمر صغير أو كبير ، و امهات قلقات على مصير اكبادها .

و قبل نهاية المسرحية بأيام قليلة شممت رائحة الخيانة .. لأحدث صفقة جسدية لعام وصلت به الأمم تحارب الأسلحة الذرية و البالستية ، و اسماء نعلمها و اسماء لا نعلمها ... و نحن صامدون نحارب بأمعائنا الخاوية ، التي وهبنا اياها الخالق مجانا ، لتشرف على مكانيكية اجسادنا .

اذ حضر عرفات الشاب الطيب الذي اخذ الزمن جزءا من جسده النحيل ، و جزءا من افكارة المضطربة ، و منحة صبرا على فقره الذي لا يعلمة الا الله ، و هو اخ لمعتقل تراكمت عليه المؤبدات و السنون ، و حضر عرفات و تبرع بخدمة و اجابة ما تملية علية النساء من طلبات ... حضر الينا ليقول : " سأبشركم .. سمعتهم بيقولوا انهم سينهوا الإضراب يوم الخميس ، و سنهد الخيمة .. خذوا صور اولادكم و روحوا على بيوتكم "

سمعنا هذة الكلمات و ضحكن الخنساوات و رددنا عليه ببساطة " من فمك الى باب السماء يا عرفات .. انشاء الله " ، سمعت هذة الكلمات و اخذت التحليلات تتوارد الى ذهني مع الأحداث التي نتابعها من السجون ... قبل ساعات كثيرة تعلق الإضراب .. و قبل ساعات قليلة عودة الإضراب !!! . ثم بعد ذلك مؤامرة اغتيال الإضراب !! ، ماذا يحصل !؟ ، و بعد ذلك انضضمت الى الخنساوات ببساطتي المعتادة و قلت ....لا انه يقول ذلك لأنه ساذج ، و لم اصدث مزاحمة تحليلاتي و ارد على نفسي ما هذا ؟ ، هل سمع هذا الطيب من بعض المسؤلين في الخمية المقابلة ، التي يملاْها شباب لفهم الهزال ، لأنهم يملكون مشاعر نظيفة صادقة ، يتضامنون مع اخوانهم و اصدقاءهم القدامى في السجون .. و ملقون على سرائر و حولهم اطباء متبرعون لرعايتهم .

و جاء يوم الخميس .. و اذ نتفاجأ ان كل شئ مرتب له بإعلان فك الإضراب لأصحاب معركة الأمعاء الخاوية ، التي تدهورت صحتهم لحد ان اطرافهم بدأت بالإصفرار و الجرمزة ، و فقدوا من اوزانهم عشرات الكيلوجرامات ، هذا ما وصلنا من مندوبي الصليب الأحمر .

و كانت الساعة العاشرة صباحا ، و بدأت الفرحة تعلو وجوه الأمهات لبشائر النصر العظيم ، و علمنامن أصدقاء لنا من قدسنا الحبيبة ولهم قلبين وراء القضبان ... ويتابعون مع مؤسسات صادقة بأنها تفاجأت بإعلان وقف اضراب الأحبة ، لأنها حتى الثالثة عصرا في ذلك اليوم كان محاموها في زيارة الى الأسود الرابضة وراء القضبان ، ولا احد اخبرها بفك الإضراب ... و لكن بدأنا احتفالاتنا صباحا !! و قد وصلت امعاؤنا خاوية من الجوع و متلاصقة من الخوف على اكبادها ، و متعفنة من رؤية اهل القانون و هم كروشهم متخمة بالمال الحرام ...

ذهبت الى صور الجنود المجهوله على ارض الجندي المجهول و دار بصري عليهم جميعا ، وجدتهم رغم الخيانة شامخون صامدون ، و كأنهم يعلنون بصوت واحد .. نحن بإذن الله شامخون و صامدون ليس لأيام قليلة ، لنسمع شعارات المتضامنون و المسئولون ، الذين حضروا الينا لدقائق قليلة و تركوا زوجاتنا و امهاتنا و ابناؤنا لسنوات طويلة ...

ودعتهم جميعا ، و تمنيت في نفسي ان القاكم في هذا المكان يوم حريتكم جميعا .. شددت نفسي لألتقطت صورة ابني و قريب لي . و حضنت الصور الغالية على ارواحنا ، و رخيصة على ارواح المسؤولين ، و ذهبت الى البيت لم افرح .. و لم اذهب الى الطعام .. جلست حائرة .. قلقة .. انتظر اي خبر يؤكد هذا .. انتظر العصفورة التي كنت ارسلها تتجسس على ولدي و هو صغير ليعترف بخطأة ، انتظر اي خبر من اي مؤسسة تملك المحامون و أخبار صادقة من عند جنود المعركة .. و لكن تسارعت الإحتفالات و كانت اسرع من الإجابة ، تسارعت على ارض الجنود المجهولة ، بإستعراضات لأحد الفصائل الذين يركبون موجة الزمن الملآى بالنشامى الملثمون ، و بأيديهم الأسلحة ليعلنوا النصر و يهنئوا الأمهات بثباتهم و صبرهم ، وليثبتوا للشارع الغزى نحن .. وفقط .. لا احد غيرنا .. هللوا و هتفوا و التفوا حول مسؤوليهم المضربين عن الطعام ... عذرا مضربيين عن الطعام !! نعم و لكنهم تحت ايادي اطباء و هواء و دواء و احباء و اعزاء و كاميرات و فضائيات .. و استعرضوا قوتهم و حضروا على الخنساوات ، ليباركوا لهم النصر العظيم ، وبدأت فرق الدبكة و الوان الأعلام المختلفة تتسابق لترفرف و استعراض لأنواع و اشكال من الأسلحة المختلفة حتى ظننت انهم حرروا احباءنا من القيد ، و بدلا من الصورة التي لا تفارق اعيننا و احضاننا .. ظننت ان ابني قد تحرر و جلس بجانبي ، بوجنتية المتوردتين و عيونة الزرقاء ، و برأسة المرفوعة شامخة عاليا ، و امعاؤة التي شبعت بفرحة لقاؤنا ، معلنا العزة و الكبرياء ، فرحا بالإنتصار و الحرية .

اه يا عائشة ... ياليت كل الأمهات حللت ما قالة عرفات قبل ثلاثة ايام من انتهاء المسرحية و فهمته جيدا ، لذهبنا جميعا الى المسؤولين ، الذين خططوا لاغتيال نضال الأمعاء الخاوية ، و هدد نا عليهم هم الخيمة ، لننصب خيمة اخرى عاليه بعلو قدر هؤلاء الأحبة في قلوبنا .. و بفخرنا بهم ، الذين لا يملكون سلاحا ذريا و لا اتوماتيكيا ... و لا حتى سلاح بلاستيكيا يحاربون به الأعداء الا سلاح الجوع .. ما اعظمة من سلاح ...... و ما اعظمهم من جنود ..... و ما اسماها من معركة .

عذرا يا عائشة ... دفعتي ثمنا غاليا لأمعاءك الخاوية و قلبك الجريح و هنيئا لك لأنك اخذت مكافأتك برفعة مكانتك بالجنه عند البارئ الذي لا ينسى احد بما وعد في دستورنا العظيم ..

متى ستهتز الضمائر .. و متى ستصحوا النفوس .. و عذرا لكم يا ايها الجنود الجديدة .. الذي اصبحتم تصرفون على وزارة تسمى بالأسرى و المعتقلين ، عذرا لكم ايها الموظفون ، و انتم شريحة نضالية مغطاة بالأهات و الأعباء الثقيلة ، و تغمضون اعينكم اول الشهر لتحلمون ببشائر و بقدوم شهر جديد ، عذرا لكم من اصحاب معركة الأمعاء الخاوية ، لن يرضوا ابدا بما اقتنص منكم بإسمهم ... سلب يوم من معاشكم في اول يوم من الشهر ، لتهد خيمة الإعتصام في ثاني يوم من نفس الشهر ، و هو اثقل الشهور على قروشكم القليلة ، بما فيها من مصروفات جمة للسنة الدراسية الجديدة .. لن نرضى جميعا بأن تمتلئ امعاء احبتنا ، لتسلم راية المعركة لامعاء جديدة .. تخوضها عائلات بأكملها .

هذا غيض من فيض ، و لكن بإذن الله سنظل نحمل شعارا جديدا و ليس لأيام قليلة فقط .. و لكن لأيام عمرنا كلها .. و هو " لا للركوع ..... و ايضا لا للجوع "



#والدة_معتقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - والدة معتقل - عذرا ... عائشة