أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد كرمو - هل ستكون حماس هي القربان الذي ستقدمه دمشق في حال توصل سورية إلى اتفاق سلام مع إسرائيل














المزيد.....

هل ستكون حماس هي القربان الذي ستقدمه دمشق في حال توصل سورية إلى اتفاق سلام مع إسرائيل


فؤاد كرمو

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إن جذر العلاقة بين الطرفين قائمة على المصالح، وبالتالي فاستمرارها مرتبط باستمرار المصلحة بينهما ومتى تحققت مصلحة أهم وأكبر وأنفع لأحد الطرفين فإن من المؤكد أن العلاقة ستختلف جذريا بينهما. ومن هنا لا غرو من القول إنه إذا حقق اتفاق السلام بين سورية وإسرائيل مصالح لسورية تفوق المصالح التي يحققها التعاون بينها وبين حماس، حينئذ يمكن القول إن سورية سوف تفك تعاونها مع حماس وتنهي ارتباطها بها، وستضحي بحماس وستكون هذه الأخيرة هي كبش الفداء التي تقدمه سورية إلى إسرائيل.

إذا، هل سيكون التنازل عن دعم الفصائل الفلسطينية، وبخاصة منظمة حماس، هو الحل الوسط؟ وجدير بالذكر أن حماس، وباقي المنظمات الفلسطينية المرتبطة بدمشق، لا تستطيع أن تقدم دعما سياسيا لدمشق؛ لأن الدعم السياسي الذي تحتاجه دمشق يكون من الدول وليس من المنظمات.

نعم تستطيع هذه المنظمات أن تثير المتاعب والقلاقل لصالح سورية، ولكنها لا تستطيع أن تذهب بعيداً في ذلك. وبالتالي، فهذه المنظمات ليست أكثر من ورقة تحريك بالنسبة إلى سورية. فضلا عن ذلك، فإن نزعة القطرية لا تزال تسيطر على السياسة العربية، بمعنى أن كل دولة عربية مهتمة بما يحقق مصالحها الخاصة




جعل النظام من القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي غطاء يبرر من خلاله استمرار حالة الطوارئ والأحكام العرفية، في الوقت الذي لم يقدم فيه طوال العقود الثلاث الماضية ما يتناسب مع أهمية هذه القضية، فلا شعار التوازن الاستراتيجي أنجب دفاعات حقيقية إزاء الطائرات الإسرائيلية التي استباحت سماء البلاد مرات عدة، ولا السياسة البراغماتية تمخضت عن تسوية مشرفة وعادلة تعيد الجولان وتحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.

هناك مؤشرات باتت واضحة تدل على أن نظام الحكم في سوريا يمر في أزمة، أضحى النظام بسببها في وضع لا يحسد عليه، بحيث لم يعد بمقدوره الاستمرار كما كان في السابق (عهد الرئيس حافظ الأسد).
ويمكن القول أنه لم يسبق لسوريا أن بلغت وضعا على قدر من السوء كالوضع الذي بلغته خلال السنوات الخمس الأخيرة عامة، والسنة المنصرمة من سنوات "التطوير والتحديث". ولم يسبق لها أن كانت على هذه الدرجة من العزلة الخارجية والضعف الداخلي
لهذه الأزمة جوانب متعددة، منها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. والأزمة السياسية كانت واضحة في لبنان والتي جاءت إثر مقتل الحريري والتهديدات الأمريكية لسوريا، حيث أصبحت القوات الأمريكية جارة قريبة لها بعد احتلالها العراق.



معايير القوة الداخلية معروفة، وأصبحت بديهية يدركها القاصي والداني، فالبلد الذي يفتقد لمقومات الحياة السياسية الطبيعية، وتمنع فيه الأحزاب السياسية من لعب دورها، وتحاصر مؤسسات المجتمع المدني، ويزج فيه المعارضون في السجون، وتنعدم فيه فرص التنمية الاقتصادية، وتنهار فيه الآمال أمام الشباب في المستقبل نتيجة الفقر والبطالة، وتترهل مؤسساته الإدارية والقانونية، وتتفاقم فيه التوترات الاجتماعية، وتتراجع إرادة أبنائه في الحياة المشتركة، ويستسلمون إلى حالة من اللامبالاة، أو ينهشهم الخوف من سطوة الأجهزة الأمنية، هذا البلد يصبح مثالاً للفشل العام والعجز وقلة الحيلة، وتصبح سياسته الخارجية بالضرورة فاقدة للقوة المعنوية الضرورية، لكي تكون مصدر ثقة واطمئنان، سواء لأهل البلد أو للرأي العام العالمي أو للمجتمع الدولي، وتفقد بالضرورة أي أمل في استمرارية الحفاظ على المكاسب الاستراتيجية في المحيطين الإقليمي والدولي.



#فؤاد_كرمو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والطفل على جثة الأب والأم تصرخ ما السبب؟؟؟؟؟
- صباح اليوم التالي ( نبأ جديد في ارتفاع الأسعار واغتيال احد ا ...
- الخزي والعار للانظمة القمعية


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد كرمو - هل ستكون حماس هي القربان الذي ستقدمه دمشق في حال توصل سورية إلى اتفاق سلام مع إسرائيل