أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال السعيد حبيب - مع التآكل المستمر لشرعية النظام المرحلة المقبلة: الصراخ والاحتجاج فى الشارع














المزيد.....

مع التآكل المستمر لشرعية النظام المرحلة المقبلة: الصراخ والاحتجاج فى الشارع


كمال السعيد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 949 - 2004 / 9 / 7 - 09:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كلما يذهب المرء لمكان فيه أخطاء واضحة تجد من يتحدث عن غياب الدولة ورغم أن علماء السياسة ودارسيها يفرقون بين الدولة والنظام السياسى لكنه فى الوعى المصرى لا تجد فرقا بين الدولة والنظام السياسى، فالدولة هى النظام السياسى وهى الرئيس المعبر عن قوة الدولة وحضورها وفعاليتها فى نفس المواطن وفى التحليل النهائى فإن الدولة هى التعبير عن المجال الذى تعبر فيه النظم السياسية عن فعاليتها وقوتها وشعور المواطن بأنه فخور بالانتماء لهذه الدولة.
والموضوع الذى أشرنا إلى الخطأ فيه هو موضع يستحق أن نذكره، فالدولة أرادت أن تعمل لمواطنيها بطاقة رقم قومى ورغم أن هذه البطاقة تمثل قيدا على المواطن فى مواجهة دولته لكن الناس رحبت ، والكارثة هى أن وزارة الداخلية جاءت بمدخلى بيانات لا يميزون بين اسم إيمان وإمام ولا بين الذكر ولا الأنثى ولا بين ليسانس الآداب ولا دار العلوم ، وصارت المسألة سداح مداح وتعذيب فظيع للمواطن المصرى لدرجة أننى رأيت فى مصلحة الأحوال المدنية والله العظيم سيدات فى منتهى الفقر والغلب منذ سنة وهم يكافحون من أجل استخراج شهادة ميلاد للحصول على بطاقة الرقم القومى .
كيف لم يكن القائمون على أمر استخراج وثيقة مهمة كبطاقة الرقم القومى على وعى بأن هذه الوثيقة الأهم فى الدولة وأنها عنوان على جديتنا فى دخول عصر الميكنة ومن ثم لابد من استقدام أفضل مدخلى البيانات حتى لا تتحول المسألة إلى معاناة للمواطنين الذين يعانون من مشاكل أخرى خطيرة ، وكل من يواجه أزمة ينتضى ليهاجم النظام السياسى والدولة ويقول متحسرا: أين الدولة التى تحترمنى وتعطينى حقى وتحفظ وقتى وجهدى
والمهم أن الموظفين الذين يعبرون عن الطابع الفرعونى فى استعباد الناس وتخويفهم دربوا بعناية فائقة على الشخط والنطر وتركيع من يتعاملون معهم .
المواطن المصرى يقف على مفرق طريق اليوم فهو يواجه يوميا قدر من المعاناة المذهلة فى كل مكان بسبب الفراغ الهائل الذى تركته الدولة المصرية والنظام السياسى فى حياة المواطن ، فمع عصر الخصخصة وانسحاب الدولة ورفع يدها عن مواطنيها وتركهم نهبا لشذاذ الآفاق والمغامرين من الذين سرقوا الأموال من البنوك والذين سرقوا الأموال من الجيوب بدعوى الدروس الخصوصية والذين يحمون قوى الفساد الذى أصبح متغلغلا بشكل مخيف فى كل مناحى الحياة ، شعر المواطن المصرى الذى لا حول له ولا طول أنه وحيد أنه ساخط أنه مطحون لا يؤخذ رأيه فى أى شئ وهنا بدأ يكتنز فى نفسه عوامل الغضب ، ومع عدم احترام الدولة لغضبه فإنه بدأ يعبر عن هذا الغضب فى شكل صراع يومى ذات طابع احتجاجى صراخى فى المصالح والمؤسسات وأظن أن المرحلة القادمة هى الصراخ والاحتجاج فى الشارع .
لم يعد المواطن المصرى معزولا فهو على اطلاع على كل مايجرى فى العالم ولديه توقعات من نظامه السياسى فيما يتصل بحقه كمواطن لا بد من احترام كرامته وأخذه فى الاعتبار فى تخطيط السياسات ووضعها وصنع القرار وتنفيذه . ويشعر المواطن بالأسى وهو يرى دولته ونظامها السياسى يعتبرونه " السبوبة " التى تسوق ليتاجر بها لا لكى توضع موضع الاحترام والخدمة وهو يتساءل: لو لم أكن موجودا فمن الذى كان سيعطى للمسئولين الحجة لإعطاء التصريحات وإظهار البطولات والتشنج بعبارات المهام الوطنية والقومية التى يأدونها وهم الأمناء عليها؟.
مصر اليوم يولد على أرضها أكثر من مليون طفل وهى دولة شابة فأكثر من نصف سكانها شباب وهؤلاء بحاجة لنظام سياسى قوى يكون تعبيرا عن الناس ويكون نظام طبيعى وليس نظام طوارئ أوضرورة ويكون فيه شفافية ونظام قوى للمحاسبة والرقابة والمساءلة ويكون هناك برلمان منتخب انتخابا حرا وتكون هناك قوى حية تعبر عن نفسها فى مجتمع أهلى قوى وعفى ، والواضح أن حجم المدخلات التى تتمثل فى مطالب من النظام السياسى هى أكبر من قدرته على الوفاء بها والاستجابة لها وهو مايجعل الناس تشعر بالإحباط واليأس والحرمان وهى رموز لنهايات عصور قد تواجه مخاطر محدقة .
إن ظاهرة التجرؤ على الدولة والنظام السياسى من جانب المواطن المصرى لم تعرف على هذا النحو الذى نعرفه ورغم ثقتنا فى أن مصر ستبقى شامخة قوية فإن التجرؤ على النظام السياسى بهذا النحو هو تعبير عن تراجع شرعيته فى نفوس مواطنيه وهو مؤشر على أن مصر تواجه نهايات عصر ، وغياب قوى اجتماعية وسياسية قادرة على الانتقال السلمى إلى عصر جديد هو أكبر المخاطر التى تواجه مستقبل مصر و المصريين وقد تفتح الباب واسعا لسلوك جمعى مفتوح ومجهول ، فمصر اليوم تواجه خطر عجز الحاضر الموجود والمنظور وغموض المستقبل المجهول .



#كمال_السعيد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كمال السعيد حبيب - مع التآكل المستمر لشرعية النظام المرحلة المقبلة: الصراخ والاحتجاج فى الشارع