أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل باخه وان ناصر السهلي - العراق بلد عربي..لكنه العراق















المزيد.....

العراق بلد عربي..لكنه العراق


عادل باخه وان ناصر السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 930 - 2004 / 8 / 19 - 09:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بشير رويني الجزائري

قلبي على العراق العزيز وهو يتمزق في كل يوم.
قلبي على العراق كما هو على أي بلد عربي يتمزق..كما كان ولا يزال على بلدي..
أشعر أننا نهتز من أرضنا ومن حياتنا و عالمنا...من بيوتنا، وأمام أولادنا و أهلينا..
الحزن حزنان و أنا أخطط هذه السطور.
لقد اطلعت على مقالة للأستاذ ناصر السهلي الكاتب الفلسطيني المقيم في الدانمارك والذي كان ردا على مقالة قمت بترجمته من الفرنسية ا للصديق العزيز الكاتب الكردي البارز عادل باخه وان، والتي جاءت تحت عنوان: > و الترجمة تمت بمشورة صاحب المقال .
وبادئا أود أن اعترف بأني اختلف مع الصديق عادل صاحب المقال في بعض النقاط و لكني احترم فيه حدة نقده و تجرده و طرحه العلمي للمسألة.
والذي جرب الكتابة في عالمنا العربي ثم مارسها مغتربا يعرف أي معاناة تشق قلب المثقف و بأي قلم يكتب الكاتب. وهو ما لمحته في رد الأستاذ ناصر السهلي الذي مارس الغربة أكثر من أي عربي لأنه ببساطة فلسطيني.
الأزمة أعمق مما يتصور المتابع، و التمزق غائر، لكني و أنا أتابع مقالة الأستاذ ناصر وجدت صعوبة في الإحاطة بأفكاره.فخارج الاتهامات الموجهة يمينا وشمالا، في اتجاه السياسيين تارة، وصوب المثقفين تارة أخرى لم أشعر بأي علمية في الطرح و لم أقف على أدنى منهجية ماعدا مسألة توزيع التهم هذه.
إذا كان الأخ ناصر حزينا فذات الحزن يمزقنا جميعا، ولكن لماذا يمارس من يدعي الثقافة "ديكتاتورية" على من يخالفه الرأي ؟
لا أدافع عن كاتب المقال فهناك اختلافات بيننا في عدد من وجهات النظر، لكن ما شدني في مقالته التي ترجمتها هو واقعيته. فهو باحث اكاديمي قبل كل شئ ، و بالتالي فلا ادعي أنا الجزائري و لا الأخ ناصر و هو فلسطيني بأننا أعرف ببلده منه.
ثم ماهي مشكلة العراق بالتحديد؟ إنها مشكلة كل بلد عربي: تعقن سياسي متوارث وخوف دائم من كل شئ.

مسألة الخوف
من حقنا أن نتساءل: لماذا تثار مسألة الأقليات في عالمنا العربي في أوقات محددة بالذات؟
لقد عاش الأكراد في العراق مثل الأرمن والشركس والبربر و الأقباط في نواح أخرى من عالمنا العربي ولم تطرح الإشكالية بهذه الحدة إلا قي السنوات الأخيرة.
المشهور في خطاباتنا أن المستعمر هو الذي يثير هذه النعرة، وعلى كل حال فهو له عذره، ثم أن المستعمر خرج منذ نصف قرن على الأقل..قالوا:ذيوله..ومن ذيوله؟ الله أعلم.
لكن ما لا نقوله ولا نريد قوله أن الخطاب القومي ساهم بأسلوبه و بممارساته بنسبة لا تقل أهمية عن سابقه في إثارة هذه النعرة.
وعندما يعلن أي قومي(بلسانه أو بممارساته) أن دينه هوالعروبة، فان غير العربي بجنبه يخاف على حياته و أرضه بتهمة الكفر بهذه العروبة.
وأود أن اعترف هنا أن الخطاب الاسلاموي أكثر مرونة من الخطاب القومي في هذا المجال. فالإسلاميون لا يدعون إلا إلى أخوة الدين فلا يشعر غير العربي بالخوف على حياته أمام العربي مادام الضمان هنا ليس الأرض و لا الجنس ولكنه الدين. غير أن الدين يصبح مشكلة أمام من لا يريده، أو من يريد بعضه و يتخلى عن بعض.ومعنى ذلك أم مسألة الخوف مطروحة في جميع الحالات أمام المواطن عندنا. فنحن على خلاف الغرب لم نصل إلى درجة من الضمانات و التطمينات تجعل كل واحد عندنا مهما كان اتجاهه وقوميته آمنا على أهله وماله...ورأسه. وهذا في رأيي سبب كفر الأقليات بالعروبة واستنجادها بالغرب، وهو ذاته سبب كفر عدد مهم من المثقفين بما تطرحه ذات العروبة من أفكار حول القومية وحول الدين، والتجاءهم إلى الغرب الذي يعطيهم فرصة الكفر بالسياسة..وبالدين في عالمنا العربي.

..والتعفن السياسي..
إن الجهاز السياسي في عالمنا مريض..مريض..مريض.
والسياسي عندنا أبعد عنا من ساكن هايتي و كاليدونيا والقطبين.
إن العراقيين يختلفون الآن فيما بينهم في كل شئ ربما ولكنهم يتفقون في كرههم لصدام. وهنا تشعر بمهزلة الصورة، ففي اليوم الذي سقط فيه الديكتاتور كانت شوارع بغداد تهلل رقصا، ولكن بعضها لم يصدق واعتقد أن "الريس" ما زال ولن يغادر، وهذا البعض كما تقول لنا الصحافة لا زال بعضه إلى الآن.
فكيف نفسر هذا بغير الرعب الذي زرعه فيهم وعبادة الشخصية التي اصطبغوا بها؟
إن الجريمة الكبرى في هذه الحالة لا تكال إلى الأقليات إذا ثارت، بل إلى من أثارها. وقول أن الأكراد انفصلوا أو استقلوا أو اتصلوا بشارون لا ينسينا مجزرة "حلبجة"مثلا والتي لم يصنعها بوش و لا شارون ولابوتين و لا هتلر..
إن القهر و الترهيب صفة الأنظمة الضعيفة العاجزة عن فتح قنوات الحوار مع أبناء شعبها
لقد كنت عندما أرى الأكراد و العراقيين ككل يترامون على الحدود لاجئين إلى أوربا..على حدود اليونان أو ايطاليا أو فرنسا أو بريطانيا، بألبستهم و حالتهم..كنت أشعر بعمق المأساة ، و أتساءل : أي مجرم فعل بهم هذا؟
وليس معنى ذلك أن العربي الآخر في أحسن صورة، غير أن النفاق السياسي هو الذي جعل هؤلاء العرايا الحفاة متهمين و مجرمين. ولو كان صدام يملك الشجاعة الكافية ما حدث لأبناء شعبه ولأرضه ما يحدث الآن.
و تعيش دول- في حجم بلجيكا أو سويسرا- داخل تعدديتها اللغوية والعرقية، وتؤسس لأرقى ديمقراطية، و لكن تعجز دولة في حجم العراق و عظمة تاريخه أن تحتضن ابناءها على اختلافهم؟ و ليس العراق فقط فالصورة موجودة في مناطق كثيرة من عالمنا العربي..
إن النسخة العراقية تهدد بالتكرر في كل بقع جسمنا العربي المريض، هذه هي الحقيقة مع الاسف..ابتلعناها ام لم نبتلع.

..ولكن لماذا نخاف الأقليات؟
إننا نعيش معا منذ قرون، وقد وصل الأقباط في مصر، والأكراد في العراق إلى أرقي المناصب السياسية و العلمية، لم تعقهم انتماءاتهم و لم تحل دون تقبل العرب لهم.
فلماذا نخاف أن يتكلم الكردي لغته والبربري لغته، ونحن نقتسم معهم الأرض التي تحتضننا ؟ان اختلاطهم بالعرب قديم تاريخي، والادعاء بانفصالهم صعب جدا واقعا.
وفي أوربا يترشح الان في الانتخابات المحلية عرب يرجع وجودهم فيها في أحسن الأحوال الى 50سنة رغم سمرتهم واختلاف ثقافتهم، ولا نعترف نحن بمن نعيش وإياهم في أرضنا منذ 50قرنا؟؟؟
ولكن عندما نتكلم مع المثقفين والبارزين ونتابع الجرائدوالتحاليل نشعر ان المسألة انبعثت في أصلها من السياسيين عندما يعتلون منابرهم، ولا أعرف ماذا سيقول البرزاني و لا الطلباني عندما لا يتكلمون عن دولة الأكراد وحقوق الأكراد..و لا أعرف بما سيرد القوميون من دون أن يكفروهما سياسيا.
وفي جميع الحالات فأنهم يتفقون على رؤوسنا و لا يقدمون لنا مشروعا سياسيا، أمنيا او اقتصاديا أو تعليميا ناجحا..وفي جميع الحالات فإننا نحن المرهوبون الخائفون المشردون.

أي ضمانات نقدمها؟
وآخر تهمة يتم تقديمها و هي على رأس التهم: التدخل الأمير كي. لا أدعي أن أميركا تخاف الله فينا، و أنا مع محمود درويش عندما يردد: أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا.
ولكن علاج الوضع يبدأ من تصحيح الذات، و أمريكا التي زرعت في قلبنا إسرائيل هي ذاتها أمريكا التي تدخل "خشمها" في العراق و كثير من دول العرب والعالم.
غير أن وجود هذه الأمريكا لا ينفي مسألة ترتيب الوضع الداخلي و إصلاح الذات، والتي هي قبل كل شئ من مسؤوليتنا وعليها تتوقف حياتنا و مستقبلنا. وقد رأينا دول أوربا تتحد على حدة اختلافاتها السياسية و الثقافية و اللغوية حتى تستعيد مكانتها في مواجهة أميركا، فلماذا لا نفعل نحن على الأقل القليل القليل مما تستطيع فعله؟
أن التهمة التي نوجهها إلى أمريكا ذات وجهين، ووجهها الثاني يجب أن يتوجه إلينا نحن، و قد أثبتت التجارب التاريخية أن الضعاف –مهم كانوا ضعافا- يستطيعون فعل شئ مهم إن هم بذلوا النية الحسنة و الجهد الكافي.
ولكن مسألة مثل هذه لا تأتي إلا لاحقا لكونها مرتبطة بمسائل أهم، وقضية التنمية مثلا لا يتم الحديث عنها قبل الحديث عن الضمانات المقدمة للإنسان بخصوص حياته و أرائه و أرضه وبيته وماله.
هذا يجعلني أؤكد أن ما يخيف أي إنسان في عالمنا العربي و ليس في العراق فقط هو عدم وجود الضمانات الكافية التي تجعله يطمئن على حياته وبيته وماله ورأيه، وهي أصل المخاوف في حقيقة الأمر، ولكن الحكومة العربية لا يخيفها المواطن الذي افتقد هذه الضمانات أكثر مما يخيفها من يتكلم باسم أقلية أو يدعو إليها. وهذه مع الأسف حالة حزينة من الممارسة السياسية، فعندما يطالب مواطن من شمال العراق ببعض حقوقه يأتي الرد بأنه يريد الانفصال و تقسيم الدولة، و أي دولة تلك التي لا تضمن للفرد أدنى حاجات حياته اليومية، و لا يستفيد منها إلا العوائل الحاكمة (على حد تعبير الأخ ناصر)، وهي ذات الدولة التي تعطي لنفسها كل صلاحيات قتل هذا المواطن و نفيه، وحرقه كيماويا...



..والمستقبل ؟
إننا لا نخاف على العراق فقط، بل على كل عالمنا العربي. فجميع الأنظمة افتقدت مبررات وجودها وتجاوزتها الأحداث، و الإنسان عندنا مدعو إلى أن يأخذ مستقبله بيده و لا يتركه في يد من لا يذود حتى على كرسيه.
و التململ القائم في الشارع العربي يشعرنا بهذا، فالأنظمة في حرج أمام شعوبها، كون كل المشاريع التنموية تبخرت، وأحلام الوحدة انهارت، وعلى آبار البترول يجوع الآن الإنسان ويعرى ويخاف، و ينتظر في كل لحظة أن تمطر السماء قنابل و طائرات.
وفي رأيي أن الحديث عن الأقليات و اتهامها الآن هو من باب اللهو الماجن، ولا يمكن أن يخيفنا الكردي كما تخيفنا أمريكا و إسرائيل ولكن مواجهتنا مع الكردي أو الشيعي هو فتح جبهة جديدة ضدنا.
ولا يخيفنا مستقبلا أن يحكم في العراق كردي أو شيعي، ولكن المخيف أن لا نجد من يحكم أو أن نعوض صداما بصدام، أو أن نقسم و هو أضعف الإيمان العراق إلى مقاطعات عديدة ترضي المطامع السياسية (الصغيرة) لكل طرف.
محكوم علينا بالديمقراطية
ويبدو أن السياسيين الجدد في العراق تنتظرهم مهام تاريخية فهم ان تعدوا خلافاتهم الذاتية مطالبون بدستور جديد، وتقسيم جديد للسلطة, وممارسة واضحة لها. كما أنهم مطالبون باحترام المواطن (كل مواطن) و تحقيق مطالبه.
وهذا الأمر يدعونا إلى التفكير لأول مرة في أحزاب و جرائد و منابر تعبر عن أصحابها و تؤثر بثقلها في القرار السياسي، ولكنها في ذات الوقت تهمها مصلحة العراق العليا.
إن فكرة "المجتمع المدني"هي المرحلة القادمة في عالمنا العربي، شئنا أم أبينا، و عندما نصل إلى مرحلة الضمانات الديمقراطية لكل فرد، فإن الفرد، أي فرد عاقل، لا يقبل بتقسيم العراق أو أي بلد عربي إرضاء لأمريكا أو لأي جهة أخرى.
ROUINI Bachir
18/08/2004 14:37:23Mercredi



#عادل_باخه_وان__ناصر_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب
- مسؤول أممي يحذر من أن اجتياح إسرائيل رفح سيكون -مأساة تفوق ا ...
- مصر.. اشتباكات مسلحة بين عائلتين تسفر عن اشتعال النيران في م ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حظر استيراد اليورانيوم المخصب ...
- تحطم طائرة أمريكية من طراز -إف – 16- قرب قاعدة هولومان الجوي ...
- الصين: -حماس- و-فتح- أعربتا عن رغبتيهما في المصالحة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل باخه وان ناصر السهلي - العراق بلد عربي..لكنه العراق