أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني محمود فلاح - عطر من الماضي(الجزء الاول)














المزيد.....

عطر من الماضي(الجزء الاول)


أماني محمود فلاح

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 19:17
المحور: الادب والفن
    


السماء ملبدة بالغيوم والامطار تتساقط بغزارة,والارض مليئة بالماء ,وامي تخبز الخبز في الطابون المجاور لبيتنا الصغير,وابي يشعل المدفأة الحديدية , وانا انتظر انتهاء هذه العاصفة الغزيرة التي لا استطيع ايقافها, لاخرج لايقاف العاصفة خارج البيت ,تلك العاصفة التي حرمتني ايام طفولتي ,ايام المرح واللعب ,ايام كنت اشاهد في تلفاز جيراننا الاولاد يلعبون وانظر من شباك منزلنا فأرى الاشجار التي اصبحت رماد وارى المستعمرات اعلى الجبل حيث لا مكان للعـب, لاخرج مع اولاد الحي لاساعدهم على رمي الحجارة والنيران على ذلك المستعمر, وضرب رؤوسهم بالحجارة , وتكسير احد شبابيك السيارة التي يستخدمونها.

وحين كنت اتخيل ذلك ..وفجأه هدأت العاصفة , واتت دبابات المحتل ,خرجت برفقة اولاد الحي , ومعنا رفيقي احمد.. احمد ذلك الفتى الشجاع الجرئ.. الذي تقدم الى جانب الدبابة .وبدا القلق في وجهي .. ذلك لانني نبهته عشرات المرات , ولكنه لا يعطي لكلامي اي معنى, رمى احمد الحجر وهو يردد لا اله الا الله محمد رسول الله وسقط على الارض شهيدا, اسقى بدمه تراب ارضه ,لم يتخلى عنها وحارب من اجلها...بعد ان قمنا بدفنه في مقبرة القرية,عدت الى بيتي وانا ابكي على نفسي واروي نفسي بدموعي .
بعد يومين استيقظت مبكرا,لا بل لم تغمض عيني لحظة واحدة,وكذلك الحال مع معظم اهل القرية,فكيف ننام وربما تاتي الدبابات في اي لحظة؟,جلست قرب النافذة الوحيدة في بيتنا ,ولكنني كنت اسمع صوتا خفيفا ويبدواتعباوكان ياتي من داخل الغرفة الرئيسية
يقول:يا بني...يا بني..يا زوجتــي
ركضت مسرعا الى تلك الغرفة واذا بأبي ملقا على باب غرفته,والدم ينزف من ساقه اليسرى,وامي تقول بحزن هل عاد الالم من جديد!
فقلت لها:وهل هذا الجرح قديم؟
فسكتت وسكت ابي وأتت العاصفة من جديد,قلت لامي :حسنا..انا ساذهب لاحضار الدكتور عدنان الطبيب الوحيد في القرية لعلٌه يساعدنا,عشر دقائق ويكون هنا معي,
فتحت باب المنزل ولم ارتدي ملابس الخروج الصوفية,واذا بالامطاروقطرات المياه تدخل البيت بسرعه قمت باغلاق الباب,ذهبت مسرعا لمنزل الدكتور عدنان واستغرق مني للامر ثلاث دقائق,طرقت الباب ففتحت لي زوجته الباب,سالتها وانا اتنفس بسرعه,اين عمي عدنان,قالت لي ذهب لمنزل رئيس البلدية ليعالج ابنه الصغير,ذهبت الى هناك وكانت مسافة الطريق طويلة,واستغرقت سبع دقائق,وعندما وصلت قلت له : بسرعة ابي بحاجة اليك ايها الطبيب فقال لي: لحظات وانتهي من علاج الطفل,انتظرته دقيقتين حتى انتهى من عمله ,واخذته مسرعا الى المنزل واستغرقت ثماني دقائق تقريبا ,وصلت الى البيت وطرق العم عدنان الباب, لم يفتح الباب الا بعد مرور دقيقة,فتحت امي الباب والدموع تملا عينيها ,وقالت وهي ترتجف:ادخل هيا,لقد تاخرت يا بني ,فقلت:اعلم ولكن هذا اللذي حدث يا امي ,وقلت في نفسي:ما الامر لماذا تبكي بهذه الشدة . انا لم اعرف ان اصابة ابي خطيرة لهذه الدرجه.
ذهبت مع الطبيب الى الغرفة الموجود بها والدي نظرت لحظة قصيرة فرايت ابي ملقا على الفراش ,اغلق الطبيب الباب ولم يسمح لي بالدخول.انتظرت عشر دقائق من القلق,ومر الوقت بالسنين,فتحت امي الباب وذهبت مسرعه الى المطبخ واحضرت كاس ماء بارد ولم تتح لي فرصة سؤالها عن ما يجري,انتظرت الى حين خروج الطبيب وانتهائه من العمل,وسمعته يقول لامي اجعليه يرتاح وامسحي جرحه بهذا الدواء,خرج الطبيب من المنزل فذهبت الى ابي وتوجه فمي مباشرة الى راسه العطر ,وتركته ليرتاح,....يتبع في العدد الثاني.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد -شرفة آدم- في معرض الدو ...
- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني محمود فلاح - عطر من الماضي(الجزء الاول)