أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي خريبط الخليفه - قصة قصيرة /طيف امرأة














المزيد.....

قصة قصيرة /طيف امرأة


علي خريبط الخليفه

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 20:05
المحور: الادب والفن
    



علي خريبط الخليفه

قصة قصيرة /طيف امرأة

تقذفه شوارع المدينة في نهاراتها متخذا من أرصفتها ملاذا حين ينهكه تسكع إلا جدوى ، يقلب وجوه ألمارة ويضحك هازئ ... يتمتم لم هذا ألهاث المحموم .... إلا يكفيهم قدح من الخمر ، وسيجارة تنفث دخانها في وجه امرأة كأنك تلثم ثغرها
يسحب قنينة الخمر من معطفه الذي لا يخلعه أبدا ، يرتشف منها كلما عاوده الصحو ، يشعل سيجارته ، ويعبئ دخانها في جوفه وينفثه ليرسم حلقات في الهواء فارغة ...يأخذ نفسا تشوبه الحسرات المتكسرة ، متابعا تلك الحلقات ويهمس ....هكذا هي الحياة حلقة فارغة ، يترك القهقهات تجره إلى الشارع الممتد بعيدا يترقب ،عيناه مثقلة لا يكاد يفتحها حتى تراءت له من أقصى الشارع تغذ الخطى على أرصفته ..شعرها مجنون يتطاير مع نسمات الريح ، نهديها كقطين شبقين يتقافزان، عينيها امتزجت فيهن زرقة السماء وخضرة الأرض ..اقتربت منه لمح على شفتيها رضاب يغريه على أن يموت مصلوبا بعد ارتشافه ، عبء دخان سيجارته بنفس عميق لينفثه في وجهها ، دنت منه اصطكت أسنانه مطبقا على سيجارته حتى غادرت أرصفته مذهولاً
أستل قلم وورقة من معطفه ، ليرسم به كلمات الذهول
تحول المارة ، أشباح دون ملامح ..تقارب الليل والبرد ، خلت الشوارع من ناسها اتكئ بكلتا يديه لينهض مستجمع ما تبقى له من صحو بعد ان افرغ زجاجة الخمر ليبحث عن أخرى فتلاقفته الحانة ، ليتخذ مكانا أعتاد مجلسه زاويتا يغشاها الليل وعلى نغمات أغنية تستفزه كلماتها كان يردد معها ..( حيل أسحن كليبي سحن ..وغركني بالهم والحزن
ما أكولن أحاه وأون ، ياليل صدك ، ما أطخلك راس وشكيلك حزن ياليل)
تجمع حوله رفاق الشعر والتسكع وتباروا بينهم ، كان هو الأفضل فيساومهم ‘ من يشتري قصيدة بقدح خمر
بدو ينفثون دخانهم في وجوه بعضهم ويقهقهون ليشكل غيمة من الدخان فوق رؤؤسهم وهم يحتسون الخمر حتى فرغت الكؤوس
لينسلوا مفترقين بعد أن فرغت الحانة من مرتاديها التي كانت أخر دفء لهم ... ليعودوا مرة أخرى إلى أرصفت الشوارع .. تشاركهم فيها كلاب سائبة ، وقطط جائعة ، كانت خطواته مثقلة يمشي مترنحا ، يسقط تارة وأخرى يتشبث بجدران البنايات ..كانت عيناه تمتد قبل رجليه التي خذلته ليصل إلى محطة الحافلة التي غادرت يسمع صوتها التعب في نهاية الشارع ، ملاذه الأخير ، ليضع يديه وسادتا تحت رأسه
السكون يجتاح المكان ، لا شيء سوى الليل ، والبرد ، ورياح تعوي في بقايا صحوٍ ، غالبه النعاس ....يرسم طيف امرأة مرة



#علي_خريبط_الخليفه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي خريبط الخليفه - قصة قصيرة /طيف امرأة