أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال مراد - دمشق.. بين المستعمرين والمستثمرين!! تصبحون على وطن..














المزيد.....

دمشق.. بين المستعمرين والمستثمرين!! تصبحون على وطن..


كمال مراد

الحوار المتمدن-العدد: 945 - 2004 / 9 / 3 - 09:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دمشق، أقدم عاصمة مأهولة في العالم... على مدى العصور، اتسع صدرها لأبنائها الطيبين.. ضاقت على الغزاة الطامعين... تقرأ في أزقتها، جدرانها، أوابدها... حكايات أمس عابقة بألوان الحضارات والوجد الانساني..

ودمشق القديمة، تتموضع على رقعة بيضوية الشكل، قطرها الطويل: الشارع المستقيم، أو شارع مدحت باشا اليوم وطوله 1600م، وقطرها الصغير 1000 م ويمتد من باب الفراديس إلى الباب الصغير، وكلا القطرين يشكلان، حسب تخطيط المدن الإغريقي والروماني، المحورين الرئيسيين اللذين ينتهيان بساحة عند تقاطعهما، وتسمى «الفوروم» عند الرومان «والأغوار» عند الإغريق.. وبهذا تكون دمشق الآرامية والأحياء اليونانية الجديدة ودمشق الرومانية داخل السور الذي تهدم قسم كبير منه، ولم يبق سوى القسم الممتد من باب السلام إلى باب شرقي.

في دمشق خرج الإنسان من كهفه وأسس القرى المبنية واستقر فيها وأنتج القوت.. وبهذه الأرض الطيبة صنع أدوات إنتاجه و طورها. وعلى صخورها شكل أولى انطباعاته الفنية عما يحيط به من أشياء ويواجهه من ظواهر.

هذه هي دمشق بين الألف الثامن والألف السادس قبل الميلاد... وسارت دمشق تتغير وتتغير، وسجل التاريخ ملحمة العصور على صخورها وبيوتها ومعابدها وأسوارها وأبوابها وحماماتها وأسواقها..... وبقيت دمشق!!..

ونقرأ في دمشق المعاصرة:

ـ في النصف الأول من القرن العشرين عام (1936)، وفي ظل الاحتلال الفرنسي، تقدم المهندسان الفرنسيان الصهيونيان (إيكوشار ودونجيه) بخطة لتنظيم مدينة دمشق، والذي يهدف في النتيجة إلى تدمير كامل المعالم الوطنية للمدينة العريقة وطمس هويتها الحضارية.. بحثاً عن بعض الآثار التوراتية..

في عام 1968 كان هناك مخططان تنظيميان للمدينة:

ـ الأول يقترح إشادة دمشق الجديدة خارج المدينة القديمة، حفاظاً على نسيجها المعماري المتميز كذاكرة وهوية وطنية.. وكان الاقتراح أن تبنى المدينة الجديدة في منطقة الديماس قرب دمشق..

ـ الثاني: نسخة طبق الأصل عن مخطط (إيكوشار ودونجيه)!!!..

والنتيجة: جرى تبني المخطط الثاني!!!..

ونتيجة تلك النتيجة.. و للتردي المتلاحق للأوضاع الاقتصادية ـ الاجتماعية.. صبّت سورية ثروتها البشرية باتجاه العاصمة!!.. مدينة لاتتسع لأكثر من بضع مئات الآلاف من السكان، تحمل نحو ثمانية ملايين نسمة.. شوارعها هي هي.. مدينة غافية على رقعة بيضوية.. أحاطت بها أحزمة الفقر كأنشوطة في رقبتها.. اختناق يومي.. لم تعد ساعات الذروة مرتبطة بوقت محدد.. أصبح اليوم كله ذروة..

دمشق التي صمدت بوجه كل الغزاة الطامعين .. تئن اليوم تحت وطأة جراحها المثخنة بطعنات القرارات والقوانين الجائرة بحق ترابها وهوائها وناسها... فمن الإنهاء القسري لوسائل النقل الجماعي (شركة النقل الداخلي).. إلى إدخال الفئران البيضاء الملوثة (السرافيس).. إلى آخر الأخبار عن السماح لشركة الخرافي الكويتية بإقامة مشروع لسيارات الأجرة في سورية يعمل على نظام (راديو التاكسي) والذي سيستخدم سيارات حديثة صنع عام 2004 تماشياً مع (الوجه الحضاري) لسورية.. دون التفكير بمصير آلاف العائلات التي تعيش من وراء العمل على سيارات التاكسي في البلاد..إلى وإلى...

ازداد الاختناق والعطش.. فقررت الحكومة السماح باستيراد الكوكا كولا (الأمريكية ـ الصهيونية) وجميع أنواع المياه الغازية إرواءً للظمأ...

ازداد التصحر.. فبدأت الحكومة ببيع أراضٍ سورية لشركات استثمار عربية ودولية.. من شركة أبناء أبن لادن في الصبورة.. إلى مشاريع إماراتية (الفطيم) لإشادة مشاريع فندقية سياحية تجارية ترفيهية.. لتكون سورية (قبلة لرجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب)..

في ميسلون تصدى العظمة ورفاقه الميامين للمستعمرين عند مدخل دمشق .. واليوم تباع الأرض بحلة استثمارية للمستثمرين الجدد..

تئن دمشق.. وما زال بناء فندق (الفورسيزنز) لصاحبه المتواطئ مع الحركة الصهيونية يستكمل لمساته الأخيرة..



#كمال_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصبحون على وطن.. ماذا بعد الانتفاخ؟ ..
- تصبحون على وطن.. البحث عن شهداء ميسلون
- فرج الله الحلو.. جذوة متقدة
- النظام المصرفي السوري بين الإصلاح والانفتاح
- مساطر جديدة.. وفيلم أمريكي طويل..
- دمشق تحرق الأعلام الأمريكية ـ الصهيونية: حماة الديار عليكم س ...
- أيها المارون في الكلمات العابرة.. احملوا أسماءكم وانصرفوا
- المقاومة.. الخيار الوحيد للإنتصار لبنان يحتفل بتحرير أسراه ا ...
- حول أعمال المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري استعادة ال ...


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال مراد - دمشق.. بين المستعمرين والمستثمرين!! تصبحون على وطن..