أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جليل الخزرجي - ثنائية التضاد في اللامألوف في قصيدة ((إمارة العجول)) للشاعر حميد الحريزي














المزيد.....

ثنائية التضاد في اللامألوف في قصيدة ((إمارة العجول)) للشاعر حميد الحريزي


جليل الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 22:33
المحور: الادب والفن
    



ان القاريء لقصيدة (إمارة العجول) للشاعر حميد الحريزي تنبثق لديه الكثير من الأسئلة المحيرة، هل هو فصام ثقافي ما قبل الحداثة وبعدها ، هل هي رصد للظروف الاقتصادية والفكرية وسقوط الكلمة في عهد الاحتلال وما قبله، هل هو تحليل ثقافي لواقع اقتصادي وسياسي لظرف عرقي راهن، هل هو تأثير العولمة كما عبَّر عنها في قصيدته الأولى ((مشاهدات مجنون في زمن العولمة)، هل هو سرد لمنظري ما بعد الحداثة ومنتقدوها هل هي تحفيز للباحثين والنقاد على نقاشها، هل يمكن الفصل بين الكلمة والصورة المتناقضة في شعره، هل يبغي او يهدف الى أسس التوافق السياسي والاجتماعي الذي تفكك في زمن الاحتلال، هل ما جاء في قصيدته هو كلام يؤدي الى تخدير الجماهير وهذا ما يتناقض مع مفهومه ومبادئه التي حملها منذ إدراكه للحياة، لأنه يرى ما لا يرون، وهل يريد ان يعود بالجماهير المنكوبة والفقيرة والمحرومة الى دائرتها الثقافية المغلقة، أليس لهذه القصيدة أبعاد ثقافية ونفسية واجتماعية واقتصادية معقدة ومتداخلة، أليست كلماته عبارة عن مصفوفة تتجاوز فيها التناقضات ، ولكن ميزتها ان إحداها تدعم الأخرى، هل يريد منا ان نشكو العولمة ونقف مبهورين أمام الاتصال الرائع الذي يوحد الكرة الأرضية؟؟؟؟
كثيرة هي الأسئلة وتبقى معلقة التساؤلات!
حسب فهمي بعيدا عن النقد ان شعر الحريزي مغامرة وُلِدت لديه نتيجة التناقضات المتراكمة لنصف قرن من الزمان لِما يجري في العراق، واتسعت معرفته باتساع فضاء اللسان حتى فاض عن حدوده البيئية الصغيرة فضاقت به رقعة جغرافيته ليتخذ مساحته الحقيقية مساحة رسمتها أشعار قصيدته المسكونة بالبطولة ليهربها عبر الحدود فقد خرج عنده النص من مدينته الصغيرة ليتخلل المكان الأكبر ويتسلل الى الإسماع المحاطة بالأسوار والأسرار، فلم يداهم خلوة العشاق في خبائهم بل تطرق الى حزن العراق ليشغل حيزا جديدا في أشعاره بنص التعبير الإنساني المتمرد على الواقع ليذهب الى خارج الديار كما أسلفنا، فقد نسج النص وصفا بين الجهل والعلم كقوله ((صار الأمي رئيساً، وعالم الذرة خفير))
لكن لماذا يكتب (الحريزي) هكذا أشعار؟؟
وإذا أردنا ان نعرف الأسباب يتوجب علينا ان نلج الى مكانه وزمنه بعد تاريخ من الصهر والتآلف، ان نفككه الى وحداته التكوينية حتى تبدو صورته الفسيفسيائية الغنية بالروافد، روحانية العراق القديم، ميراث السومريون والأكديون والآشوريون، إيقاع الصحراء، طرب الاهوار، فحولة الغناء الريفي، شموخ جبال كردستان، فهي لوحات ترسخت في وجدانه واندس في تفاصيلها ودخل في الدهاليز السرية باحثا عن مكنون غميس ليفك رموزه، فهذا هو زمن البدء والتكوين للشاعر (الحريزي) ، زمن العراق الطويل، ثم تعدد الزمن ، وصار أزمنة شعرية بعد أمكنة الشواهد والترثات وهذا ما شهده الى الترحال في عالم الشعر لينتفض ويذهب الى العالمية بوصفها شراكة إنسانية بين مختلف اللغات.
ان شغفه لكتابة الشعر في هذه المرحلة بالذات لها أسباب كثيرة أهمها مشاهداته للواقع المتردي في الوطن وكل شيء أصبح بالعكس مثلا قوله في بداية قصيدته:-
((تعالوا هلموا سراعاً- لأخبركم بالنبأ الخطير- لقد تُوجَ الثور أميرا- وصار الحمار ُ وزير،)) .
وهذا ما نعانيه في العراق، فالإنسان المناسب في غير المكان المناسب.
إذن هو يدرك على وجه الدقة من أي شرفة يطل على متناقضات الحياة في البلاد، وأحيانا فقد تأخذه الحيرة فلا يدري كيف يمكن لهذا (( البصير ان يقوده ضرير))، فهو يريد من المواطن ان يتعلم، ويعمل، ويطلق طاقاته الدفينة، وان يشرِّ نفسه وأهله والوطن، وبعكسه سنصبح((كلنا في فلك ((العجل)) ندور.
فأي شعور ذاك الذي يسري في نفس الشاعر ولماذا ثار بقصائده ومفرداته المتضادة التي هي من صميم وعيهِ؟؟
فإذا وافقنا ه الرأي، يصبح (الحريزي)، ليس ضيفا ثقيلا على العالمية ، فهم سبقونا في بوليفيا والأرجنتين، وقصائده هي جواز سفره.
أعود وأقول ان معاناة شاعرنا (الحريزي) التي أحس بثقلها قبل غيره من أبناء جنسه منذ الاحتلال ولحد الآن جعلته يتميز بخصائص حسية وشعورية قادرة على تلمس وتشخيص المألوف وغير المألوف في الحياة التي يعيشها... ومن ثم فأن الشاعر يمكن ان يكون مَجَس قومه، الذي يستطيع ان يشخص اللا مألوف ويرفضه والمألوف الذي يمكن ان يتعايش معه.
وبسبب رفض الشاعر- صاحب الضمير الحي، والمبدأ الأخلاقي الاجتماعي لما هو غير مألوف في الحياة اليومية في بلاد التمزق والتشرد تفجرت قصائده ليعبر عن خلجات نفسه بشعر مترادف من خلال قراءتنا لنصوص قصيدته ((إمارة العجول)) التي يصور فيها تناقضات معاناة الضياع وغياب الكفاءات وإشغال المناصب بشخوص يحق لنا ان نطلق عليها بشريحة (الاستحمار) انسجاما مع قوله ((فلنهتف جميعا ويعلو الصفير- عاش الأمير... مات الخفير- كلنا حمير... كلنا حمير)).






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جليل الخزرجي - ثنائية التضاد في اللامألوف في قصيدة ((إمارة العجول)) للشاعر حميد الحريزي