أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - يقظة الرأي العام العالمي تقود رموز الإجرام الصهيوني إلى المحاكم الدولية















المزيد.....

يقظة الرأي العام العالمي تقود رموز الإجرام الصهيوني إلى المحاكم الدولية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يبدو أن مسلسل التشويق سينتهي في الوقت القريب ! هذا على الأقل ما تؤكده الأحداث المتوالدة بشكل متتابع . و هي أحداث تصب جميعها في اتجاه دق المسمار الأخير؛ في نعش الكيان الصهيوني. و إذا كان قادة الإجرام الصهيوني قد ألفوا النجاة من المتابعة؛ فيما اقترفوه من جرائم؛ من جريمة صبرا و شاتلا؛ إلى جريمة غزة... فإن الجرة لن تسلم هذه المرة؛ على ما يبدو.
لقد أعلن في بولندا عن اعتقال احد المشاركين في اغتيال القيادي في حركة حماس في دبي؛ بناء على طلب الحكومة الألمانية ؛ و قد كانت هذه الأخيرة قد أصدرت أمرا دوليا باعتقال الإسرائيلي أوري برودتسكي؛ على خلفية اتهامه بالمشاركة في اغتيال القيادي بحركة حماس محمود المبحوح في دبي بداية العام الحالي.
و في نفس السياق؛ أشادت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، و التي يوجد مقرها ببروكسيل، عن دعمها للجهود التي تقوم بها المؤسسات الحقوقية حول العالم، و التي تهدف إلى ملاحقة رموز الاحتلال الإسرائيلي قضائياً، على الجرائم ضد الإنسانية؛ التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني، وامتدت لتصل إلى المتضامنين الدوليين مع قطاع غزة، متمثلة بمجزرة أسطول الحرية. و قد صدرت هذه الإشادة؛ بعد تداول أنباء؛ أشارت إلى قيام وزير الدفاع الإسرائيلي (أيهود باراك) بإلغاء زيارته إلى باريس؛ خشية تقديمه للمحاكمة؛ على خلفية الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية.
الحدثان معا جاءا متزامنين؛ الشيء الذي يؤكد بالملموس؛ المأزق الخطير الذي يعيشه الكيان الصهيوني؛ الذي يعامل قادته و مخبروه على السواء كمجرمين؛ اقترفوا جرائم حرب ضد الإنسانية؛ يجب متابعتهم عليها أمام المحاكم الدولية .
و هذا إن دل على شيء فإنما يوحي؛ بان الكيان الصهيوني؛ هذه المرة يواجه مقاومة من نوع جديد؛ ذات طابع دولي؛ و لا تخضع لإرادة الحكومات الأوربية و الأمريكية الداعمة له في المحافل الدولية. إنها مقاومة تقودها الضمائر الحية في العالم؛ من جميع الجنسيات؛ في منأى عن أية نزوعات دينية أو عرقية .
و هذا النوع من المقاومة؛ لم يسبق لقادة الكيان الصهيوني أن واجهوه من قبل؛ لأنهم كانوا في كل مرة يحسمون مع المقاومين الفلسطينيين بجرة قلم؛ عبر اتهامهم بالإرهاب؛ و الانتماء إلى القاعدة !!!
لكن بماذا سيتهم قادة الإجرام الصهيوني هذه الضمائر الحية؛ من جميع بقاع العالم؛ و التي تحدت حكوماتها الداعمة للكيان الصهيوني؛ و تقود مقاومة شرسة؛ على أساس الشرعية الدولية؛ التي تم تجميدها في أكثر من مرة؛ لفسح المجال أمام النزوعات الإجرامية للصهاينة تصول و تجول بلا رقيب .
لقد تم التعامل مع الكيان الصهيوني؛ في أوربا و أمريكا لعقود؛ باعتباره كيانا خارج القانون الدولي؛ يقترف قادته جرائم بشعة في حق مدنيين عزل؛ من دون تحريك آليات العدالة الدولية. لقد كان الغرب يطهر روحه–بالمعنى المسيحي- بتقديم الدم الفلسطيني قربانا؛ للتكفير عما اقترفه في حق اليهود طوال قرون . لكن كيف يستقيم أن نطهر أنفسنا من خلال تقديم الآخرين كقرابين بشرية ؟ لتتوقف هذه التراجيديا –إذن- و ليستيقظ الضمير العالمي من غفوته ؛ لقد راكم الكيان الصهيوني من الجرائم البشعة ما فيه الكفاية؛ و كانت يد الغرب الممدودة ؛ تدعم هذه الجرائم بجميع الوسائل .
إن هذه القناعة هي التي بدأت توجه الرأي العام الدولي؛ و خصوصا في أوربا و أمريكا؛ حيث تؤكد الأحداث المتوالية أن ورقة التوت التي كانت تغطي الإرهاب الصهيوني؛ بدأت في التساقط؛ و أن الرأي العام الدولي؛ على وعي تام بالأوهام التي طالما سوقها اللوبي الإعلامي الصهيوني؛ باعتبار إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط!!! لقد تكشف للعالم أن إسرائيل كيان ديني و قومي منغلق؛ و هي بذلك تجسد الوجه القبيح لأوربا القرون الوسطى؛ التي قاومتها الضمائر الحية .
و لعل هذا المشهد الجديد؛ هو الذي يقود مقاومة عنيفة بوسائل حضارية ضد الهمجية الصهيونية؛ فقد جسدت قافلة الحرية هذا المشهد خير تمثيل؛ و هي تحمل أكثر من أربعين جنسية؛ لا تجمعهم روابط الدين و العرق؛ بقدر ما تجمعهم القضية العادلة الواحدة. و إسرائيل حينما هاجمت هؤلاء المتضامنين؛ كانت تؤسس –بغباء استراتيجي- لمرحلة جديدة من المقاومة؛ هي غير قادرة على صدها بوسائلها القمعية القديمة .
و حينما نسمع عن استعداد الكثير من المتضامنين الذين شاركوا في أسطول الحرية؛ للتوجه إلى المحاكم الدولية؛ لرفع دعاوى ذات طابع جنائي؛ ضد قادة الإجرام الصهيوني؛ يمكن أن نستوعب حجم المقاومة؛ التي تواجه الكيان الصهيوني؛ الذي من المنتظر جدا أن يلاحق قادته بتهم ثقيلة أمام المحاكم الدولية؛ خصوصا و أن الجريمة اقترفت في حق متضامنين مدنيين؛ و في المياه الدولية؛ التي تعود مسؤولية حمايتها لجميع دول العالم .
إن الجريمة ثابتة؛ و القرائن المادية التي تؤكدها متوفرة؛ لأن الكاميرات نقلت مشاهد القرصنة البحرية بالمباشر؛ و الرأي العام الدولي الحي يعتبر أفضل شاهد في هذه القضية؛ التي تضع الشرعية الدولية على المحك؛ فإما يكون الإنصاف؛ و إما أن المؤسسات الدولية المسؤولة على تطبيق القانون الدولي؛ تغامر بمشروعيتها أمام الرأي العام الدولي .
هذه فرصة لعودة الشرعية الدولية؛ التي جمدت لوقت طويل؛ أو استعملت لأغراض سياسية مفضوحة ؛ لخدمة أجندة القوى الكبرى في العالم . و هذا ما أثار أسئلة كثيرة حول مستقبل هذه المؤسسات في حماية و تطبيق القانون الدولي.
إن العالم يعيش يقظة غير مسبوقة؛ بعدما شاهده من جرائم صهيونية بشعة؛ من الهجوم الهمجي على قطاع غزة؛ إلى تدمير لبنان؛ إلى جريمة اغتيال المقاوم الفلسطيني (محمود المبحوح) في دبي... و هي جرائم كانت كافية لإيقاظ الضمير العالمي؛ و لفضح الإرهاب الصهيوني على الملأ .

الآن و بعد أن تحقق إجماع غير مسبوق؛ حول تشكيل لجنة التحقيق الدولية؛ في قضية أسطول الحرية؛ و بعد أن تحقق نفس الإجماع لدى الرأي العام الدولي؛ بضرورة محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة؛ و بعد أن قرر الكثير من المشاركين في أسطول الحرية رفع دعاوى؛ ذات طابع جنائي ضد قادة الإجرام الصهيوني ...
الآن و بعد أن تحققت جميع هذه المكاسب؛ مدعومة بقوة دولية؛ ننتظر جميعا الفعل العربي/الإسلامي؛ الذي يجب أن يغتنم هذه الفرصة؛ لتحقيق مجموعة من المطالب العادلة؛ سواء ارتبطت بالقضية الفلسطينية؛ أو بقضية الجولان؛ أو بقضية مزارع شبعا؛ أو بالضغوطات الأمريكية- الصهيونية على النظام المصري؛ لخدمة الأجندة الصهيونية؛ و هي مطالب ليست اقل من مستوى الإنجازات السياسية المتحققة .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تقرير كولد ستون إلى التحقيق في جريمة أسطول الحريةهل هي بد ...
- الحرب الإعلامية و صناعة الرأي العام الدولي
- الكيان الصهيوني يعلن حربا إرهابية على العالم
- المفكر محمد عابد الجابري : الكتلة التاريخية كمدخل رئيسي لتحق ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- محمد عابد الجابري .. مات الانسان و ركب المناضل و المربي و ال ...
- استدراك - تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: ...
- تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: من البنيات ...
- بعد نجاح شعار التغيير الأوبامي داخليا - هل من أمل في التغيير ...
- نتنياهو .. و رهان تغيير أوباما
- الحركة الصهيونية: مشروع استعماري غربي بغطاء يهودي
- الكيان الصهيوني: منظمات إرهابية تشكل دولة !!!
- الموساد: منظمة إرهابية بغطاء دولي !!
- التنين الصيني - هل هي بداية تحطم أسطورة نهاية التاريخ ؟
- التحقيق مع طوني بلير: هل هي بداية ملاحقة مجرمي الحرب؟
- السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة
- باراك أوباما و حصيلة السنة الأولى- ماذا بقي من شعار التغيير؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - يقظة الرأي العام العالمي تقود رموز الإجرام الصهيوني إلى المحاكم الدولية