بيان عن الحفل التابيني المقام على ارواح ضحايا الارهاب في كنائس بغداد و نينوى

فاروق كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مساء الاربعاء 4-8-2004 وعلى قاعة النادي الامريكي الكلداني في سان دييغو , التأمت جموع غفيرة من الجالية العراقية المقيمة في سان دييغو , بدعوة كريمة من بعض ابناء الكلدان الطيبين , لاحياء ذكرى اولئك الشهداء الابرار الذين سقطوا ضحايا العنف والارهاب يوم الاحد الاول من أب 2004 , في خمس كنائس عراقية في كل من بغداد والموصل , التأموا للتعبير عن مشاعرهم لهذا الحدث الاليم, والتنديد بهذه الجريمة البشعة النكراء , التي طالت قطاعا واسعا من المسيحيين كانوا يؤدون صلواتهم في رحاب الله خالق الكون , والذي كان من المفترض ان يكونوا في طمأنينة وامان على حياتهم , ما داموا خاشعين راكعين يتضرعون الى الرب العلي القدير , ان يسبغ على وطنهم واهلهم واخواتهم ثياب الامن والاستقرار , وينجي بلدهم الحبيب مما لحق به من دمار وخراب , لكن فئة حاقدة خلت ارواحها من الانسانية والمحبة والرافة , جعلت ذلك النهار , نهارا اسود داميا , فاذابهم في اتون من النار تتطاير اشلاؤهم في الهواء , ساق هنا , ويد هناك , ورؤوس قد انفصلت عن اجسادها جراء عنف الانفجار , اطفال ونساء وشباب وشيوخ مضرجون بدمائهم , مذعورون من هول الصدمة , لا يدرون ماذا يفعلون , ..... وهذا الانسان العظيم محور الكون , الذي خلقه الله على شاكلته , ومنحه العقل والفكر , وسخر العلم من اجله , يهدر دمه على ايدي عصابات فاجرة , ترفع شعار الاسلام , والاسلام منها براء , لان المسيحيين والاسلام عاشوا على ثرى الرافدين الاف السنين , في ود وتكاتف وحب واخاء , ذاقوا معا الحلو والمر , واجتازوا السهل والصعب , لم يفرقهم مذهب , ولم يشتتهم دين , فما بال سفاحو هذا العصر , يريدون فصم هذه العروة الوثقى التي تشدهم الى بعضهم شدا ? ويرهبون المسيحيين العزل من كل سلاح , ويدفعونهم دفعا لترك اوطانهم ومراتع صباهم ?

لقد كانت امسية حزينة كئيبة على سان دييغو مساء الرابع من اب , لبت الدعوة الكريمة منظمات جماهيرية عديدة , تعمل باخلاص على ساحة كاليفورنيا شاركت اخوتها الكلدوأشوريين , الامهم واحزانهم بهذه الكارثة الدامية ونددت جميعها بالممارسات الاجرامية التي تنفذها عصابات الارهاب الصدامية ومسانديها ضد المواطنين الامنين , وشجبت كل تصرفاتها اللاانسانية , وقد افتتح الحفل التابيني بصلاة الجنازة عن تلك الارواح البريئة التي أزهقت غدرا و ظلما في الكنائس , أقامها الاب صبري اسكندر راعي كنيسة مار ميخا الكلدانية في سان دييغو , ثم تعاقبت كلمات المتحدثين , فادار الحفلة بجدارة وكفاءة السيد ريمون برنو الذي قدم المتكلمين الى الجمهور , ونقل مشاعر المحبة والحنان الى ربوع وادي الرافدين , بتلك الابيات الحلوة والكلمات الطيبة التي كان ينثرها بين متحدث واخر , ويشد المستمعين الى المنصة , فتكلم بادئ ذي بدء السيد عامر كرمو رئيس الهيئة الادارية للنادي , فالسيد حنا قلابات فالسيد الآن زنكنة عن منظمة حقوق الانسان الكردية – فرع سان دييغو – والشيخ سعيد البرزنجي عن جامع المدينة المنورة , والشيخ طالب البرزنجي عن الاتحاد الوطني الكردستاني , والسيد غسان شذايا عن المجلس القومي الكلداني , والسيد نجاح قينايا عن الاتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا , والشيخ عمر غريب عن المركز الثقافي الكردي , والسيد موسى موسى عن الحركة الديمقراطية الاشورية , والسيد زهير العامري عن التجمع العراقي في كاليفورنيا . ثم القى الشماس صادق برنو قصيدة مؤثرة باللغة الكلدانية بهذه المناسبة , فكلمة الدكتور لبيب سلطان عن المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين , والسيد سالم ابراهيم عن الجمعية الامريكية لمسيحيي الشرق الاوسط , والسيد عبد الرزاق أبو نور عن جامع الامام علي بن ابي طالب , والسيد عبد الله العبسي عن التجمع الشيعي العراقي , ثم ختم الاجتماع بكلمة الهيئة المشرفة على الحفل القاها السيد زكر ايرم .

فيا احرار العالم , ايها الشرفاء في كل مكان , يا من تدافعون بكل جهودكم من اجل حفظ حقوق الانسان وامنه وكرامته وصيانة حياته من كل اذى , ارفعوا اصواتكم عاليا لتصل الى قادة العالم منددين شاجبين ما يجري في العراق الجديد من جرائم بشعة يندى لها جبين الانسانية , واعملوا بتواصل كي توقفوا هذا السيل من الدماء الذي يطال كل شرائح المجتمع , وتصونوا حياة اخوانكم المسيحيين الذين أرتوت ارض الرافدين بدمائهم الزكية على مر العصور , فالعراق بلد الحضارات والتأخي , ووطن كل القوميات والديانات , فيه العربي والكردي والكلدوأشوري والتركماني , والمسلم والمسيحي والصابئ واليزيدي , فهو حديقة غناء فيها شتى الازهار والورود , والله يحفظكم ويسدد خطاكم للخير والفلاح .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل